ويصرّح رسول اللّه صلى الله عليه و آله في حديث آخر حول دور أهل بيته في الدفاع عن سنّته ومحاربة البدع بعده :
إنَّ عِندَ كُلِّ بِدعَةٍ تَكونُ مِن بَعدي يُكادُ بِهَا الإِيمانُ ، وَلِيّا مِن أهلِ بَيتي مُوَكَّلاً بِهِ يَذُبُّ عَنهُ ، يَنطِقُ بِإِلهامٍ مِنَ اللّهِ ، ويُعلِنُ الحَقَّ ويُنَوِّرُهُ ، ويَرُدُّ كَيدَ الكائِدينَ . ۱
ولذلك فقد عرَّفَ أهلُ البيت عليهم السلام في المراحل المختلفة من تاريخِ الإسلام البِدَعَ ۲ وأصحابَ البدع ۳ للناس ، كما أبانوا لهم ما عُدَّ بدعةً وليس منها . ۴
۲ . بيان مسؤوليّة العلماء
تمثّل الإجراء الثاني الذي قام به رسول اللّه صلى الله عليه و آله لمحاربة البدع ، في أنّه أوجب على علماء الاُمّة الحقيقيين ألّا يكتموا الحقيقة وأن يظهروا للناس ما يعلمونه من سنّة رسول اللّه والبدع :
إذا ظَهَرَتِ البِدَعُ في اُمَّتي فَليُظهِرِ العالِمُ عِلمَهُ ، فَمَن لَم يَفعَل فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ . ۵
۳ . بيان مسؤولية أصحاب السلطة
وكان إجراؤه الثالث أنّه أوجب على ذوي السلطة القضاء على أصحاب البدع ، نظراً إلى الخطر الذي يشكلونه :