373
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس

ويصرّح رسول اللّه صلى الله عليه و آله في حديث آخر حول دور أهل بيته في الدفاع عن سنّته ومحاربة البدع بعده :
إنَّ عِندَ كُلِّ بِدعَةٍ تَكونُ مِن بَعدي يُكادُ بِهَا الإِيمانُ ، وَلِيّا مِن أهلِ بَيتي مُوَكَّلاً بِهِ يَذُبُّ عَنهُ ، يَنطِقُ بِإِلهامٍ مِنَ اللّهِ ، ويُعلِنُ الحَقَّ ويُنَوِّرُهُ ، ويَرُدُّ كَيدَ الكائِدينَ . ۱
ولذلك فقد عرَّفَ أهلُ البيت عليهم السلام في المراحل المختلفة من تاريخِ الإسلام البِدَعَ ۲ وأصحابَ البدع ۳ للناس ، كما أبانوا لهم ما عُدَّ بدعةً وليس منها . ۴

۲ . بيان مسؤوليّة العلماء

تمثّل الإجراء الثاني الذي قام به رسول اللّه صلى الله عليه و آله لمحاربة البدع ، في أنّه أوجب على علماء الاُمّة الحقيقيين ألّا يكتموا الحقيقة وأن يظهروا للناس ما يعلمونه من سنّة رسول اللّه والبدع :
إذا ظَهَرَتِ البِدَعُ في اُمَّتي فَليُظهِرِ العالِمُ عِلمَهُ ، فَمَن لَم يَفعَل فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ . ۵

۳ . بيان مسؤولية أصحاب السلطة

وكان إجراؤه الثالث أنّه أوجب على ذوي السلطة القضاء على أصحاب البدع ، نظراً إلى الخطر الذي يشكلونه :

1.راجع : ص۴۲۰ ح ۶۱۸۷ .

2.راجع : ص۴۲۳ (ما نصّ على أنّه بدعة) .

3.راجع : ص ۴۴۳ (عدّة من المبتدعين) .

4.راجع : ص۴۴۱ (ما زعم أنّه بدعة) .

5.راجع : ص۴۱۵ ح ۶۱۶۲ .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
372

اللّه صلى الله عليه و آله لمحاربة البدع التي ستحدث في تاريخ الإسلام؟

إجراءات النبي صلى الله عليه و آله لمحاربة البدعة

قام رسول اللّه صلى الله عليه و آله ببعض الإجراءات الأساسية لمحاربة البدع التي ستحدث بعده :

۱ . التعريف بعِدْل القرآن للاُمَّة

كان أوّل وأهمّ إجراء لرسول اللّه صلى الله عليه و آله في محاربة البدعة وأصحابها ، أنّه قدّم أهل بيته في حديث الثقلين المتواتر باعتبارهم عدل القرآن ، فقال صلى الله عليه و آله :
إنّي تارِكٌ فيكُمُ الثَّقَلَينِ ، ما إن تَمَسَّكتُم بِهِما لَن تَضِلّوا : كِتابَ اللّهِ وعِترَتي أهلَ بَيتي ، فَإِنَّهُما لَن يَفتَرِقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ . ۱
ويدلّ هذا الحديث بوضوح على أنّ أهل بيت رسول اللّه صلى الله عليه و آله هم عدل للقرآن ، كما يدلّ على مرجعيتهم العلمية في اُصول الدين وفروعه ، وكونهم محفوظين من أيّ خطأ ، ويؤكّد على أنّ التمسك بهم يقي الاُمّة من الضلالة حتّى يوم القيامة .
وبعبارة اُخرى ، فإنّ أهل البيت هم ورثة علم النبي صلى الله عليه و آله ، استناداً إلى حديث الثقلين والأحاديث الاُخرى ۲ ، وأنّ ما يقولونه حول الدين هو كلامه وسنّته ، كما جاء في رواية عن الإمام الصادق عليه السلام :
حَديثي حَديثُ أبي ، وحَديثُ أبي حَديثُ جَدّي ، وحَديثُ جَدّي حَديثُ الحُسَينِ ، وحَديثُ الحُسَينِ عليه السلام حَديثُ الحَسَنِ عليه السلام ، وحَديثُ الحَسَنِ حَديثُ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، وحَديثُ أميرِ المُؤمِنينَ حَديثُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وحَديثُ رَسولِ اللّهِ قَولُ اللّهِ عز و جل . ۳

1.للاطلاع على سند هذا الحديث ودلالته راجع كتاب موسوعة ميزان الحكمة : ج ۴ ص ۳۱۲ ـ ۳۵۴ .

2.راجع : أهل البيت في الكتاب والسنة : خصائصهم في العلم وموسوعة الإمام علي عليه السلام / القسم الحادي عشر : علوم الإمام عليّ عليه السلام .

3.الكافي : ج ۱ ص ۵۳ ح ۱۴ ، الإرشاد : ج ۲ ص ۱۸۶ ، منية المريد : ص ۳۷۳ ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۱۷۹ ح ۲۸ وراجع : أهل البيت في الكتاب والسنّة : ص ۱۸۸ « حديثهم حديث رسول اللّه » .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    عبدالهادي مسعودي، رسول افقي، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4739
صفحه از 544
پرینت  ارسال به