العيش والرفاهية من المباحات ، فوسيلته مباحة . ۱
وتظهر ملاحظة نصّ ما قاله ابن عبدالسلام أنّه قسم البدعة إلى الأحكام الخمسة ، ولكن الشهيد الأوّل قسم مفهومها اللغوي ، ولذلك فإنّ انتقاد العلّامة المجلسي للشهيد الأوّل وهو أنّه قسم البدعة إلى الأحكام الخمسة ، ليس صحيحاً ۲ . ۳
التنبّؤ بحدوث البدعة في الاُمّة الإسلامية
إنّ الملاحظة التي تستحقّ التأمّل ، هي أنّه قد ورد التحذير في الكثير من أحاديث البدعة ، من أنّ المسلمين سوف يبتلون بها رغم أضرار هذه الظاهرة المشؤومة ومخاطرها على المجتمع المسلم ۴ وهناك طائفتان لهما دور محوري في هذا المجال : الطائفة الأولى هي أئمّة الضلال ، كما روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه قال :
أخوَفُ عِندي عَلَيكُم مِنَ الدَّجّالِ أئِمَّةٌ مُضِلّونَ ، هُم رُؤَساءُ أهلِ البِدَعِ . ۵
وتتمثّل الطائفة الثانية في المحدثين المتاجرين بالدين :
سَيَكونُ في اُمَّتي دَجّالونَ كَذّابونَ ، يُحَدِّثونَكُم بِبِدَعٍ مِنَ الحَديثِ بِما لَم تَسمَعوا أنتُم ولا آباؤُكُم ، فَإِيّاكُم وإيّاهُم لا يَفتِنونَكُم . ۶
والآن يجب أن نرى استناداً إلى هذه التنبؤات ، ما هي التدابير التي اتّخذها رسول
1.القواعد والفوائد : ج ۲ ص ۱۴۴ ، بحارالأنوار : ج ۷۴ ص ۲۰۳ ـ ۲۰۴ .
2.قال العلامة المجلسي بعد تبيينه للمعنى الاصطلاحي للبدعة : «وبه يظهر بطلان ما ذكره بعض أصحابنا تبعاً للعامة من انقسام البدعة بانقسام الأحكام الخمسة» (بحار الأنوار : ج ۲ ص ۲۶۴) .
3.لمزيد الاطلاع على الآراء والمسائل المتعلقة بالبدعة راجع : دائرة المعارف الإسلامية الكبرى «دائرة المعارف جهان إسلام ، بالفارسيّة» : عنوان «البدعة» .
4.راجع : ص ۴۰۷ (وقوع البِدَعِ في الاُمَّة الإسلاميَّة) .
5.راجع : ص۴۰۸ ح ۶۱۵۴ .
6.راجع : ص۴۰۷ ح ۶۱۵۳ .