247
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس

ويَتَعَيَّشُ بِفَضلِها . ۱

۵۶۶۹.عنه عليه السلامـ لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ ـ: تَأَمَّل خَلقَ السَّمَكِ ... فَكِّرِ الآنَ في كَثرَةِ نَسلِهِ وما خُصَّ بِهِ مِن ذلِكَ ، فَإِنَّكَ تَرى في جَوفِ السَّمَكَةِ الواحِدَةِ مِنَ البَيضِ ما لا يُحصى كَثرَةً ، وَالعِلَّةُ في ذلِكَ أن يَتَّسِعَ لِما يَغتَذي بِهِ مِن أصنافِ الحَيَوانِ ، فَإِنَّ أكثَرَها يَأكُلُ السَّمَكَ حَتّى أنَّ السِّباعَ أيضا في حافاتِ الآجامِ ۲ عاكِفَةٌ عَلَى الماءِ أيضا كَي تُرصِدُ السَّمَكَ ، فَإِذا مَرَّ بِها خَطِفَتهُ ، فَلَمّا كانَتِ السِّباعُ تَأكُلُ السَّمَكَ ، وَالطَّيرُ يَأكُلُ السَّمَكَ ، وَالنّاسُ يَأكُلونَ السَّمَكَ ، وَالسَّمَكُ يَأكُلُ السَّمَكَ ، كانَ مِنَ التَّدبيرِ فيهِ أن يَكونَ عَلى ما هُوَ عَلَيهِ مِنَ الكَثرَةِ . ۳

۱ / ۲

البَرزَخُ بَينَ البَحرَينِ

الكتاب

«وَ هُوَ الَّذِى مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَـذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَ هَـذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَ جَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَ حِجْرًا مَّحْجُورًا» . ۴

«مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ» . ۵

«أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَ جَعَلَ خِلَــلَهَا أَنْهَـرًا وَ جَعَلَ لَهَا رَوَ سِىَ وَ جَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَءِلَـهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ» . ۶

1.بحار الأنوار : ج ۶۰ ص ۸۷ ح ۱۱ نقلاً عن الخبر المشتهر بتوحيد المفضّل .

2.الأَجَمَةُ : الشجر المُلتَفُّ ، والجمع أجمات ، وجمع الجمع : آجام (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۲۰ «أجم») .

3.بحار الأنوار : ج ۶۴ ص ۷۰ ح ۳۲ نقلاً عن الخبر المشتهر بتوحيد المفضّل .

4.الفرقان : ۵۳ .

5.الرحمن : ۱۹ و ۲۰ .

6.النمل : ۶۱ .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
246

ثُمَّ الماءُ لَولا كَثرَتُهُ وتَدَفُّقُهُ فِي العُيونِ وَالأَودِيَةِ وَالأَنهارِ ، لَضاقَ عَمّا يَحتاجُ النّاسُ إلَيهِ ، لِشُربِهِم وشُربِ أنعامِهِم ومَواشيهِم ، وسَقيِ زُروعِهِم وأشجارِهِم وأصنافِ غَلّاتِهِم ، وشُربِ ما يَرِدُهُ مِنَ الوُحوشِ وَالطَّيرِ وَالسِّباعِ ، وتَتَقَلَّبُ فيهِ الحيتانُ ودَوابُّ الماءِ ، وفيهِ مَنافِعُ اُخَرُ أنتَ بِها عارِفٌ وعَن عِظَمِ مَوقِعِها غافِلٌ .
فَإِنَّهُ سِوَى الأَمرِ الجَليلِ المَعروفِ مِن غَنائِهِ في إحياءِ جَميعِ ما عَلَى الأَرضِ مِنَ الحَيَوانِ وَالنَّباتِ ، يَمزُجُ بِالأَشرِبَةِ فَتَلينُ وتَطيبُ لِشارِبِها ، وبِهِ تُنَظَّفُ الأَبدانُ وَالأَمتِعَةُ مِنَ الدَّرَنِ الَّذي يَغشاها ، وبِهِ يُبَلُّ التُّرابُ فَيَصلُحُ لِلاِعتِمالِ ، وبِهِ نَكُفُّ عادِيَةَ النّارِ إذَا اضطَرَمَت ، وأشرَفَ النّاسُ عَلَى المَكروهِ ، وبِهِ يَستَحِمُّ المُتعِبُ الكالُّ فَيَجِدُ الرّاحَةَ مِن أوصابِهِ ، إلى أشباهِ هذا مِنَ المَآرِبِ ۱ الَّتي تَعرِفُ عِظَمَ مَوقِعِها في وَقتِ الحاجَةِ إلَيها ، فَإِن شَكَكتَ في مَنفَعَةِ هذَا الماءِ الكَثيرِ المُتَراكِمِ فِي البِحارِ ، وقُلتَ : مَا الإِربُ فيهِ ؟ فَاعلَم أنَّهُ مُكتَنَفٌ ومُضطَرَبٌ ما لا يُحصى مِن أصنافِ السَّمَكِ ، ودَوابِّ البَحرِ ، ومَعدِنِ اللُّؤلُؤِ وَالياقوتِ وَالعَنبَرِ ، وأصنافٍ شَتّى تُستَخرَجُ مِنَ البَحرِ ، وفي سواحِلِهِ مَنابِتُ العودِ اليَلنجوجِ ۲ وضُروبٍ مِنَ الطّيبِ وَالعَقاقيرِ .
ثُمَّ هُوَ بَعدُ مَركَبُ النّاسِ ، ومَحمِلٌ لِهذِهِ التِّجاراتِ الَّتي تُجلَبُ مِنَ البُلدانِ البَعيدةِ ، كَمِثلِ ما يُجلَبُ مِنَ الصّينِ إلَى العِراقِ ، ومِنَ العِراقِ إلَى العِراقِ ۳ فَإِنَّ هذِهِ التِّجاراتِ لَو لَم يَكُن لَها مَحمِلٌ إلّا عَلَى الظَّهرِ لَبارَت وبَقِيَت في بُلدانِها وأيدي أهلِها . لِأَنَّ أجرَ حَملِها كانَ يُجاوِزُ أثمانَها ، فَلا يَتَعَرَّضُ أحَدٌ لِحَملِها ، وكانَ يَجتَمِعُ في ذلِكَ أمرانِ : أحَدُهُما فَقدُ أشياءَ كَثيرَةٍ تَعظُمُ الحاجَةُ إلَيها ، وَالآخَرُ انقِطاعُ مَعاشِ مَن يَحمِلُها

1.المآرِبُ : الحوائج ، واحدها مأربة ـ مثلثة الراء (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۳۷ «أرب») .

2.اليلنجوجُ : عُودُ البُخورِ (بحار الأنوار : ج ۶۰ ص ۹۰) .

3.من العراق : أي البصرة ، إلى العراق : أي الكوفة أو بالعكس (المصدر) .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    عبدالهادي مسعودي، رسول افقي، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4955
صفحه از 544
پرینت  ارسال به