177
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس

المُتَعَرِّضونَ ، ولا يَشقى بِنَقِمَتِكَ المُستَغفِرونَ ، رِزقُكَ مَبسوطٌ لِمَن عَصاكَ ، وحِلمُكَ مُعتَرِضٌ لِمَن ناواكَ ، عادَتُكَ الإِحسانُ إلَى المُسيئينَ ، وسُنَّتُكَ الإِبقاءُ عَلَى المُعتَدينَ ، حَتّى لَقَد غَرَّتهُم أناتُكَ عَنِ الرُّجوعِ ، وصَدَّهُم إمهالُكَ عَنِ النُّزوعِ ، وإنَّما تَأَنَّيتَ بِهِم لِيَفيؤوا إلى أمرِكَ ، وأمهَلتَهُم ثِقَةً بِدَوامِ مُلكِكَ ، فَمَن كانَ مِن أهلِ السَّعادَةِ خَتَمتَ لَهُ بِها ، ومَن كانَ مِن أهلِ الشَّقاوَةِ خَذَلتَهُ لَها .
كُلُّهُم صائِرونَ إلى حُكمِكَ ، واُمورُهُم آئِلَةٌ إلى أمرِكَ ، لَم يَهِن عَلى طولِ مُدَّتِهِم سُلطانُكَ ولَم يَدحَض لِتَركِ مُعاجَلَتِهِم بُرهانُكَ .. . فَقَد ظاهَرتَ الحُجَجَ ، وأبلَيتَ الأَعذارَ ، وقَد تَقَدَّمتَ بِالوَعيدِ ، وتَلَطَّفتَ فِي التَّرغيبِ ، وضَرَبتَ الأَمثالَ ، وأطَلتَ الإِمهالَ ، وأخَّرتَ وأنتَ مُستَطيعٌ لِلمُعاجَلَةِ ، وتَأَنَّيتَ وأنتَ مَليءٌ بِالمُبادَرَةِ .
لَم تَكُن أناتُكَ عَجزا ، ولا إمهالُكَ وَهنا ، ولا إمساكُكَ غَفلَةً ، ولَا انتِظارُكَ مُداراةً ، بَل لِتَكونَ حُجَّتُكَ أبلَغَ ، وكَرَمُكَ أكمَلَ ، وإحسانُكَ أوفى ، ونِعمَتُكَ أتَمَّ . ۱

۵۴۶۸.عنه عليه السلامـ مِن دُعائِهِ فِي الاِستِقالَةِ ـ: سُبحانَكَ ما أعجَبَ ما أشهَدُ بِهِ عَلى نَفسي ! واُعَدِّدُهُ مِن مَكتومِ أمري ! وأعجَبُ مِن ذلِكَ أناتُكَ عَنّي ، وإبطاؤُكَ عَن مُعاجَلَتي ، ولَيسَ ذلِكَ مِن كَرَمي عَلَيكَ ، بَل تَأَنِّيا مِنكَ لي ، وتَفَضُّلاً مِنكَ عَلَيَّ لِأَن أرتَدِعَ عَن مَعصِيَتِكَ المُسخِطَةِ ، واُقلِعَ عَن سَيِّئاتِي المُخلِقَةِ ، ولِأَنَّ عَفوَكَ عَنّي أحَبُّ إلَيكَ مِن عُقوبَتي . ۲

۵۴۶۹.الإمام الصادق عليه السلامـ في دُعاءِ الاِستِغفارِ ـ: اللّهُمَّ إنّي أستَغفِرُكَ مِن كُلِّ ذَنبٍ قَوِيَ عَلَيهِ

1.. الصحيفة السجّادية : ص ۱۸۲ الدعاء ۴۶ ، المزار الكبير : ص ۴۵۸ ، جمال الاُسبوع : ص ۲۶۲ عن المتوكّل بن هارون عن الإمام الصادق عن أبيه عنه عليهم السلام ، مصباح المتهجّد : ص ۳۶۹ ح ۵۰۰ نحوه ؛ شرح نهج البلاغة : ج ۶ ص ۱۷۹ عن الإمام عليّ وعنه عليهماالسلام .

2.. الصحيفة السجّادية : ص ۶۹ الدعاء ۱۶ ، المزار الكبير : ص ۱۵۸ وراجع الصحيفة السجّادية : ص ۲۲ الدعاء ۱ و ص ۷۱ الدعاء ۱۶ و ص ۱۲۴ الدعاء ۳۱ والمزار الكبير : ص ۱۶۰ وشرح نهج البلاغة : ج ۶ ص ۱۸۲ .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
176

كَريمٌ حَليمٌ ذو أناةٍ . ۱

۵۴۶۴.الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ اللّهَ جَلَّ ذِكرُهُ أنزَلَ عَزائِمَ الشَّرائِعِ ، وآياتِ الفَرائِضِ ، في أوقاتٍ مُختَلِفَةٍ . كَما خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ في سِتَّةِ أيّامٍ ، ولَو شاءَ أن يَخلُقَها في أقَلَّ مِن لَمحِ البَصَرِ لَخَلَقَ ، ولكِنَّهُ جَعَلَ الأَناةَ وَالمُداراةَ مِثالاً لِاُمَنائِهِ ، وإيجابا لِلحُجَّةِ عَلى خَلقِهِ . ۲

۵۴۶۵.الإمام زين العابدين عليه السلامـ مِن دُعائِهِ لِلمُهِمّاتِ ـ: اللّهُمَّ هَدَيتَني فَلَهَوتُ ، ووَعَظتَ فَقَسَوتُ ، وأبلَيتَ الجَميلَ فَعَصَيتُ ، وعَرَّفتَ فَأَصرَرتُ ، ثُمَّ عَرَّفتَ فَاستَغفَرتُ فَأَقَلتَ ، فَعُدتُ فَسَتَرتَ ... فَلَكَ الحَمدُ إلهي مِن مُقتَدِرٍ لا يُغلَبُ ، وذي أناةٍ لا يَعجَلُ . ۳

۵۴۶۶.عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي رَكَّبَ فينا آلاتِ البَسطِ ، وجَعَلَ لَنا أدَواتِ القَبضِ ، ومَتَّعَنا بِأَرواحِ الحَياةِ ، وأثبَتَ فينا جَوارِحَ الأَعمالِ ، وغَذّانا بِطَيِّباتِ الرِّزقِ وأغنانا بِفَضلِهِ ، وأقنانا بِمَنِّهِ .
ثُمَّ أمَرَنا لِيَختَبِرَ طاعَتَنا ، ونَهانا لِيَبتَلِيَ شُكرَنا ، فَخالَفنا عَن طَريقِ أمرِهِ ، ورَكِبنا مُتونَ زَجرِهِ ، فَلَم يَبتَدِرنا بِعُقوبَتِهِ ، ولَم يُعاجِلنا بِنَقِمَتِهِ ، بَل تَأَنّانا بِرَحمَتِهِ تَكَرُّما ، وَانتَظَرَ مُراجَعَتَنا بِرَأفَتِهِ حِلما. ۴

۵۴۶۷.عنه عليه السلامـ مِن دُعائِهِ لِلعيدَينِ وَالجُمُعَةِ ـ: لا يَخيبُ مِنكَ الآمِلونَ ، ولا يَيأَسُ مِن عَطائِكَ

1.. الاحتجاج : ج ۱ ص ۱۳۸ ح ۳۲ ، اليقين : ص ۳۴۶ كلاهما عن علقمة بن محمّد الحضرمي عن الإمام الباقر عليه السلام ، العدد القويّة : ص ۱۶۹ ح ۸ ، التحصين : ص ۵۷۸ كلاهما عن زيد بن أرقم وفيهما «ذرأه» بدل «أدناه» ، بحار الأنوار : ج ۳۷ ص ۲۰۴ ح ۸۶ وراجع شرح نهج البلاغة : ج ۴ ص ۴۹ .

2.. الاحتجاج : ج ۱ ص ۶۰۱ ح ۱۳۷ ، بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۱۲۲ ح ۱ .

3.. الأمالي للمفيد : ص ۲۳۹ ح ۳ ، الأمالي للطوسي : ص ۱۵ ح ۱۹ كلاهما عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عليه السلام ، مهج الدعوات : ص ۲۶۹ عن أبي الوضّاح عن أبيه عن الإمام الكاظم عليه السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۳۲۱ ح ۱ .

4.. الصحيفة السجّادية : ص ۲۱ الدعاء ۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    عبدالهادي مسعودي، رسول افقي، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5302
صفحه از 544
پرینت  ارسال به