دونَ جَميعِ الحَيَوانِ مِن هذَا الخَلقِ ، الجَليلِ قَدرُهُ ، العَظيمِ غَناؤُهُ ، أعنِي الحَياءَ ، فَلَولاهُ لَم يُقرَ ۱
ضَيفٌ ، ولَم يُوفَ بِالعِداتِ ، ولَم تُقضَ الحَوائِجُ ، ولَم يُتَحَرَّ الجَميلُ ، ولَم يُتَنَكَّبِ القَبيحُ في شَيءٍ مِنَ الأَشياءِ ، حَتّى أنَّ كَثيرا مِنَ الاُمورِ المُفتَرَضَةِ أيضا إنَّما يُفعَلُ لِلحَياءِ ، فَإِنَّ مِنَ النّاسِ مَن لَو لَا الحَياءُ لَم يَرعَ حَقَّ والِدَيهِ ، ولَم يَصِل ذا رَحِمٍ ، ولَم يُؤَدِّ أمانَةً ، ولَم يَعفُ عَن فاحِشَةٍ ، أفَلا تَرى كَيفَ وُفِّيَ لِلإِنسانِ جَميعُ الخِلالِ الَّتي فيها صَلاحُهُ وتَمامُ أمرِهِ ؟ ۲
۵ / ۶
اِستِعدادُ التَّعليمِ وَالتَّربِيَةِ
الكتاب
«وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَـتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْـئا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَ الْأَبْصَـرَ وَ الْأَفْـئدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» . ۳
«الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْاءِنسَـنَ مَا لَمْ يَعْلَمْ» . ۴
«وَ عَلَّمَ ءَادَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَئِكَةِ فَقَالَ أَ نبِـئونِى بِأَسْمَاءِ هَـؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَـدِقِينَ * قَالُواْ سُبْحَـنَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَـــئادَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّى أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَـوَ تِ وَ الْأَرْضِ وَ أَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَ مَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ» . ۵