131
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس

دونَ جَميعِ الحَيَوانِ مِن هذَا الخَلقِ ، الجَليلِ قَدرُهُ ، العَظيمِ غَناؤُهُ ، أعنِي الحَياءَ ، فَلَولاهُ لَم يُقرَ ۱
ضَيفٌ ، ولَم يُوفَ بِالعِداتِ ، ولَم تُقضَ الحَوائِجُ ، ولَم يُتَحَرَّ الجَميلُ ، ولَم يُتَنَكَّبِ القَبيحُ في شَيءٍ مِنَ الأَشياءِ ، حَتّى أنَّ كَثيرا مِنَ الاُمورِ المُفتَرَضَةِ أيضا إنَّما يُفعَلُ لِلحَياءِ ، فَإِنَّ مِنَ النّاسِ مَن لَو لَا الحَياءُ لَم يَرعَ حَقَّ والِدَيهِ ، ولَم يَصِل ذا رَحِمٍ ، ولَم يُؤَدِّ أمانَةً ، ولَم يَعفُ عَن فاحِشَةٍ ، أفَلا تَرى كَيفَ وُفِّيَ لِلإِنسانِ جَميعُ الخِلالِ الَّتي فيها صَلاحُهُ وتَمامُ أمرِهِ ؟ ۲

۵ / ۶

اِستِعدادُ التَّعليمِ وَالتَّربِيَةِ

الكتاب

«وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَـتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْـئا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَ الْأَبْصَـرَ وَ الْأَفْـئدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» . ۳

«الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْاءِنسَـنَ مَا لَمْ يَعْلَمْ» . ۴

«وَ عَلَّمَ ءَادَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَئِكَةِ فَقَالَ أَ نبِـئونِى بِأَسْمَاءِ هَـؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَـدِقِينَ * قَالُواْ سُبْحَـنَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَـــئادَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّى أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَـوَ تِ وَ الْأَرْضِ وَ أَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَ مَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ» . ۵

1.القِرى : الضيافة (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۴۷۴ «قرى») .

2.بحار الأنوار : ج ۳ ص ۸۱ نقلاً عن الخبر المشتهر بتوحيد المفضّل .

3.النحل : ۷۸ .

4.العلق : ۴ و ۵ .

5.البقرة : ۳۱ ـ ۳۳ .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
130

وأخبارُ الغائِبينَ عَن أوطانِهِم ، ودَرَسَتِ العُلومُ ، وضاعَتِ الآدابُ ، وعَظُمَ ما يَدخُلُ عَلَى النّاسِ مِنَ الخَلَلِ في اُمورِهِم ومُعامَلاتِهِم ، وما يَحتاجونَ إلَى النَّظَرِ فيهِ مِن أمرِ دينهِم ، وما رُوِيَ لَهُم مِمّا لا يَسَعُهُم جَهلُهُ ، ولَعَلَّكَ تَظُنُّ أنَّها مِمّا يُخلَصُ إلَيهِ بِالحيلَةِ وَالفِطنَةِ ، ولَيسَت مِمّا اُعطِيَهُ الإِنسانُ مِن خَلقِهِ وطِباعِهِ .
وكَذلِكَ الكَلامُ إنَّما هُوَ شَيءٌ يَصطَلِحُ عَلَيهِ النّاسُ فَيَجري بَينَهُم ، ولِهذا صارَ يَختَلِفُ فِي الاُمَمِ المُختَلِفَةِ بِأَلسُنٍ مُختَلِفَةٍ ، وكَذلِكَ الكِتابَةُ كَكِتابَةِ العَرَبِيِّ وَالسِّريانِيِّ وَالعِبرانِيِّ وَالرّومِيِّ وغَيرِها مِن سائِرِ الكِتابَةِ الَّتي هِيَ مُتَفَرِّقَةٌ فِي الاُمَمِ ، إنَّمَا اصطَلَحوا عَلَيها كَمَا اصطَلَحوا عَلَى الكَلامِ ، فَيُقالُ لِمَنِ ادَّعى ذلِكَ ، إنَّ الإِنسانَ وإن كانَ لَهُ فِي الأَمرَينِ جَميعا فِعلٌ أو حيلَةٌ فَإِنَّ الشَّيءَ الَّذي يَبلُغُ بِهِ ذلِكَ الفِعلَ وَالحيلَةَ عَطِيَّةٌ وهِبَةٌ مِنَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ في خَلقِهِ ، فَإِنَّهُ لَولَم يَكُن لَهُ لِسانٌ مُهَيَّأٌ لِلكَلامِ ، وذِهنٌ يَهتَدي بِهِ لِلاُمورِ لَم يَكُن لِيَتَكَلَّمَ أبَدا .
ولَو لَم يَكُن لَهُ كَفٌّ مُهَيَّأَةٌ وأصابِعُ لِلكِتابَةِ لَم يَكُن لِيَكتُبَ أبَداً ، وَاعتَبِر ذلِكَ مِنَ البَهائِمِ الَّتي لا كَلامَ لَها ولا كِتابَةَ ، فَأَصلُ ذلِكَ فِطرَةُ البارِئ جَلَّ و عَزَّ وما تَفَضَّلَ بِهِ عَلى خَلقِهِ ، فَمَن شَكَرَ اُثيبَ ، ومَن كَفَرَ فَإِنَّ اللّهَ غَنِيٌّ عَنِ العالَمينَ . ۱

۵ / ۵

الحَياءُ

۵۳۶۸.الإمام الصادق عليه السلام ـ لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ ـ :اُنظُر يا مُفَضَّلُ إلى ما خُصَّ بِهِ الإِنسانُ

1.بحار الأنوار : ج ۳ ص ۸۲ نقلاً عن الخبر المشتهر بتوحيد المفضّل .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    عبدالهادي مسعودي، رسول افقي، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4866
صفحه از 544
پرینت  ارسال به