125
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس

الفصل الخامس: خَصائِصُ الإِنسانِ الحَميدَةُ

۵ / ۱

حُسنُ الخِلقَةِ

الكتاب

«لَقَدْ خَلَقْنَا الْاءِنسَـنَ فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ» . ۱

«وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْاءِنسَـنَ مِن سُلَــلَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَـهُ نُطْفَةً فِى قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَـمًا فَكَسَوْنَا الْعِظَـمَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَـهُ خَلْقًا ءَاخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَــلِقِينَ» . ۲

الحديث

۵۳۵۵.الإمام الصادق عليه السلامـ لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ ـ: يا مُفَضَّلُ ! اُنظُر إلى ما خُصَّ بِهِ الإِنسانُ في خَلقِهِ تَشريفا وتَفضيلاً عَلَى البَهائِمِ ، فَإِنَّهُ خُلِقَ يَنتَصِبُ قائِما ويَستَوي جالِسا ، لِيَستَقبِلَ الأَشياءَ بِيَدَيهِ وجَوارِحِهِ ، ويُمكِنَهُ العِلاجُ ۳ وَالعَمَلُ بِهِما ، فَلَو كانَ مَكبوبا عَلى وَجهِهِ كَذاتِ الأَربَعِ ، لَمَا استَطاعَ أن يَعمَلَ شَيئا مِنَ الأَعمالِ . ۴

1.التين : ۴ .

2.المؤمنون : ۱۲ ـ ۱۴ .

3.عالَجَ الشيءَ : زاوَلَهُ (لسان العرب : ج ۲ ص ۴۲۷ «علج») .

4.بحار الأنوار : ج ۳ ص ۶۸ نقلاً عن الخبر المشتهر بتوحيد المفضّل .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
124

قلبه سوف يتصدأ ، وينسى اللّه وبذلك يبتعد عن رحمته الواسعة وتكون عاقبته أسوء حياة في الآخرة .
والملاحظة التي تستحق الاهتمام هي أن الإنسان الكامل لا يعتبر نفسه كاملاً أبدا فكلما ازداد كمال الإنسان أدرك أن الكمال المطلق لخالق العالم وحده ، ونظرا إلى أن كماله لا نهاية له ، فإن غيره سيكون ناقصا إلى ما لا نهاية مهما بلغ من الكمال ، ولذلك فقد روي عن الإمام علي عليه السلام :
مِن كَمالِ الإِنسانِ ووُفورِ فَضلِهِ ، استِشعارُهُ بِنَفسِهِ النُّقصانَ . ۱
كما نُسب إليه قول :
أتَمُّ النّاسِ أعلَمُهُم بِنَقصِهِ . ۲
وبذلك فإن الإنسان الكامل لا يبتلى أبدا بالعجب والكبر لأنه من جهة يرى نفسه ناقصا إلى ما لا نهاية ويعتبر كمالاته من مصدر الكمال المطلق من جهة اُخرى .

1.راجع : ص ۱۵۷ ح ۵۴۳۴ .

2.راجع : ص ۱۵۷ ح ۵۴۳۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    عبدالهادي مسعودي، رسول افقي، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5311
صفحه از 544
پرینت  ارسال به