123
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس

كما يبين الهدف من خلق العالم كالتالي :
« وَ مَا خَلَقْنَا السَّمَآءَ وَ الْأَرْضَ وَ مَا بَيْنَهُمَا بَـطِلاً ذَ لِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ النَّارِ * أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّــلِحَـتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِى الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ » . ۱
قال أيضا :
« أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُواْ السَّيِّـئاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّــلِحَـتِ سَوَآءً مَّحْيَاهُمْ وَ مَمَاتُهُمْ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ * وَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَـوَ تِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَ لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسِ بِمَا كَسَبَتْ وَ هُمْ لَا يُظْـلَمُونَ » . ۲
ومن خلال التأمل في هذه الآيات والآيات المشابهة يتضح أن المراد من الرجوع إلى اللّه عز و جل هو بعث الإنسان وحضوره في ساحة القيامة ورؤية حصيلة أعماله الصالحة على شكل درجات في الجنة ، أو مواجهته لحصيلة أعماله السيئة في قالب طبقات جهنم السفلى .
بناء على ذلك فإن كل ما جاء في بيان حكمة الخلق في القرآن والحديث ، هو مقدمة هذا الهدف الأصلي .
وبعبارة اُخرى ، فإن حكمة خلق الإنسان هي أن يتعرف على خالقه من خلال توظيف الفكر والعقل وأن يتجه نحو رحمة اللّه المطلقة ويتمتع دوما بأفضل حياة من خلال السير على ضوء المناهج التي قدمها له عبر أنبيائه ورسله لضمان سعادته في الدنيا والآخرة .
وإذا ما تجاهل حكم العقل واستسلم لأهوائه الحيوانية بدلاً من اتباع العقل ، فإن

1.ص : ۲۷ و ۲۸ .

2.الجاثية : ۲۱ و ۲۲ .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
122

على أساسها .

۳ . عبادة اللّه تعالى

الحكمة الاُخرى من خلق الإنسان والتي صرّح بها القرآن ، هي عبادة اللّه :
« وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْاءِنسَ إِلَا لِيَعْبُدُونِ » . ۱
فتوظيف الفكر ومعرفة الخالق هما في الحقيقة مقدمة ازدهار مواهب الإنسان ، وازدهار مواهبه رهن بطاعته للّه تعالى وعبادته له كما يؤكد الإمام الحسين عليه السلام ذلك بقوله :
ما خَلَقَ العِبادَ إلّا لِيَعرِفوهُ فَإِذا عَرَفوهُ عَبَدوهُ . ۲

۴ . الرحمة الإلهية

الحكمة الرابعة من خلق الإنسان والتي أشار إليها القرآن وصرحت بها الروايات ۳ ، هي بلوغ رحمة اللّه كما روي عن الإمام الصادق عليه السلام :
خَلَقَهُم لِيَفعَلوا ما يَستَوجِبونَ بِهِ رَحمَتَهُ فَيَرحَمَهُم . ۴

۵ . الرجوع إلى اللّه

الحكمة الغائية والفلسفة النهائية من خلق الإنسان والعالم ـ من منظار القرآن ـ هي الرجوع إلى اللّه سبحانه ، فإن لم يكن هذا الهدف فإن خلق الإنسان ، بل وخلق العالم سوف يكون باطلاً وعبثا ولذلك يقول في بيان أن خلق الإنسان بهدف :
« أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَـكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ » . ۵

1.الذاريات : ۵۶ .

2.راجع : ص ۱۱۴ ح ۵۳۴۵.

3.. راجع : ص ۱۱۵ (خلق الإنسان للرحمة) .

4.راجع : ص ۱۱۶ ح ۵۳۴۹ .

5.المؤمنون : ۱۱۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    عبدالهادي مسعودي، رسول افقي، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4752
صفحه از 544
پرینت  ارسال به