121
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس

منسجم مع القرآن وبعض الأحاديث التي مرت .

۲ . امتحان الإنسان

تتمثل الحكمة الاُخرى من خلق الإنسان في الابتلاء والاختبار :
« الَّذِى خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَيَوةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً » . ۱
جدير ذكره أن الهدف من ابتلاء اللّه للإنسان ليس هو الاطلاع والعلم ، بل إن الحكمة منه تنمية مواهب الإنسان وقابلياته ، كما روي عن الإمام علي عليه السلام :
ألا إنَّ اللّهَ تَعالى قَد كَشَفَ الخَلقَ كَشفَةً لا أنـَّهُ جَهِلَ ما أخفَوهُ مِن مَصونِ أسرارِهِم ومَكنونِ ضَمائِرِهِم، وَلكِن لِيَبلُوَهُم أيـُّهُم أحسَنُ عَمَلاً فَيَكونَ الثَّوابُ جَزاءً وَالعِقابُ بَواءً . ۲
وربما كان هذا المعنى هو المقصود ممّا جاء في بعض الروايات من أن داوود عليه السلام عندما سأل اللّه تعالى :
يارَبِّ لِماذا خَلَقتَ الخَلقَ ؟
فجاء الجواب :
لِما هُم عَلَيهِ . ۳
أي إن الهدف من خلقهم تنمية وظهور الاستعدادات التي تشكلت شخصياتهم

1.الملك : ۲ .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۴۴ .

3.عوالي اللآلي : ج ۴ ص ۱۱۷ ح ۱۸۵ .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
120

وَ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ » . ۱
كما يقول حول الهدف والحكمة النهائية من خلق العالم :
«اللَّهُ الَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَمَـوَ تٍ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْ ءٍ قَدِيرٌ وَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ عِلْمَا » . ۲
ويظهر التأمل في هاتين الآيتين الكريمتين أن معرفة اللّه هي فلسفة خلق الإنسان والعالم من منظار القرآن كما يقول الإمام الحسين عليه السلام :
ما خلَقَ العِبادَ إلّا لِيَعرِفوهُ . ۳
ومن البديهي أن معرفة اللّه ـ تعالى ـ لا تتيسّر في المرحلة الاُولى ، إلّا عن طريق توظيف الفكر والعقل .
وقد أشار الحديث القدسي المعروف إلى هذه الحكمة كالتالي :
كُنتُ كَنزا مَخفِيّا ، فَأَحبَبتُ أن اُعرَفَ ، فَخَلَقتُ الخَلقَ لِكَي اُعرَفَ . ۴
ومما يجدر ذكره أن هذا الحديث لم يذكر في المصادر الروائية وكما قال البعض فإنه لا سند صحيح له ولا ضعيف ولذلك فقد اعتبره ابن تيمية من الأحاديث المجعولة . ۵
ولكن الكثير من المصادر العرفانية والأخلاقية المتأخرة نقلته ۶ مع أن مضمونه

1.غافر : ۶۷ ، وراجع : ص ۱۰۸ (خلق الإنسان للتعقّل ومعرفة اللّه ) .

2.الطلاق : ۱۲ .

3.راجع : ص ۱۱۴ ص ۵۳۴۵ .

4.راجع : ص ۱۰۹ ح ۵۳۳۰ .

5.تذكرة الموضوعات : ص ۱۱ .

6.راجع : أخلاق ناصري (بالفارسيّة) : ص ۳۴ ، الكامل للشيخ البهائي : ج ۱ ص ۵ و ص ۳۴ ، نفائس الفنون : ص ۱۷۱ ، مشارق أنوار اليقين : ص ۲۷ ، جامع الأسرار : ص۱۰۲ ، ۱۴۴ ، ۱۵۹ ، ۱۶۲ ، ۱۶۴ و ۶۰۱ ، نص النصوص : ص ۹۱ ، ۹۳ ، ۲۶۶ ، ۳۰۳ ، ۳۱۵ ، ۳۸۲ ، ۴۰۸، ۴۱۵ ، ۴۳۸ ، ۴۴۵ ، ۴۵۱ ، نقد النقود ، ص۶۳۹ ، ۶۶۲ ، ۶۶۵ ، ۶۸۲ ، الاثنا عشرة مسألة : ص ۱۵۹ ح ۱۶۲ ، إحقاق الحق : ج ۱ ص ۴۳۱ ، مجالس المؤمنين : ج ۲ ص۱۵۹ ، شرح اُصول الكافي للملا صالح المازندراني : ص ۲۴۹ و ۲۷۸ و ۳۶۵ ، مفاتيح الغيب : ص ۲۹۳ ، روضة المتقين : ج ۲ ص ۷۱۰ و ج ۸ ص ۱۶۲ ، زاد المسالك : ص ۱۹ ، الكلمات المكنونة : ۳۳ ، تعليقات على أثولوجيا : ص ۹۶ ، بحار الأنوار : ج ۸۷ ص ۳۴۴ و ص ۱۹۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    عبدالهادي مسعودي، رسول افقي، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5110
صفحه از 544
پرینت  ارسال به