وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ» ۱ . ۲
الحديث
۵۳۴۸.الإمام الباقر عليه السلامـ في تَفسيرِ الآيَةِ الشَّريفَةِ ـ: «لَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ» فِي الدّينِ «إِلَا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ» يَعني آلَ مُحَمَّدٍ وأتباعَهُم ، يَقولُ اللّهُ : «وَ لِذَ لِكَ خَلَقَهُمْ» يَعني أهلَ رَحمَةٍ لا يَختَلِفونَ فِي الدّينِ . ۳
۵۳۴۹.علل الشرائع عن أبي بصير :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ : ... «وَ لَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَ لِذَ لِكَ خَلَقَهُمْ» قالَ : خَلَقَهُم لِيَفعَلوا ما يَستَوجِبونَ بِهِ رَحمَتَهُ فَيَرحَمَهُم . ۴
۵۳۵۰.الاحتجاج :مِن سُؤالِ الزِّنديقِ الَّذي سَأَلَ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَن مَسائِلَ كَثيرَةٍ ، أن قالَ : ... فَخَلَقَ الخَلقَ لِلرَّحمَةِ أم لِلعَذابِ ؟
قالَ : خَلَقَهُم لِلرَّحمَةِ ، وكانَ في عِلمِهِ قَبلَ خَلقِهِ إيّاهُم ، أنَّ قَوما مِنهُم يَصيرونَ إلى عَذابِهِ بِأَعمالِهِمُ الرَّدِيَّةِ وجَحدِهِم بِهِ . ۵
1.قال العلّامة الطباطبائي قدس سره في تفسيره : «وَ لَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ» » أي الناس يخالف بعضهم بعضا في الحقّ أبدا إلّا الذين رحمهم اللّه ، فإنّهم لا يختلفون في الحقّ ولا يتفرقون عنه ، والرحمة هي الهداية الإلهية ... .
«وَ لِذَ لِكَ خَلَقَهُمْ» الى الرحمة المدلول عليه بقوله : «إِلَا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ» والتأنيث اللفظي في لفظ الرحمة لا ينافي تذكير اسم الإشارة ، لأنّ المصدر جائز الوجهين ، قال تعالى : «إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ» (الاعراف : ۵۶) ... وكون الرحمة ـ أعني الهداية ـ غاية مقصودة في الخلقة إنّما هو لاتّصالها بما هو الغاية الأخيرة ، وهو السعاده ، كما في قوله حكاية عن أهل الجنّة «وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى هَدَانَا لِهَـذَا» (الأعراف : ۴۳) وهذا نظير عدّ العباده غاية لها لاتّصالها بالسعاده في قوله : «وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْاءِنسَ إِلَا لِيَعْبُدُونِ»(الذاريات : ۵۶) (الميزان في تفسير القرآن : ج ۱۱ ص ۶۲ ـ ۶۴) .
2.هود : ۱۱۸ و ۱۱۹ .
3.تفسير القمّي : ج ۱ ص ۳۳۸ عن أبي الجارود ، بحارالأنوار : ج ۲۴ ص ۲۰۴ ح ۱ وراجع الإحتجاج : ج ۱ ص ۳۰۰ واليقين : ص ۴۵۰ .
4.علل الشرائع : ص ۱۳ ح ۱۰ ، التوحيد : ص ۴۰۳ ح ۱۰ ، بحارالأنوار : ج ۵ ص ۳۱۴ ح ۵ .
5.الإحتجاج : ج ۲ ص ۲۱۲ ـ ۲۴۲ ح ۲۲۳ ، بحارالأنوار : ج ۱۰ ص ۱۸۳ ح ۲ .