117
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس

۵۳۵۱.علل الشرائع عن محمّد بن عمارة :سَأَلتُ الصّادِقَ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ عليه السلام فَقُلتُ لَهُ لِمَ خَلَقَ اللّهُ الخَلقَ ؟ فَقالَ : إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى لَم يَخلُق خَلقَهُ عَبَثا ولَم يَترُكُهم سُدىً ۱ ، بَل خَلَقَهُم لِاءِظهارِ قُدرَتِهِ ولِيُكَلِّفَهُم طاعَتَهُ فَيَستَوجِبوا بِذلِكَ رِضوانَهُ ، وما خَلَقَهُم لِيَجلِبَ مِنهُم مَنفَعَةً ولا لِيَدفَعَ بِهِم مَضَرَّةً ، بَل خَلَقَهُم لِيَنفَعَهُم ويوصِلَهُم إلى نَعيمِ الأَبَدِ . ۲

۵۳۵۲.الإحتجاج :في سُؤالِ الزِّنديقِ الَّذي سَأَلَ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَن مَسائِلَ كَثيرَةٍ ، أن قالَ : ... فَلِأَيِّ عِلَّةٍ خَلَقَ الخَلقَ وهُوَ غَيرُ مُحتاجٍ إلَيهِم ولا مُضطَرٌّ إلى خَلقِهِم ، ولا يَليقُ بِهِ التَّعَبُّثُ بِنا ؟
قالَ : خَلَقَهُم لِاءِظهارِ حِكمَتِهِ ، وإنفاذِ عِلمِهِ ، وإمضاءِ تَدبيرِهِ .
قالَ : وكَيفَ لا يَقتَصِرُ عَلى هذِهِ الدّارِ فَيَجعَلَها دارَ ثَوابِهِ ومُحتَبَسَ عِقابِهِ ؟
قالَ : إنَّ هذِهِ الدّارَ دارُ ابتِلاءٍ ومَتجَرُ الثَّوابِ ، ومُكتَسَبُ الرَّحمَةِ ، مُلِئَت آفاتٍ وطُبِّقَت شَهَواتٍ ، لِيَختَبِرَ فيها عَبيدَهُ بِالطّاعَةِ ، فَلا يَكونُ دارُ عَمَلٍ دارَ جَزاءٍ . ۳

۵۳۵۳.الإمام عليّ عليه السلامـ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ ـ: يَقولُ اللّهُ تَعالى : يَابنَ آدَمَ ، لَم أخلُقكَ لِأَربَحَ عَلَيكَ ، إنَّما خَلَقتُكَ لِتَربَحَ عَلَيَّ ، فَاتَّخِذني بَدَلاً مِن كُلِّ شَيءٍ ، فَإِنّي ناصِرٌ لَكَ مِن كُلِّ شَيءٍ . ۴

1.سُدًى : أي مُهمَلاً غير مُكلَّف لا يُحاسَبُ ولا يُعذَّبُ (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۸۳۲ «سدى») .

2.علل الشرائع : ص ۹ ح ۲ ، بحارالأنوار : ج ۵ ص ۳۱۳ ح ۲ .

3.الاحتجاج : ج ۲ ص ۲۱۲ ـ ۲۱۷ ح ۲۲۳ ، بحارالأنوار : ج ۵ ص ۳۱۷ ح ۱۴ .

4.شرح نهج البلاغة : ج ۲۰ ص ۳۱۹ ح ۶۶۵ ، تفسير القرطبي : ج ۱۳ ص ۸۵ عن وهب بن منبه من دون إسناد إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام نحوه .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
116

وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ» ۱ . ۲

الحديث

۵۳۴۸.الإمام الباقر عليه السلامـ في تَفسيرِ الآيَةِ الشَّريفَةِ ـ: «لَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ» فِي الدّينِ «إِلَا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ» يَعني آلَ مُحَمَّدٍ وأتباعَهُم ، يَقولُ اللّهُ : «وَ لِذَ لِكَ خَلَقَهُمْ» يَعني أهلَ رَحمَةٍ لا يَختَلِفونَ فِي الدّينِ . ۳

۵۳۴۹.علل الشرائع عن أبي بصير :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ : ... «وَ لَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَ لِذَ لِكَ خَلَقَهُمْ» قالَ : خَلَقَهُم لِيَفعَلوا ما يَستَوجِبونَ بِهِ رَحمَتَهُ فَيَرحَمَهُم . ۴

۵۳۵۰.الاحتجاج :مِن سُؤالِ الزِّنديقِ الَّذي سَأَلَ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَن مَسائِلَ كَثيرَةٍ ، أن قالَ : ... فَخَلَقَ الخَلقَ لِلرَّحمَةِ أم لِلعَذابِ ؟
قالَ : خَلَقَهُم لِلرَّحمَةِ ، وكانَ في عِلمِهِ قَبلَ خَلقِهِ إيّاهُم ، أنَّ قَوما مِنهُم يَصيرونَ إلى عَذابِهِ بِأَعمالِهِمُ الرَّدِيَّةِ وجَحدِهِم بِهِ . ۵

1.قال العلّامة الطباطبائي قدس سره في تفسيره : «وَ لَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ» » أي الناس يخالف بعضهم بعضا في الحقّ أبدا إلّا الذين رحمهم اللّه ، فإنّهم لا يختلفون في الحقّ ولا يتفرقون عنه ، والرحمة هي الهداية الإلهية ... . «وَ لِذَ لِكَ خَلَقَهُمْ» الى الرحمة المدلول عليه بقوله : «إِلَا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ» والتأنيث اللفظي في لفظ الرحمة لا ينافي تذكير اسم الإشارة ، لأنّ المصدر جائز الوجهين ، قال تعالى : «إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ» (الاعراف : ۵۶) ... وكون الرحمة ـ أعني الهداية ـ غاية مقصودة في الخلقة إنّما هو لاتّصالها بما هو الغاية الأخيرة ، وهو السعاده ، كما في قوله حكاية عن أهل الجنّة «وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى هَدَانَا لِهَـذَا» (الأعراف : ۴۳) وهذا نظير عدّ العباده غاية لها لاتّصالها بالسعاده في قوله : «وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْاءِنسَ إِلَا لِيَعْبُدُونِ»(الذاريات : ۵۶) (الميزان في تفسير القرآن : ج ۱۱ ص ۶۲ ـ ۶۴) .

2.هود : ۱۱۸ و ۱۱۹ .

3.تفسير القمّي : ج ۱ ص ۳۳۸ عن أبي الجارود ، بحارالأنوار : ج ۲۴ ص ۲۰۴ ح ۱ وراجع الإحتجاج : ج ۱ ص ۳۰۰ واليقين : ص ۴۵۰ .

4.علل الشرائع : ص ۱۳ ح ۱۰ ، التوحيد : ص ۴۰۳ ح ۱۰ ، بحارالأنوار : ج ۵ ص ۳۱۴ ح ۵ .

5.الإحتجاج : ج ۲ ص ۲۱۲ ـ ۲۴۲ ح ۲۲۳ ، بحارالأنوار : ج ۱۰ ص ۱۸۳ ح ۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    عبدالهادي مسعودي، رسول افقي، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5248
صفحه از 544
پرینت  ارسال به