115
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس

مُحَمَّدٍ المُؤمِنينَ مِنهُم أفضَلُ صَحابَةِ المُرسَلينَ ، وأنَّ اُمَّةَ مُحَمَّدٍ أفضَلُ اُمَمِ المُرسَلينَ ... .
«الَّذِى خَلَقَكُمْ» نَسَما ۱ وسَوّاكُم مِن بَعدِ ذلِكَ وصَوَّرَكُم فَأَحسَنَ صُوَرَكُم .
ثُمَّ قالَ عَزَّ وجَلَّ «وَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ» قالَ : وخَلَقَ الَّذينَ مِن قَبلِكُم مِن سائِرِ أصنافِ النّاسِ «لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» قالَ : لَها وَجهانِ ، أحَدُهُما خَلَقَكُم وخَلَقَ الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم كُلَّكُم تَتَّقونَ ، أي لِتَتَّقوا كَما قالَ اللّهُ تَعالى : «وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْاءِنسَ إِلَا لِيَعْبُدُونِ» وَالوَجهُ الآخَرُ : «اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُمْ وَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ» ، أيِ اعبُدوهُ لَعَلَّكُم تَتَّقونَ النّارَ ، و«لَعَلَّ» مِنَ اللّهِ واجِبٌ ، لِأَنَّهُ أكرَمُ مِن أن يُعَنِّيَ عَبدَهُ بِلا مَنفَعَةٍ ويُطعِمَهُ في فَضلِهِ ثُمَّ يُخَيِّبَهُ .
ألا تَراهُ كَيفَ قَبُحَ مِن عَبدٍ مِن عِبادِهِ إذا قالَ لِرَجُلٍ : أخدِمني لَعَلَّكَ تَنتَفِعُ بي وبِخِدمَتي ، ولَعَلّي أنفَعُكَ بِها ، فَيَخدِمُهُ ثُمَّ يُخَيِّبُهُ ولا يَنفَعُهُ ، فَإِنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ أكرَمُ في أفعالِهِ وأبعَدُ مِنَ القَبيحِ في أعمالِهِ مِن عِبادِهِ . ۲

۴ / ۶

خُلِقَ الإِنسانُ لِلرَّحمَةِ

الكتاب

«وَ لَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَ حِدَةً وَ لَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَ لِذَ لِكَ خَلَقَهُمْ

1.النَّسَمُ : نَفسُ الرُّوح وقيل : جمع النَّسَمَة (تاج العروس : ج ۱۷ ص ۶۸۴ «نسم») .

2.التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص ۱۳۵ ـ ۱۳۹ ح ۶۸ ـ ۷۱ ، تأويل الآيات الظاهرة : ج ۱ ص ۴۰ ح ۱۳ وليس فيه ذيله من «الذي خلقكم» ، بحارالأنوار : ج ۶۸ ص ۲۸۶ ح ۴۴ .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
114

۵۳۴۵.الإمام الصادق عليه السلام :خَرَجَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام عَلى أصحابِهِ فَقالَ : أيُّهَا النّاسُ ، إنَّ اللّهَ جَلَّ ذِكرُهُ ، ما خَلَقَ العِبادَ إلّا لِيَعرِفوهُ ، فَإِذا عَرَفوهُ عَبَدوهُ ، فَإِذا عَبَدوهُ استَغنَوا بِعِبادَتِهِ عَن عِبادَةِ مَن سِواهُ .
فَقالَ لَهُ رَجُلٌ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، بِأَبي أنتَ واُمّي فَما مَعرِفَةُ اللّهِ ؟
قالَ : مَعرِفَةُ أهلِ كُلِّ زَمانٍ إمامَهُمُ الَّذي يَجِبُ عَلَيهِم طاعَتُهُ . ۱

۵۳۴۶.التوحيد عن محمّد بن أبي عمير :سَأَلتُ أبَا الحَسَنِ موسَى بنَ جَعفَرٍ عليه السلام عَن ... مَعنى قَولِهِ صلى الله عليه و آله : «اِعمَلوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِما خُلِقَ لَهُ» .
فَقالَ : إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ خَلَقَ الجِنَّ وَالإِنسَ لِيَعبُدوهُ ولَم يَخلُقهُم لِيَعصوهُ ، وذلِكَ قَولُهُ عَزَّ وجَلَّ «وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْاءِنسَ إِلَا لِيَعْبُدُونِ» فَيَسَّرَ كُلّاً لِما خَلَقَ لَهُ ، فَالوَيلُ لِمَنِ استَحَبَّ العَمى عَلَى الهُدى . ۲

۵۳۴۷.الإمام العسكري عليه السلامـ فِي التَّفسيرِ المَنسوبِ إلَيهِ ـ: قالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام في قَولِهِ تَعالى : «يَـأَيُّهَا النَّاسُ» يَعني سائِرَ النّاسِ المُكَلَّفينَ مِن وُلدِ آدَمَ عليه السلام .
«اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ» أي أطيعوا رَبَّكُم مِن حَيثُ أمَرَكُم مِن أن تَعتَقِدوا أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ولا شَبيهَ ، ولا مِثلَ لَهُ ، عَدلٌ لا يَجورُ ، جَوادٌ لا يَبخَلُ ، حَليمٌ لا يَعجَلُ ، حَكيمٌ لا يَخطَلُ ۳ ، وأنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ صلى الله عليه و آله ، وأنَّ آلَ مُحَمَّدٍ أفضَلُ آلِ النَّبِيّينَ ، وأنَّ عَلِيّا أفضَلُ آلِ مُحَمَّدٍ ، وأنَّ أصحابَ

1.علل الشرائع : ص ۹ ح ۱ عن سلمة بن عطا ، كنز الفوائد : ج ۱ ص ۳۲۸ عن مسلمة بن عطا ، نزهة الناظر : ص ۸۰ ح ۳ ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۳۱۲ ح ۱ .

2.التوحيد : ص ۳۵۶ ح ۳ ، بحارالأنوار : ج ۶۷ ص ۱۱۹ .

3.خَطِلَ : أخطَأ (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۵۲۷ «خطل») .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    عبدالهادي مسعودي، رسول افقي، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5179
صفحه از 544
پرینت  ارسال به