113
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس

۵۳۴۴.الإمام الباقر عليه السلامـ في حَديثٍ عَن آدَمَ عليه السلام مُخاطِبا اللّهَ سُبحانَهُ ـ: قالَ آدَمُ : يا رَبِّ ما أكثَرَ ذُرِّيَّتي ولِأَمرِ ما خَلَقتَهُم ؟ ...
قال اللّه عزّ وجلّ : ... خَلَقتُكَ وخَلَقتُ ذُرِّيَّتَكَ مِن غَيرِ فاقَةٍ بي إلَيكَ وإلَيهِم ، وإنَّما خَلَقتُكَ وخَلَقتُهُم لِأَبلُوَكَ وأبلُوَهُم أيُّكُم أحسَنُ عَمَلاً في دارِ الدُّنيا في حَياتِكُم وقَبلَ مَماتِكُم ، فَلِذلِكَ خَلَقتُ الدُّنيا وَالآخِرَةَ ، وَالحَياةَ وَالمَوتَ ، وَالطّاعَةَ وَالمَعصِيَةَ ، وَالجَنَّةَ وَالنّارَ ، وكَذلِكَ أرَدتُ في تَقديري وتَدبيري وبِعِلمِي النّافِذِ فيهِم ، خالَفتُ بَينَ صُوَرِهِم وأجسامِهِم ، وألوانِهِم وأعمارِهِم وأرزاقِهِم ، وطاعَتِهِم ومَعصِيَتِهِم ، فَجَعَلتُ مِنهُمُ الشَّقِيَّ وَالسَّعيدَ ، وَالبَصيرَ وَالأَعمى ، وَالقَصيرَ وَالطَّويلَ ، وَالجَميلَ وَالدَّميمَ ، وَالعالِمَ وَالجاهِلَ ، وَالغَنِيَّ وَالفَقيرَ ، وَالمُطيعَ وَالعاصِيَ ، وَالصَّحيحَ وَالسَّقيمَ ، ومَن بِهِ الزَّمانَةُ ۱ ومَن لا عاهَةَ بِهِ .
فَيَنظُرُ الصَّحيحُ إلَى الَّذي بِهِ العاهَةُ فَيَحمَدُني عَلى عافِيَتِهِ ، ويَنظُرُ الَّذي بِهِ العاهَةُ إلَى الصَّحيحِ فَيَدعوني ويَسأَلُني أن اُعافِيَهُ ، ويَصبِرُ عَلى بَلائي فَاُثيبُهُ جَزيلَ عَطائي ، ويَنظُرُ الغَنِيُّ إلَى الفَقيرِ فَيَحمَدُني ويَشكُرُني ، ويَنظُرُ الفَقيرُ إلَى الغَنِيِّ فَيَدعوني ويَسأَلُني ، ويَنظُرُ المُؤمِنُ إلَى الكافِرِ فَيَحمَدُني عَلى ما هَدَيتُهُ ، فَلِذلِكَ خَلَقتُهُم لِأَبلُوَهُم فِي السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ ، وفيما اُعافيهِم وفيما أبتَليهِم وفيما اُعطيهِم وفيما أمنَعُهُم ، وأنَا اللّهُ المَلِكُ القادِرُ ، ولي أن اُمضِيَ جَميعَ ما قَدَّرتُ عَلى ما دَبَّرتُ ، ولي أن اُغَيِّرَ مِن ذلِكَ ما شِئتُ إلى ما شِئتُ ، واُقَدِّمَ مِن ذلِكَ ما أخَّرتُ ، واُؤَخِّرَ مِن ذلِكَ ما قَدَّمتُ، وأنَا اللّهُ الفَعّالُ لِما اُريدُ، لا اُسأَلُ عَمّا أفعَلُ وأنَا أسأَلُ خَلقي عَمّاهُم فاعِلونَ. ۲

1.الزَّمانَةُ : العاهة ، مرض يدوم زمانا طويلاً (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۷۸۲ «زمن») .

2.الكافي : ج ۲ ص ۹ ح ۲ ، علل الشرائع : ص ۱۱ ح ۴ ، الاختصاص : ص ۳۳۳ ، مختصر بصائر الدرجات : ص ۱۵۶ كلّها عن حبيب السجستاني ، بحارالأنوار : ج ۵ ص ۲۲۷ ح ۵ .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
112

الجِنِّ وَالإِنسِ ، لِيَعرِفوا بِذلِكَ رُبوبِيَّتَهُ وتَمَكَّنَ فيهِم طاعَتُهُ . ۱

۵۳۴۰.عنه عليه السلام :فَاتَّقُوا اللّهَ عِبادَ اللّهِ جِهَةَ ما خَلَقَكُم لَهُ ، وَاحذَروا مِنهُ كُنهَ ۲ ما حَذَّرَكُم مِن نَفسِهِ ، وَاستَحِقّوا مِنهُ ما أعَدَّ لَكُم بِالتَّنَجُّزِ لِصِدقِ ميعادِهِ ، وَالحَذَرِ مِن هَولِ مَعادِهِ . ۳

۵۳۴۱.عنه عليه السلامـ وهُوَ يَدعُو النّاسَ إلَى الجِهادِ ـ: إنَّ اللّهَ قَد أكرَمَكُم بِدينِهِ ، وخَلَقَكُم لِعِبادَتِهِ ، فَأَنصِبوا ۴ أنفُسَكُم في أداءِ حَقِّهِ . ۵

۵۳۴۲.عنه عليه السلام :بِتَقوَى اللّهِ اُمِرتُم ، ولِلإِحسانِ وَالطّاعَةِ خُلِقتُم . ۶

۵۳۴۳.بصائر الدرجات عن أبي بصير عن الإمام الباقر عليه السلام ، قال :سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ : «يُنَزِّلُ الْمَلَئِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ» ۷ فَقالَ : جَبرَئيلُ الَّذي نَزَلَ عَلَى الأَنبِياءِ ، وَالرّوحُ تَكونُ مَعَهُم ومَعَ الأَوصِياءِ لا تُفارِقُهُم تُفَقِّهُهُم وتُسَدِّدُهُم مِن عِندِ اللّهِ ، وأنَّهُ لا إلهَ إلَا اللّهُ ، مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وبِهِما عُبِدَ اللّهُ ، وَاستَعبَدَ اللّهُ عَلى ۸ هذَا الجِنَّ وَالإِنسَ وَالمَلائِكَةَ ، ولَم يَعبُدِ اللّهَ مَلَكٌ ولا نَبِيٌّ ولا إنسانٌ ولا جانٌّ إلّا بِشَهادَةِ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وأنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّهِ ، وما خَلَقَ اللّهُ خَلقاً إلّا لِلعِبادَةِ . ۹

1.الكافي : ج ۱ ص ۱۴۲ ح ۷ عن الحارث الأعور ، التوحيد : ص ۳۳ ح ۱ نحوه ، بحارالأنوار : ج ۴ ص ۲۶۶ ح ۱۴ .

2.كُنهُ الأمرِ : حَقيقتُه (النهاية : ج ۴ ص ۲۰۶ «كنه») .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۸۳ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ۳۶۰ ح ۶۱۰۱ .

4.النُّصبُ والنَّصَبُ : التَّعَبُ (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۸۰۷ «نصب») .

5.وقعة صفّين : ص ۱۱۲ عن أبي روق ، بحارالأنوار : ج ۳۲ ص ۴۰۴ ؛ شرح نهج البلاغة : ج ۳ ص ۱۸۵ .

6.وقعة صفّين : ص ۱۰ عن سليمان بن المغيرة عن الإمام زين العابدين عليه السلام ، بحارالأنوار : ج ۳۲ ص ۳۵۶ ح ۳۳۷ ؛ شرح نهج البلاغة : ج ۳ ص ۱۰۸ .

7.النحل : ۲ .

8.. في المصدر : «واستعبده الخلق وعلى .. .» ، والصواب ما أثبتناه كما في بحار الأنوار .

9.بصائر الدرجات : ص ۴۶۳ ح ۱ ، بحارالأنوار : ج ۲۵ ص ۶۳ ح ۴۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    عبدالهادي مسعودي، رسول افقي، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5414
صفحه از 544
پرینت  ارسال به