395
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع

وحَرَّفوا حُدودَهُ ، فَهُم يَروُونَهُ ولا يَرعَونَهُ ، وَالجُهّالُ يُعجِبُهُم حِفظُهُم لِلرِّوايَةِ ، وَالعُلَماءُ يَحزُنُهُم تَركُهُم لِلرِّعايَةِ ، وكانَ مِن نَبذِهِمُ الكِتابَ أن وَلَّوهُ الَّذينَ لا يَعلَمونَ ، فَأَورَدوهُمُ الهَوى ، وَأصدَروهُم إلَى الرَّدى ، وغَيَّروا عُرَى الدّينِ ، ثُمَّ وَرَّثوهُ فِي السَّفَهِ وَالصِّبا ۱ .
فَالاُمَّةُ يَصدُرونَ عَن أمرِ النّاسِ بَعدَ أمرِ اللّهِ تَبارَكَ وتَعالَى وعَلَيهِ يَرِدونَ ، فَبِئسَ لِلظّالِمينَ بَدَلاً ؛ وَلايَةُ النّاسِ بَعدَ وَلايَةِ اللّهِ ، وثَوابُ النّاسِ بَعدَ ثَوابِ اللّهِ ، ورِضَا النّاسِ بَعدَ رِضَا اللّهِ ! فَأَصبَحَتِ الاُمَّةُ كَذلِكَ ـ وفيهِمُ المُجتَهِدونَ فِي العِبادَةِ ـ عَلى تِلكَ الضَّلالَةِ ، مُعجَبونَ مَفتونونَ ، فَعِبادَتُهُم فِتنَةٌ لَهُم ولِمَنِ اقتَدى بِهِم ، وقَد كانَ فِي الرُّسُلِ ذِكرى لِلعابِدينَ . ۲

۳۷۹۳.الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ اللّهَ لا يَستَحيي أن يُعَذِّبَ اُمَّةً دانَت بِإِمامٍ لَيسَ مِنَ اللّهِ ، وإن كانَت في أعمالِها بَرَّةً تَقِيَّةً. ۳

۴ / ۲

سوءُ الظَّنِّ بِالأَنبِياءِ وَالشَّكُّ فِي البَراهينِ الواضِحَةِ

«أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُاْ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَ عَادٍ وَ ثَمُودَ وَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَـتِ فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِى أَفْوَ هِهِمْ وَ قَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا اُرْسِلْتُم بِهِ وَ إِنَّا لَفِى شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ * قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِى اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَـوَ تِ وَ الْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ

1.قال المجلسي قدس سره : قوله عليه السلام : «ثمّ ورّثوه» أي جعلوه ميراثا يرثه كلُّ سفيه جاهل ، أو صبيّ غير عاقل (مرآة العقول : ج ۲۵ ص ۱۱۶) .

2.الكافي : ج ۸ ص ۵۳ ح ۱۶ ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۳۵۹ ح ۲ .

3.الكافي : ج ۱ ص ۳۷۶ ح ۵ ، الغيبة للنعماني : ص ۱۳۳ ح ۱۵ كلاهما عن عبد اللّه بن سنان ، بحار الأنوار : ج۶۸ ص ۱۱۳ ح ۲۷ .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
394

وكِبرا تَضايَقَتِ الصُّدورُ بِهِ .
ألا فَالحَذَرَ الحَذَرَ مِن طاعَةِ ساداتِكُم وَكُبَرائِكُمُ ! الَّذينَ تَكَبَّروا عَن حَسَبِهِم، وتَرَفَّعوا فَوقَ نَسَبِهِم ، وأَلقَوُا الهَجينَةَ عَلى رَبِّهِم ۱ ، وجاحَدُوا اللّهَ عَلى ما صَنَعَ بِهِم ، مُكابَرَةً لِقَضائِهِ ، ومُغالَبَةً لاِلائِهِ ، فَإِنَّهُم قَواعِدُ أساسِ العَصبِيَّةِ ، ودَعائِمُ أركانِ الفِتنَةِ ، وسُيوفُ اعتِزاءِ ۲ الجاهِلِيَّةِ ، فَاتَّقُوا اللّهَ ولا تَكونوا لِنِعَمِهِ عَلَيكُم أضدادا ، ولا لِفَضلِهِ عِندَكُم حُسّادا ، ولا تُطيعُوا الأَدعِياءَ الَّذينَ شَرِبتُم بِصَفوِكُم كَدَرَهُم ، وخَلَطتُم بِصِحَّتِكُم مَرَضَهُم ، وأَدخَلتُم في حَقِّكُم باطِلَهُم ، وهُم أساسُ الفُسوقِ ، وأحلاسُ العُقوقِ .
اِتَّخَذَهُم إبليسُ مَطايا ضَلالٍ ، وجُندا بِهِم يَصولُ عَلَى النّاسِ ، وتَراجِمَةً يَنطِقُ عَلى ألسِنَتِهِمُ ، استِراقا لِعُقولِكُم ، وَدُخولاً في عُيونِكُم ، ونَفثا في أسماعِكُم . فَجَعَلَكُم مَرمى نَبلِهِ ، ومَوطِئَ قَدَمِهِ ، ومَأخَذَ يَدِهِ .
فَاعتَبرِوا بِما أصابَ الاُمَمَ المُستَكبِرينَ مِن قَبلِكُم ، مِن بأسِ اللّهِ وصَولاتِهِ ، و وَقائِعِهِ ومَثُلاتِهِ ، وَاتَّعِظوا بِمَثاوي خُدودِهِم ومَصارِعِ جُنوبِهِم ، واستَعيذوا بِاللّهِ مِن لَواقِحِ الكِبرِ كَما تَستَعيذونَهُ مِن طَوارِقِ الدَّهرِ . ۳

۳۷۹۲.الإمام الباقر عليه السلام ـ مِن رِسالَتِهِ إلى سَعدِ الخَيرِ ـ :وكُلُّ اُمَّةٍ قَد رَفَعَ اللّهُ عَنهُم عِلمَ الكِتابِ حينَ نَبَذوهُ ، و وَلّاهُم عَدُوَّهُم حينَ تَوَلَّوهُ ، وكانَ مِن نَبذِهِمُ الكِتَابَ أن أقاموا حُروفَهُ

1.قال ابن أبي الحديد : «وألقوا الهجينة على ربّهم» روي : «الهجينة» وروي «الهُجنة» ، والمراد بهما الاستهجان من قولك : هو يهجّن كذا؛ أي يقبّحه، ويستهجنه ؛ أي يستقبحه . أي نسبوا ما في الأنساب من القبح بزعمهم إلى ربّهم (شرح نهج البلاغة : ج ۱۳ ص ۱۴۹) .

2.التعزّي : الانتماء والانتساب إلى القوم والعَزاء والعَزوَة : اسمٌ لِدَعوى المستغيث ، وهو أن يقول : يا لَفُلان ،أو يا لَلأنصار ، ويا لَلمُهاجرين (النهاية : ج ۳ ص ۲۳۳ «عزا») .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ ، بحار الأنوار : ج ۱۴ ص ۴۶۷ ح ۳۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين، رضا برنجكار، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1386
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2509
صفحه از 481
پرینت  ارسال به