377
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع

أَن يَقُولُواْ ءَامَنَّا وَ هُمْ لَا يُفْتَنُونَ» ، ثُمَّ قالَ لي : مَا الفِتنَةُ؟ قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ ، الَّذي عِندَنا : الفِتنَةُ فِي الدّينِ .
فقال : يُفتَنونَ كَما يُفتَنُ الذَّهَبُ ۱ ، ثُمَّ قالَ : يُخلَصونَ كَما يُخلَصُ الذَّهَبُ ۲ .

راجع : موسوعة ميزان الحكمة : ج ۵ ص ۵۸ (مستقبل اُمّة محمّد في الدنيا / ما يقع فيها من الفتن) .

۲ / ۲

إِمكانِيّاتُ الاُمَمِ

الكتاب

«أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّـهُمْ فِى الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَـرَ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَـهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا ءَاخَرِينَ» . ۳

«وَ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَـثًا وَرِءْيًا» . ۴

«وَ لَقَدْ مَكَّنَّـهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّـكُمْ فِيهِ وَ جَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَ أَبْصَـرًا وَ أَفْـئدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَ لَا أَبْصَـرُهُمْ وَ لَا أَفْـئدَتُهُم مِّن شَىْ ءٍ إِذْ كَانُواْ يَجْحَدُونَ بِـئايَـتِ اللَّهِ وَ حَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ» . ۵

الحديث

۳۷۵۳.الإمام الباقر عليه السلام ـ في تَفسيرِ قَولِهِ تَعالى : «أَثَـثًا وَرِءْيًا» ـ : الأَثاثُ : المَتاعُ ، وأمّا رِئيا :

1.فَتَنتُ الذهبَ والفضَّةَ : إذا أحرقته بالنار ليَبين الجيّد من الرديء (المصباح المنير : ص ۴۶۲ «فتن») .

2.الكافي : ج ۱ ص ۳۷۰ ح ۴ ، الغيبة للنعماني : ص ۲۰۲ ح ۲، بحارالأنوار : ج ۵ ص ۲۱۹ ح ۱۴ .

3.الأنعام : ۶ .

4.مريم : ۷۴ .

5.الأحقاف : ۲۶ .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
376

لِمَلقى رِحالِهِم ، تَهوي إلَيهِ ثِمارُ الأَفئِدَةِ مِن مَفاوِزِ قِفارٍ مُتَّصِلَةٍ ، وجَزائِرِ بِحارٍ مُنقَطِعَةٍ ، ومَهاوي فِجاجٍ عَميقَةٍ ، حَتّى يَهُزّوا مَناكِبَهُم ذُلُلاً ، يُهَلِّلونَ للّهِِ حَولَهُ ، ويَرمُلونَ ۱ عَلى أقدامِهِم شُعثاً غُبراً لَهُ ، قَد نَبَذُوا القُنُعَ وَالسَّرابيلَ وَراءَ ظُهورِهِم ، وحَسَروا بِالشُّعورِ حَلقاً عَن رُؤوسِهِمُ ، ابتِلاءً عَظيماً ، وَاختِباراً كَبيراً ، وَامتِحاناً شَديداً ، وتَمحيصاً بَليغاً ، وقُنوتاً مُبيناً ، جَعَلَهُ اللّهُ سَبَباً لِرَحمَتِهِ ، و وُصلَةً ووَسيلَةً إلى جَنَّتِهِ ، وعِلَّةً لِمَغفِرَتِهِ ، وَابتِلاءً لِلخَلقِ بِرَحمَتِهِ .
ولَو كانَ اللّهُ تَبارَكَ و تَعالى وَضَعَ بَيتَهُ الحَرامَ ومَشاعِرَهُ العِظامَ بَينَ جَنّاتٍ وأنهارٍ ، وسَهلٍ وقَرارٍ ، جَمَّ الأَشجارِ ، دانِيَ الثِّمارِ ، مُلتَفَّ النَّباتِ ، مُتَّصِلَ القُرى ، مِن بُرَّةٍ ۲ سَمراءَ ، ورَوضَةٍ خَضراءَ ، وأريافٍ مُحدِقَةٍ ، وعِراصٍ ۳ مُغدِقَةٍ ، وزُروعٍ ناضِرَةٍ ، وطُرُقٍ عامِرَةٍ ، وحَدائِقَ كَثيرَةٍ ، لَكانَ قَد صَغُرَ الجَزاءُ عَلى حَسَبِ ضَعفِ البَلاءِ ، ثُمَّ لَو كانَتِ الأَساسُ المَحمولُ عَليها وَالأَحجارُ المَرفوعُ بِها ، بَينَ زُمُرُّدَةٍ خَضراءَ وياقوتَةٍ حَمراءَ ونورٍ وضِياءٍ ، لَخَفَّفَ ذلِكَ مُصارَعَةَ الشَّكِّ فِي الصُّدورِ ، ولَوَضَعَ مُجاهَدَةَ إبليسَ عَنِ القُلوبِ ، ولَنَفى مُعتَلِجَ الرَّيبِ مِنَ النّاسِ ، ولكِنَّ اللّهَ عز و جل يَختَبِرُ عَبيدَهُ بِأَنواعِ الشَّدائِدِ ، ويَتَعَبَّدُهُم بِأَلوانِ المَجاهِدِ ، ويَبتَليهِم بِضُروبِ المَكارِهِ ؛ إخراجاً لِلتَّكَبُّرِ مِن قُلوبِهِم ، وإسكاناً لِلتَّذَلُّلِ في أنفُسِهِم ، ولِيَجعَلَ ذلِكَ أبواباً فُتُحاً إلى فَضلِهِ ، وأسباباً ذُلُلاً لِعَفوِهِ وفِتنَتِهِ ، كَما قالَ : «الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءَامَنَّا وَ هُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكَـذِبِينَ» . ۴

۳۷۵۲.الكافي عن معمّر بن خلّاد :سَمِعتُ أبَا الحَسَنِ عليه السلام يَقولُ : «الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ

1.رَمَلَ : إذا أسرع في المشي وهزّ منكبيه (النهاية : ج ۲ ص ۲۶۵ «رمل») .

2.البُرّ : الحنطة (لسان العرب : ج ۴ ص ۵۵ «برر») .

3.العَرصَة : كلّ بقعةٍ بين الدور واسعة ليس فيها بناء . و تجمع عراصاً وعَرَصات (لسان العرب : ج ۷ ص ۵۲ «عرص») .

4.الكافي : ج ۴ ص ۱۹۸ ح ۲ ، نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ نحوه، بحارالأنوار : ج ۱۴ ص ۴۶۹ ح ۳۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين، رضا برنجكار، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1386
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2386
صفحه از 481
پرینت  ارسال به