367
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع

الفصل الأوّل : إرشاد الاُمم بعد ضلالتهم

۱ / ۱

كانَ النّاسُ قَبلَ نوحٍ اُمَّةً واحِدَةً

الكتاب

«كَانَ النَّاسُ اُمَّةً وَ حِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَـبَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَا الَّذِينَ اُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَـتُ بَغْيَا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِى مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَ طٍ مُّسْتَقِيمٍ» . ۱

«وَ مَا كَانَ النَّاسُ إِلَا اُمَّةً وَ حِدَةً فَاخْتَلَفُواْ وَ لَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِىَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ» . ۲

الحديث

۳۷۳۸.الإمام الباقر عليه السلام ـ في تَفسيرِ قَولِهِ تَعالى : «كَانَ النَّاسُ اُمَّةً وَ حِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ» ـ : كانوا قَبلَ نوحٍ عليه السلام اُمَّةً واحِدَةً عَلى فِطرَةِ اللّهِ ؛ لا مُهتَدينَ ولا ضُلّالاً ، فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيّينَ. ۳

1.البقرة : ۲۱۳ .

2.يونس : ۱۹ .

3.مجمع البيان : ج ۲ ص ۵۴۳ ، بحار الأنوار : ج ۱۱ ص ۱۰ .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
366

كما أنّ من جملة نبوءاتهم وجود جماعة من هذه الاُمّة ـ رغم كلّ الانحرافات ـ تعمل بقيم الإسلام وتجسّد مبادءه ، وتسعى بشكل تدريجيّ إلى توسيع رقعة الحضارة الإسلاميّة وسيادتها في العالم ، وذلك ما سيتمّ إنجازه وتحقيقه بقيادة خلف النبيّ الأوحد في مستقبل هذه الاُمّة. ۱

۸ . استعمال لفظ «الاُمّة» في الفرد

لقد اُطلق لفظ «الاُمّة» في القرآن الكريم على بعض العيّنات البشريّة التي حملت لواء الدفاع عن القيم الدينيّة بمفردها في بعض المراحل التأريخيّة قبل أن يلتحق من استحقّ بها بعد ذلك من اُممهم ، ومن اُولئك العِظام إبراهيم عليه السلام . وهذا الاستعمال يتّفق مع الأصل اللغوي للفظ الاُمّة بمعنى «الأصل» و«المرجع» .
وقد لوحظ في هذا الإطلاق على الفرد خصوصيّتانِ : الاُولى : الانفراد والوحدة في الدفاع عن مبادئ الدين في مرحلة تأريخيّة معيّنة . والثانية : اتّخاذه اُسوة وقدوة .
وقد اُطلق في بعض الروايات لفظ «الاُمّة» على الفرد فيما لو كان ينوب عن الاُمّة بمهمّة معيّنة ، كما ورد في حديث النبيّ صلى الله عليه و آله لعليّ عليه السلام :
إنَّ اللّهَ قَد جَعَلَكَ اُمَّةً وَحدَكَ ، كَما جَعَلَ إبراهيمَ عليه السلام اُمَّةً ، تَمنَعُ جَماعَةَ المُنافِقينَ وَالكُفّارَ هَيبَتُكَ عَنِ الحَرَكَةِ عَلَى المُسلِمينَ . ۲
كما ورد في بعض الروايات أنّ أفرادا سيُحشرون اُمّةً لوحدهم في القيامة . ۳

1.راجع : موسوعة ميزان الحكمة : ج ۵ ص ۶۵ (آخرها الاستخلاف في الأرض) .

2.راجع : موسوعة ميزان الحكمة : ج ۵ ص ۹۸ ح ۴۰۹۱ .

3.أي أنّهم سيشكّلون صفّا بمفردهم ، على خلاف سائر الناس الذين يكون كل منهم فردا في جماعة تلك الاُمّة ، وعليه فهؤلاء لهم حكم الاُمّة بمفردهم .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين، رضا برنجكار، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1386
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2231
صفحه از 481
پرینت  ارسال به