أجل ، إنّ الأحاديث والنصوص أشارت إلى عوامل بقاء الإسلام وانتشاره ، ونموّ رقعة المجتمع الإسلاميّ واتّساعه ، وهي عبارة عن : القيادة الصالحة ، وتلاحم الاُمّة ووحدة صفّها ، ووجود النخبة الصالحة ، وتطبيق القيم الخُلقيّة والعمليّة .
وأمّا عوامل تأخّر الاُمّة الإسلاميّة ، بل وحتّى سقوطها ، فهي عبارة عن : تصدّي القيادة المنحرفة لزعامة الاُمّة ، واختلاف كلمة الاُمّة ، وفساد النخبة ، وسوء الإدارة ، وغلبة المطامع المادّية ، وسحق حقوق المحرومين ، والفساد الثقافيّ والاقتصاديّ ، وعدم محاربة الفساد .
كما تجدر الإشارة إلى أنّ عوامل الازدهار والانحطاط هذه ليست حكرا على الاُمّة الإسلاميّة خاصّة ، بل هي قابلة للانطباق على جميع الاُمم والشعوب الاُخرى إذا توفّرت فيها هذه العوامل .
۶ . مؤشّرات الازدهار والانحطاط في الاُمّة
إنّ استقرار العدالة الاجتماعيّة ، والأخذ بالقيم الخُلقيّة والعمليّة في المجتمع ، ووجود التنمية العلميّة والثقافيّة والاقتصاديّة ، هي من أهمّ المؤشّرات في مقياس تقدّم الاُمم . كما أنّ تسلّط الظَّلَمَة على الاُمّة ، وتَفَشّي الانحراف الثقافيّ والأخلاقيّ والتردّي العلميّ والاقتصاديّ ، من أبرز مؤشّرات التخلّف لدى الاُمّة . وهذا ما تؤكّده الآيات والروايات في هذا المضمار .
۷ . مستقبل الاُمّة الإسلاميّة
لقد ازدهرت الحضارة الإسلاميّة في مطلع التأريخ الإسلاميّ وسادت لقرونٍ عديدة على العالم ، ثمّ بدأ العدّ التنازليّ لها ، كما تنبّأ بذلك كلّه كبار قادة المسلمين.