۲ . عوامل تقدّم الاُمم وانهيارها
لقد بيّن القرآن الكريم والأحاديث الشريفة أهمّ عوامل رقيّ الاُمم وانهيارها ، من أجل أن تستقي الأجيال اللاحقة عبرةً من المصير الذي آلت إليه الاُمم السابقة .
أمّا أهمّ عوامل رقيّ الاُمم فهي عبارة عن : زعامة الصالحين ، ووحدة الكلمة ، وأهليّة النخبة ، والتمسّك بالقيم الأخلاقيّة والعمليّة .
وأمّا أهمّ عوامل سقوط الاُمم وهلاكها فهي عبارة عمّا يلي : تسلّط غير الصالحين وطاعة الناس العمياء لهم ، وسوء الظنّ بالزعماء الدينيّين والتشكيك في استدلالاتهم البيّنة ، وتكذيب آيات اللّه ، والاستهزاء بالتعاليم الدينيّة ، والكذب على اللّه تعالى ، والتآمر على مدرسة الأنبياء ، ومناهضة دعاة الحقّ ، والظلم ، والإفراط في النزوات والشهوات ، وترك النهي عن المنكر ومحاربة الفساد ، والغفلة عن مخاطر المفاسد ، والمعاصي ، والاختلاف ، وفساد النخبة ، وسوء التدبير ، والانكباب على الدنيا المذمومة ، وتجاهل حقوق المستضعفين ، وشيوع الفساد الثقافيّ والاقتصاديّ .
۳ . فلسفة تشابه الاُمم في مجابهة الأنبياء ۱
من وجهة نظر القرآن الكريم كانت الاُمم السابقة ذات مواقف متشابهة في مجابهة الأديان القويمة ، والقادة الدينييّن ؛ فكانوا يكذّبون الأنبياء ، وينكرون حياة ما بعد الموت ، ويعتبرون أنفسهم مكرهين ومعذورين على اقتراف الرذائل ، وكانوا يفترون على اللّه الكذب .
هنا ، وفي ضوء فطريّة الدين ، يمكن طرح هذا السؤال : إن كان الدين فطريّاً ،