351
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع

إنَّ لِصاحِبِ هذا الأمرِ غَيبَةً ، المُتَمَسِّكُ فيها بِدينِهِ كَالخارِطِ لِلقَتادِ . ۱
وهكذا فإنّ الموالين الحقيقيّين والمتمسّكين بأهل البيت في عصر الغيبة لهم ثواب ألف شهيد كشهداء بدر واُحد ۲ . ۳

ثامنا : دراسة رواية اُخرى لحديث الثّقلين

في مقابل النصّ المتواتر لحديث الثّقلين الّذي أوصى فيه رسول اللّه صلى الله عليه و آله الاُمّة بالتمسّك بالقرآن والعترة ، جاء في بعض المصادر الحديثية لفظ «السنّة» بدلاً من «العترة» ، كما نقل ذلك مالك في الموطأ برواية مرسلة عن النبيّ صلى الله عليه و آله :
تَرَكتُ فيكُم أمرَينِ لَن تَضِلُّوا ما مَسَكتُم بِهِما ؛ كِتابَ اللّهِ وسُنَّةَ نَبِيِّهِ . ۴
وذكر الحاكم في مستدركه هذه الرواية كالتالي :
يا أيُّهَا النَّاسُ ، إنِّي قَد تَرَكتُ فيكُم ما إن اعتَصَمتُم بِهِ فَلَن تَضِلُّوا أبَدا ؛ كِتابَ اللّهِ وسُنَّةَ نَبِيِّهِ . ۵
نظرا إلى عدم التجانس بين هذين النصّين وبين الرواية المشهورة لحديث

1.الكافي : ج ۱ ص ۳۳۵ ح ۱ ، كمال الدين : ص ۳۴۶ ح ۳۴ ، الغيبة للنعماني : ص ۱۶۹ ح ۱۱ ، الغيبة للطوسي : ص ۴۵۵ ح ۴۶۵ ، بحارالأنوار : ج ۵۲ ص ۱۱۱ ح ۲۱ .

2.شبهة : على هذا الفرض يمكن القول بأنّ المراد من التمسّك ، اتّباع السنّة ونهج أهل البيت ، وعلى هذا فإنّنا سوف لا نكون محتاجين إلى حضور أهل البيت في المجتمع . جوابها : هذا الكلام يعني : التمسّك بالسنّة لا التمسّك بالعترة . في حين أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله أوصى صراحةً بالتمسّك بالعترة وذكّر به . إن التمسّك بالسنّة في عصر الغيبة واتّباع نواب الأئمّة عليهم السلام إنّما هو من جهة أنّ الارتباط بالإمام الغائب عليه السلام واتّباعه دون واسطة متعذّر في هذا العصر . وعلى هذا فليس هناك من سبيل سوى الأخذ بهذه الطريقة .

3.راجع : كمال الدين : ص ۳۲۳ ح ۷ وإعلام الورى : ج ۲ ص ۲۳۲ وكشف الغمّة : ج ۳ ص ۳۱۲ .

4.الموطأ : ج ۲ ص ۸۹۹ ح ۳ .

5.المستدرك على الصحيحين : ج ۱ ص ۱۷۱ ح ۳۱۸ ، السنن الكبرى : ج ۱۰ ص ۱۹۴ ح ۲۰۳۶ .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
350

سيكون القرآن منفصلاً عن العترة ، وما هو إلّا الإمام المهدي عليه السلام .

۲ . المُراد من التمسّك بأهل البيت

أكّد رسول اللّه صلى الله عليه و آله في أحاديث كثيرة بالإضافة إلى حديث الثّقلين ۱ على التمسّك بأهل البيت من بعده . ولا شكّ في أنّ معنى التمسّك بالنبيّ ـ وهو على قيد الحياة ـ اتّباعه دينيّا وسياسيّا ، بناءً على ذلك فإنّ وجوب التمسّك بأهل بيت النبيّ صلى الله عليه و آله بعده يدلّ أيضا بوضوح على مرجعيّتهم الدينيّة والسياسيّة ، ووجوب اتّباعهم ، وبالطبع فإنّ التمسّك والتبعيّة الدينيّة والسياسيّة فيما يتعلّق بالإمام الحاضر والإمام الغائب مختلفتان كما سنوضّح ذلك .

۳ . كيفية التمسّك بالإمام الغائب

اتّضح لنا حتّى الآن وبالاستناد إلى حديث الثّقلين أنّ أحد أهل بيت النبيّ صلى الله عليه و آله باقٍ حتّى القيامة ، وأنّ التمسّك بهم في الدين والسياسة واجب ، ولكنّ المسألة المهمّة هي كيف يمكن للمجتمع المسلم أن يتمسّك بإمامٍ غائب؟
يتّضح من خلال قليل من التأمّل أنّ التمسّك بالإمام الغائب يعني اتّباع نوّابه الخاصّين والعامّين ، والتبليغ لمذهب أهل البيت عليهم السلام ونشره ، ومحاربة موانع ظهوره ، والسعي من أجل الربط بين القرآن والعترة والدين والسياسة ، وأخيرا تهيئة الأرضيّات الثقافيّة والسياسيّة والاقتصاديّة لحكومة الإسلام العالمية بقيادة أهل البيت عليهم السلام ، وهي مهمّة بالغة الصعوبة ، حيث روي عن الإمام الصادق عليه السلام في هذا المجال :

1.راجع : أهل البيت في الكتاب والسنّة : (القسم الثامن / الفصل الثالث : عناوين حقوقهم / التمسّك) .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين، رضا برنجكار، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1386
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2280
صفحه از 481
پرینت  ارسال به