345
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع

وَاللّهِ . ۱
إنّ جميع الأحاديث الّتي تؤكّد المكانة العلميّة لأهل البيت ، كالأحاديث الّتي تصفهم بأنّهم خزنة العلم الإلهي ، أو ورثة علم الأنبياء ، أو تعتبر كلامهم كلام رسول اللّه صلى الله عليه و آله ۲ ، هي في الحقيقة بيان لهذه الرسالة ، وتأكيد المرجعيّة العلميّة لأهل البيت .
ومن الملفت للنظر أنّ الإشارة إلى المكانة العلميّة لأهل البيت وردت في بعض روايات حديث الثّقلين أيضا . ۳
بالإضافة إلى ذلك فإنّ حديث الثّقلين يبيّن بصراحة المرجعيّة العلميّة لأهل البيت عليهم السلام إلى جانب القرآن قائلاً :
إنِّي تارِكٌ فيكُمُ الثِّقلَينِ ما إن تَمَسَّكتُم بِهِما لَن تَضِلُّوا ؛ كِتابَ اللّهِ وعِترَتي أهلَ بَيتي .
وهذا يعني أنّ مرجعيّة أهل البيت عليهم السلام العلميّة إلى جانب القرآن تستوجب عصمتهم من الضلال في القضايا الدينية ، وأنّ الّذين لا يذعنون بمرجعيّتهم العلميّة لا يمكنهم أن يطمئنّوا بعقائدهم الدينيّة .

۳ . التلازم بين الإعراض عن أهل البيت والإعراض عن القرآن

إنّ حديث الثّقلين هو ـ في الحقيقة ـ الوصيّة السياسيّة الإلهيّة لرسول اللّه ، فقد

1.الكافي : ج ۷ ص ۴۴۲ ح ۱۵ ، تهذيب الأحكام : ج ۸ ص ۲۸۶ ح ۱۰۵۲ .

2.راجع : أهل البيت في الكتاب والسنّة : (القسم الرابع / الفصل الأوّل : خصائصهم في العلم) .

3.«إنّي تارك فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلّوا : كتاب اللّه عز و جل ، وأهل بيتي عترتي . أيّها الناس ، اسمعوا وقد بلّغت أنّكم سترِدون عليّ الحوض ، فأسألكم عمّا فعلتم في الثّقلين ، والثقلان : كتاب اللّه جلّ ذكره وأهل بيتي ، فلا تسبقوهم فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم» (أهل البيت في الكتاب والسنّة : ص ۱۸۹ ح ۳۷۹) .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
344

روي عن الإمام عليّ عليه السلام في إيضاح هذا الدليل وفيما يتعلّق بوجوب طاعة اُولي الأمر قوله :
إنَّما أمَرَ بِطاعَةِ أولي الأمرِ ۱ لأنَّهُم مَعصومونَ مُطَهَّرونَ ، لا يَأمرونَ بِمَعصِيَتِهِ . ۲
ثانيا : إنّ عدم عصمة أهل البيت عن الخطأ يخلّ بارتباطهم بالقرآن ، في حين أنّ حديث الثّقلين أعلن بصراحة الترابط الوثيق بين القرآن وأهل البيت وعدم افتراقهما . وبهذا الشأن يقول الشيخ المفيد :
وذلك موجب لعصمتهم من الآثام ومانع من تعلّق السهو بهم والنسيان ؛ إذ لو وقع منهم عصيان أو سهو في الأحكام لفارقوا به القرآن فيما ضمّنه البرهان . ۳
بناءً على ذلك ، فإنّ حديث الثّقلين دليل آخر على عصمة أهل البيت من الذنوب والأخطاء إلى جانب آيه التطهير. كما أنّ الأحاديث الدالّة على طهارة أهل البيت تدلّ على عصمتهم أيضا . ۴

۲ . المرجعية العلميّة لأهل البيت

تمثّل المرجعية العلميّة لأهل البيت ثاني رسالة واضحة لحديث الثّقلين إلى الاُمّة الإسلاميّة ، ومعادلة أهل البيت للقرآن وعصمتهم العلميّة تكفيان لإثبات هذه الرسالة . وهذا يعني أن لا أحد ـ سوى أهل البيت ـ بإمكانه أن يبيّن حقائق القرآن للناس ويبيّن لهم المعارف الأصيلة للإسلام ، كما روي عن الإمام الصادق عليه السلام :
إنَّ اللّهَ عَلَّمَ نَبِيَّهُ التَّنزيلَ وَالتَّأويلَ ، فَعَلَّمَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلِيَّا عليه السلام ، قالَ : وعَلَّمَنا

1.يشير إلى الآية «أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنكُمْ» (النساء : ۵۹) .

2.الخصال : ص ۱۳۹ ح ۱۵۸ ، علل الشرائع : ص ۱۲۳ ح ۱ .

3.المسائل الجاروديّة : ص ۴۲ .

4.راجع: أهل البيت فيالكتاب والسنّة : (القسم الثالث / الفصل الأوّل : أهمّ خصائصهم / الطهارة) .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين، رضا برنجكار، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1386
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2075
صفحه از 481
پرینت  ارسال به