343
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع

فَإنَّهُما لَن يَفتَرِقا حَتَّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ .
فالقرآن والعترة ـ وفقا لهذا الحديث الشريف ـ أمانتان خطيرتان متلازمتان أودعهما خاتم الأنبياء صلى الله عليه و آله عند اُمّته ، وطلب منها أن تحافظ عليهما حتّى يوم القيامة .
ومن أهمّ الملاحظات في بيان معنى حديث الثّقلين دلالة هذا الحديث الشريف على إمامة الإمام المهديّ عليه السلام ووجوب معرفته والتمسّك به ، ولكن وقبل تقديم أيّ إيضاح في هذا المجال ، سنشير إشارة قصيرة إلى ثلاث رسائل مهمّة ومصيريّة تضمّنها هذا الحديث الشريف فيما يتعلّق بإمامة أهل البيت عليهم السلام وزعامتهم :

۱ . عصمة أهل البيت

ضمن اللّه ـ سبحانه وتعالى ـ عصمة القرآن من كلّ خطأ واشتباه ، كما في صريح قوله :
«إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَـفِظُونَ» . ۱
ويؤكّد عَزَّ من قائل في قوله :
«لا يَأْتِيهِ الْبَـطِـلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ» . ۲
والرسالة الواضحة للتلازم بين أهل البيت والقرآن في حديث الثّقلين هي عصمة أهل البيت عليهم السلام ، للأسباب التالية :
أوّلاً : إنّ أمر النبيّ صلى الله عليه و آله القاضي بالتمسّك بأهل البيت إلى جانب القرآن يعني وجوب طاعتهم ، فإذا لم يكن أهل البيت معصومين من الخطأ كالقرآن ، فلا مبرّر لوجوب طاعتهم .

1.الحجر : ۹ .

2.فصّلت : ۴۲ .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
342

وقائِمُهُم ، لا يُفارِقونَ كِتابَ اللّهِ ولا يُفارِقُهُم حَتَّى يَرِدوا عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله حَوضَهُ . ۱
وعلى الرغم من أنّ «العترة» لم تطبّق بهذه الصراحة في الأحاديث المعتبرة لأهل السنّة على الأئمّة الاثني عشر من أهل بيت الرسالة ، ولكنّ الأحاديث الّتي تؤكّد أنّ خلفاء رسول اللّه صلى الله عليه و آله اثنا عشر شخصا لا يمكن تبريرها ۲ إلّا بالأساس العقيدي لأتباع أهل البيت ، مثل الحديث التالي :
لا يَزالُ الدِّينُ قائِما حَتَّى تَقومَ السّاعَةُ ، أو يَكونَ عَلَيكُم اثنا عَشَرَ خَليفَةً ، كُلُّهُم مِن قُرَيشٍ . ۳
وجاء في نقل آخر :
لا يَزالُ الإسلامُ عَزيزا إلى اثنَي عَشَرَ خَليفَةً . ۴
وبذلك يمكن القول إنّ هذا النوع من الأحاديث يشير إلى توسيع مفهوم «العترة» إلى سائر الأئمّة ، كما صُرّح بذلك في روايات أهل البيت .

سادسا : معنى الحديث

استنادا إلى الإسناد المعتبر الّذي مضت الإشارة إليه ، روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه خاطب الناس في أواخر عمره الشريف ، ووجّه كلامه إلى الاُمّة الإسلامية حتّى يوم القيامة ، قائلاً :
إنِّي تارِكٌ فيكُمُ الثِّقلَينِ ما إن تَمَسَّكتُم بِهِما لَن تَضِلُّوا ؛ كِتابَ اللّهِ وعِترَتي أهلَ بَيتي ،

1.راجع : ص ۲۸۸ ح ۳۶۹۷ و ص ۳۲۵ ح ۳۷۳۵ .

2.راجع : أهل البيت في الكتاب والسنّة : ص ۷۷ (تحقيق حول أحاديث عدد الأئمّة) .

3.راجع : ص ۲۷۴ ح ۳۶۵۶ .

4.راجع : ص ۲۷۳ ح ۳۶۵۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين، رضا برنجكار، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1386
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2280
صفحه از 481
پرینت  ارسال به