341
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع

ويؤيّد مضمون آية التطهير وسياقها ، الأحاديث الّتي فسّرت أهل البيت بمجموعة خاصّة من المقرّبين إلى النبيّ صلى الله عليه و آله .
كما أنّ السيرة العمليّة لرسول اللّه صلى الله عليه و آله في تبيين هذه الآية الكريمة ـ منذ أن منع دخول زوجته الكريمة اُمّ سلمة تحت الكساء ؛ لدفع احتمال دخول زوجاته تحت عنوان «أهل البيت» وحتّى وفاته صلى الله عليه و آله ۱ ـ كانت بشكل بحيث لم يكن في زمان حياته أيّ اختلاف في مفهوم أهل البيت ومصداقهم ، فلم يكن أحد يدّعي هذا العنوان سوى فئة خاصّة من المقرّبين إلى النبيّ صلى الله عليه و آله والّذين كانوا يتمتّعون بالكفاءة لهداية الاُمّة الإسلاميّة وقيادتها . ۲
بناءً على ذلك فإنّ أيّ شبهة حول مفهوم أهل البيت ومصداقهم في آية التطهير وحديث الثّقلين ، فاقدة للقيمة العلميّة ، خصوصاً بعد ورود الأحاديث الصريحة والواضحة عن النبيّ صلى الله عليه و آله في تفسير هذا العنوان ، وسيرته العمليّة في هذا المجال .
والملاحظة الملفتة للنظر ، أنّ مضمون حديث الثّقلين ، وتأكيد رسول اللّه صلى الله عليه و آله على أنّ القرآن وأهل البيت لا يفترقان إلى يوم القيامة وأنّ من الواجب على الاُمّة الإسلاميّة اتّباعهما ، يدلّان بوضوح على أنّ مصاديق أهل البيت لا تنحصر في أصحاب الكساء الّذين استشهد آخرهم ـ وهو الإمام الحسين عليه السلام ـ بعد خمسين عاما من رحيل النبيّ صلى الله عليه و آله ، بل اُضيف إليهم تسعة من أبناء الإمام الحسين عليه السلام ، كما ورد التصريح به في روايات أهل البيت .
فقد روي عن الإمام عليّ عليه السلام في بيان معنى عترة النبيّ صلى الله عليه و آله قوله :
أنا وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ وَالأئِمَّةُ التِّسعَةُ مِن وُلدِ الحُسَينِ ، تاسِعُهُم مَهدِيُّهُم

1.راجع : أهل البيت في الكتاب والسنّة : (القسم الأوّل / الفصل الرابع : تسليم النبيّ على أهل البيت وتخصيصهم بالأمر بالصلاة) .

2.لمزيد الاطّلاع اُنظر كتاب أهل البيت في الكتاب والسنّة : (القسم الأوّل : معنى أهل البيت) .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
340

وفي رواية اُخرى أنّه قال :
إنَّكِ مِن أزواجِ النَّبِيِّ . ۱
وجاء في رواية اُخرى أنّه قال :
إنَّكِ إلى خَيرٍ ، أنتِ مِن أزواجِ النَّبِيَّ . ۲
وجاء في رواية اُخرى أنّ اُمّ سلمة قالت : رفعت الكساء لأدخل معهم ، فجذبه من يدي وقال :
إنَّكِ عَلى خَيرٍ . ۳
والمتحصّل ممّا روته اُمّ سلمة وعائشة من أزواج النبيّ صلى الله عليه و آله في معنى «أهل البيت» عنه صلى الله عليه و آله ۴ ، وما رواه سبعة عشر صحابيا من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله في هذا المجال ۵ ، وما روي عن أهل البيت أنفسهم في تفسير «أهل البيت» ۶ ، هو اعتبار هذه الفئة الخاصّة أهل بيت النبيّ صلى الله عليه و آله ، واعتبار أزواج النبيّ صلى الله عليه و آله خارج هذه الفئة ، وعلى هذا فإنّه لا يبقى أدنى مجال للشكّ عند الباحث المنصف في المقصود من أهل البيت في الآية المذكورة . ۷

1.تاريخ دمشق : ج ۱۳ ص ۲۰۷ ح ۳۱۸۸ .

2.تفسير الطبري : ج ۱۲ الجزء ۲۲ ص ۷ ، تفسير ابن كثير : ج ۶ ص ۴۰۹ .

3.مسند ابن حنبل : ج ۱۰ ص ۲۲۸ ح ۲۶۸۰۸ ، المعجم الكبير : ج ۳ ص ۵۳ ح ۲۶۶۴ و ج ۲۳ ص ۳۳۶ ح ۷۷۹ ، مسند أبي يعلى : ج ۶ ص ۲۴۹ ح ۶۸۷۶ .

4.راجع : أهل البيت في الكتاب والسنّة : (القسم الأوّل / الفصل الأوّل : أزواج النبيّ ومعنى أهل البيت) .

5.راجع : أهل البيت في الكتاب والسنّة : (القسم الأوّل / الفصل الثاني : أصحاب النبيّ ومعنى أهل البيت) .

6.راجع : أهل البيت في الكتاب والسنّة : (القسم الأوّل / الفصل الثالث : أهل البيت ومعنى أهل البيت) .

7.تبدو هذه الملاحظة بديهية ، وهي أنّ «أهل البيت» في آية التطهير تشمل النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله أيضا ، ولكنّه سيخرج من هذه المجموعة في حديث الثّقلين الّذي طرح فيه أهل البيت باعتبارهم خلفاء رسول اللّه صلى الله عليه و آله .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين، رضا برنجكار، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1386
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2452
صفحه از 481
پرینت  ارسال به