رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أن يُقتَدى بِالقُرآنِ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وذلِكَ حَيثُ قالَ في آخِرِ خُطبَةٍ خَطَبَها : إنّي تارِكٌ فيكُمُ الثِّقلَينِ : الثَّقَلَ الأَكبَرَ والثَّقَلَ الأَصغَرَ ، فَأَمَّا الأَكبَرُ فَكِتابُ رَبّي ، وأمَّا الأَصغَرُ فَعِترَتي أهلُ بَيتي ، فَاحفَظوني فيهِما فَلَن تَضِلّوا ما تَمَسَّكتُم بِهِما . ۱
ز ـ اللَّحَظاتُ الأَخيرَةُ مِن لَحَظاتِ حَياتِهِ صلى الله عليه و آله
۳۷۳۳.دعائم الإسلام :رُوّينا عَن أبي ذَرٍّ أنَّهُ شَهِدَ المَوسِمَ بَعدَ وَفَاةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَلَمَّا احتَفَلَ النّاسُ فِي الطَّوافِ ، وَقَفَ بِبابِ الكَعبَةِ وأخَذَ بِحلَقَةِ البابِ وقالَ : يا أيُّهَا النّاسُ ـ ثَلاثاً ـ ، واجتَمَعوا ووَقَفوا وأنصَتوا ، فَقالَ :
مَن عَرَفَني فَقَد عَرَفَني ومَن لَم يَعرِفني فَأَنا أبو ذَرٍّ الغِفارِيُّ ، اُحَدِّثُكُم بِما سَمِعتُهُ مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، سَمِعتُهُ يَقولُ حينَ احتُضِرَ : إنّي تارِكٌ فيكُمُ الثِّقلَينِ ، كِتابَ اللّهِ ، وعِترَتي أهلَ بَيتي ، فَإِنَّهُما لَن يَفتَرِقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ كَهاتَينِ ـ وجَمَعَ بينَ إصبَعَيهِ المُسَبِّحَتَينِ مِن يَدَيهِ ، وقَرَنَهُما وساوى بَينَهُما ، وقالَ : ـ ولا أقولُ كَهاتَينِ ـ وقَرَنَ بَينَ إصبَعَيهِ الوُسطى والمُسَبِّحَةِ مِن يَدِهِ اليُمنى ـ لِأَنَّ إحداهُما تَسبِقُ الاُخرى ، ألا وإنَّ مَثَلَهُما فيكُم مَثَلُ سَفينَةِ نوحٍ ، مَن رَكِبَها نَجا ، ومَن تَرَكَها غَرِقَ . ۲
۳۷۳۴.مسند زيد عن زيد بن عليّ عن أبيه عن جدّه عن عليّ عليهم السلام: لَمّا ثَقُلَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله في مَرَضِهِ ، وَالبَيتُ غاصٌّ بِمَن فيهِ ، قالَ : ادعوا لِيَ الحَسَنَ والحُسَينَ ، فَدَعَوتُهُما ، فَجَعَلَ يَلثِمُهُما حَتّى اُغمِيَ عَلَيهِ ، قالَ : فَجَعَلَ عَلِيٌّ عليه السلام يَرفَعُهُما عَن وَجهِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، قالَ : فَفَتَحَ عَينَيهِ ، فَقالَ : دَعهُما يَتَمَتَّعانِ مِنّي وأتَمَتَّعُ مِنهُما ، فَإِنَّهُ سَيُصيبُهُما بَعدي أثَرَةٌ ۳ .