رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَخُطبَةٌ خَطَبَنا في مَرَضِهِ الَّذي تُوُفِّيَ فيهِ ، خَرَجَ مُتَوَكِّئا عَلى عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام ، ومَيمونَةَ مَولاتِهِ ، فَجَلَسَ عَلَى المِنبَرِ ، ثُمَّ قالَ : يا أيُّهَا النّاسُ ، إنّي تارِكٌ فيكُمُ الثِّقلَينِ ، وسَكَتَ ، فَقامَ رَجُلٌ فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، ما هذانِ الثَّقَلانِ ؟
فَغَضِبَ حَتَّى احمَرَّ وَجهُهُ ثُمَّ سَكَنَ ، وقالَ : ما ذَكرتُهُما إلّا وأنَا اُريدُ أن اُخبِرَكُم بِهِما ، ولكِن رَبَوتُ ۱ فَلَم أستَطِع .
سَبَبٌ طَرَفُهُ بِيَدِ اللّهِ ، وَطَرَفٌ بِأَيديكُم ، تَعمَلونَ فيهِ كَذا وكَذا ، ألا وهُوَ القُرآنُ ، وَالثَّقَلُ الأَصغَرُ أهلُ بَيتي . ثُمَّ قالَ : وايمُ اللّهِ إنّي لَأَقولُ لَكُم هذا ، ورِجالٌ في أصلابِ أهلِ الشِّركِ أرجى عِندي مِن كَثيرٍ مِنكُم ، ثُمَّ قالَ : وَاللّهِ لا يُحِبُّهُم عَبدٌ إلّا أعطاهُ اللّهُ نورا يَومَ القِيامَةِ حَتّى يَرِدَ عَلَيَّ الحَوضَ ، ولا يُبغِضُهُم عَبدٌ إلَا احتَجَبَ اللّهُ عَنهُ يَومَ القِيامَةِ . ۲
۳۷۳۱.الإمام عليّ عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله في آخِرِ خُطبَتِهِ يَومَ قَبَضَهُ اللّهُ عز و جلإلَيهِ : إنّي قَد تَرَكتُ فيكُم أمرَينِ لَن تَضِلّوا بَعدي ما إن تَمَسَّكتُم بِهِما : كِتابَ اللّهِ ، وعِترَتي أهلَ بَيتي ، فَإِنَّ اللَّطيفَ الخَبيرَ قَد عَهِدَ إلَيَّ أنَّهُما لَن يَفتَرِقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ كَهاتَينِ ـ وجَمَعَ بَينَ مُسَبِّحَتَيهِ ـ ولا أقولُ كَهاتَينِ ـ وجَمَعَ بَينَ المُسَبِّحَةِ وَالوُسطىـ فَتَسبِقَ إحداهُما الاُخرى ، فَتَمَسَّكوا بِهِما لا تَزِلُّوا ولا تَضِلّوا ، ولا تَقَدَّموهُم فَتَضِلّوا . ۳
۳۷۳۲.الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ اللّهَ جَعَلَ وِلايَتَنا ـ أهلَ البَيتِ ـ قُطبَ ۴ القُرآنِ ، وقُطبَ جَميعِ الكُتُبِ ، عَلَيها يَستَديرُ مُحكَمُ القُرآنِ ، وبِها نَوَّهَتِ الكُتُبُ ، ويَستَبينُ الإيمانُ ، وقَد أمَرَ
1.الرَّبُو : هو التهيُّج وتواتر النّفَس (النهاية : ج ۲ ص ۱۹۲ «ربا») .
2.الأمالي للمفيد : ص ۱۳۵ ح ۳ ، بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۴۷۵ ح ۲۵ .
3.الكافي : ج ۲ ص ۴۱۵ ح ۱ ، كتاب سليم بن قيس : ج ۲ ص ۶۵۵ نحوه وكلاهما عن سليم بن قيس .
4.قُطب الشيء : مداره ، ويقال هو قُطب بني فلان : أي سيّدهم الَّذي يدور عليه أمرهم (تاج العروس : ج ۲ ص ۳۳۰ «قطب») .