311
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع

والتنظيرات الاُخرى فلا يمكن قبولها ؛ بسبب اشتمالها على إشكالات عديدة .

الجواب على إشكالَين

هناك إشكالان يمكن أن يُطرَحا حول الرأي المختار سوف نذكرهما هنا مع الإجابة عليهما :

۱ . عدم وصول أكثر أئمّة الشيعة إلى الخلافة

الإشكال الأوّل هو إنّه لم يصل إلى الخلافة من بين الأئمّة الاثني عشر للشيعة سوى الإمام عليّ عليه السلام والإمام الحسن عليه السلام ، وأمّا الأئمّة الآخرون فلم يتسلّموا زمام الحكم أبدا ، على هذا فكيف يمكن اعتبارهم خلفاء النبيّ صلى الله عليه و آله ؟!
الجواب على هذا الإشكال : إنّه استناداً إلى النصوص المعتبرة ـ والتي مرّ قسم منها ـ فإنّ الخلافة هي منصب إلهيّ ، وقد عيّن النبيّ صلى الله عليه و آله لهذا المنصب اثني عشر من أهل بيته لأجل القيام به وتحمّل مسؤوليّته ، وأمّا إعراض أكثر الناس عنهم وعدم تبعيّتهم لهم فهو لا ينافي كونهم خلفاء واقعيّين له صلى الله عليه و آله . بعبارة اُخرى : إنّه استناداً إلى الأحاديث المعتبرة التي مرّت ، منها حديث الخلفاء الاثني عشر ، فإنّ النبيّ صلى الله عليه و آله أخبر عن لياقة أئمّة أهل البيت عليهم السلام للخلافة ، وقد عيّنهم باعتبارهم خلفاء عنه صلى الله عليه و آله ، وأمّا قبول الناس أو عدم قبولهم لهذا الأمر فهو موضوعٌ آخر ، وقد أنبأ النبيّ صلى الله عليه و آله في أحاديث اُخرى عن الحوادث التي سوف تقع في الاُمّة الإسلاميّة بعده ، وعمّا سوف تصنعه الاُمّة بأهل البيت عليهم السلام . ۱

1.راجع : أهل البيت في الكتاب والسنّة : (القسم الحادي عشر : ظلم أهل البيت) وموسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام : (القسم الثامن / الفصل الأوّل : إخبار النبيّ باستشهاده) .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
310

بتهمة النفاق ، أفلا يبدو من العجيب أن يعتبر من أصحاب النبيّ صلى الله عليه و آله وتُعدّ حكومته مثل حكومة عهد النبيّ صلى الله عليه و آله ؟

الرأي الخامس : إمارة اثني عشر أميرا في زمانٍ واحد

قال المهلّب :
الّذي يغلب على الظنّ أنّه ـ عليه الصّلاة والسّلام ـ أخبر بأعاجيب تكون بعده من الفتن حتّى يفترق الناس في وقتٍ واحد على اثني عشر أميرا ، ولو أراد غير هذا لقال : يكون اثنا عشر أميرا يفعلون كذا . ۱

نقد الرأي الخامس

يبدو أنّ المهلّب كان في صدد إيضاح النصّ المنقول من صحيح البخاري ولم يكن ملتفتا إلى سائر الروايات الاُخرى لجابر بن سمرة ، والّتي هي أكثر دقّة وتفصيلاً ، والنصّ الموجود في صحيح البخاري مختصر ومبهم ، وبالتالي فإنّ هناك احتمالات اُخرى كثيرة يمكن أن نتصوّرها حوله .
وقد نبّه ابنُ حجر العسقلاني في نقد رأيه إلى هذه الملاحظة مشيراً إلى أنّ النصوص الموجودة في صحيح مسلم أوضحت أنّ الإسلام سيكون عزيزا منيعا في زمان هؤلاء الأشخاص الاثني عشر ، فهل يمكن أن نتصوّر أن يحدث اثنا عشر افتراقا بين المسلمين ثمّ تحافظ الاُمة الإسلامية على عزّتها بعد ذلك؟! ۲
هكذا يتبيّن لنا استنادا إلى الأدلّة المذكورة في الصفحات السابقة أنّ حديث الخلفاء الاثني عشر لا ينطبق إلّا على رأي الشيعة الاثني عشرية ، وأمّا التحليلات

1.فتح الباري : ج ۱۳ ص ۲۱۱ .

2.فتح الباري : ج ۱۳ ص ۲۱۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين، رضا برنجكار، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1386
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2095
صفحه از 481
پرینت  ارسال به