309
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع

حكمهم ، وبالتالي فإنّ عهد الخلفاء الأربعة ومعاوية ومروان بن الحكم سوف يخرج من هذا الحكم ليبقى الأشخاص الاثني عشر التالين لهم .
وممّا يجدر ذكره هو أنّ ابن الجوزي قد صرّح في بداية كلامه :
بأنّ فهم المدلول الأصلي لكلام رسول اللّه غير ممكن! ۱

نقد الرأي الرابع

۱ . اُخرج الخلفاء الأربعة من عنوان الخلفاء الاثني عشر ، ولم يُقَدَّم أي استدلال على ذلك .
۲ . اعتُبِر عهد خلافة النبيّ صلى الله عليه و آله في نصوص أهل السنّة بأنّه يمتدّ إلى أكثر من ۳۰ سنة من بعده ، فقد صرّح صلى الله عليه و آله بذلك قائلاً :
الخِلافَةُ في اُمَّتي ثَلاثونَ سَنَةً ، ثُمَّ مُلكٌ بَعدَ ذلِكَ . ۲
في حين أنّ هذا الرأي صوّر الخلافة بعد عام ۶۰ للهجرة (موت معاوية) .
۳ . إنّ المراد من رواية الخلفاء الاثني عشر هو الثناء على هؤلاء الأشخاص ، ومن الطبيعي أنّ هذا الثناء لا يمكن أن يشمل بني اُميّة الّذين ارتكبوا جرائم عديدة ضدّ الإسلام والمسلمين والمجتمع الإسلامي ، إضافة إلى أنّ روايات عديدةً قد صدرت في ذمّهم . ۳
۴ . نفي الحكم بن أبي العاص وابنه مروان بن الحكم بأمر النبيّ صلى الله عليه و آله من المدينة

1.فتح الباري : ج ۱۳ ص ۲۱۲ .

2.سنن الترمذي : ج ۴ ص ۵۰۳ ح ۲۲۲۶ ، سنن أبي داوود : ج ۴ ص ۲۱۱ ح ۴۶۴۶ و۴۶۴۷ ، مسند ابن حنبل : ج ۸ ص ۲۱۳ ح ۲۱۹۷۸ ، السنن الكبرى للنسائي : ج ۵ ص ۴۷ ح ۸۱۵۵ ، صحيح ابن حبّان : ج ۹ ص ۳۵ ح ۶۶۵۷ ، سلسلة الأحاديث الصحيحة : ج ۱ ص ۷۴۲ ح ۴۵۹ .

3.راجع : الغدير : ج ۸ ص ۲۴۸ ، المسائل الخلافيّة : ص ۳۱ ـ ۳۵ .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
308

نقد الرأي الثالث

۱ . عدم إيضاح كلام النبيّ صلى الله عليه و آله من الممكن أن يحلّ بعضا من الإشكالات الواردة على الآراء السابقة ، ولكنّه سوف لا يعطينا نتيجة واضحة ومحدّدة .
تتمثّل نتيجة هذا الكلام في أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله أدلى بعبارةٍ مبهمة غامضة سوف لا يكون لها أيّ دور في معرفة المجتمع الإسلامي وعمله .
۲ . إنّ كلام النبيّ صلى الله عليه و آله هدفه شقّ طريق ممهّد للوصول إلى هدف كبير ، فإنّ اتّباع الناس لهؤلاء القادة سوف يؤدّي إلى هدايتهم وسيرهم في الطريق الصحيح ، في حين أنّ هذا الهدف لن يتحققّ أبدا إذا ما افترضنا عدم تعيين أولئك الأشخاص الاثني عشر ، بل إنّه سيؤدّي إلى ضلالهم في معرفة مقتداهم واستغلال طلّاب الدنيا لذلك .

الرأي الرابع : خلفاء بني اُميّة

لقد صرّح الخطّابي وابن الجوزي قائلين : يريد النبيّ صلى الله عليه و آله من الخلفاء الاثني عشر ، أفراد بني اُميّة . وأصحاب النبيّ صلى الله عليه و آله ملحقون بزمانه ولا ينطبق عليهم عنوان الخلفاء الاثني عشر ، بناءً على ذلك فإنّ الخلفاء الأربعة ومعاوية ومروان بن الحكم خارجون من هذه المجموعة ، ويبقى الاثنا عشر الباقون . ۱ ومن أجل اتّضاح كلام هذين الشخصين ، يجب أن نذكّر بأنّ الحكّام الاُمويين كانوا (۱۵) شخصا ، وقد بدأ عهد حكمهم بعد ۱۳ سنة من وفاة النبيّ صلى الله عليه و آله (تولّى عثمان الخلافة في أواخر عام ۲۳ للهجرة) ، وقد ألحق هذان الشخصان صحابة النبيّ صلى الله عليه و آله به ، ولم يعتبروهم مستحقّين لعنوان خلافة النبيّ صلى الله عليه و آله ، وذلك من أجل حلّ إشكال عدد أفراد بني اُميّة وزمان

1.راجع : فتح الباري : ج ۱۳ ص ۲۱۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين، رضا برنجكار، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1386
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2221
صفحه از 481
پرینت  ارسال به