301
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع

باعتبارهم خلفاءه ، ارتفعت الأصوات في المجلس ۱ ، فسأل أباه أو عمّه عمّا قاله النبيّ صلى الله عليه و آله ، فقال : «كُلُّهُم مِن قُرَيشٍ» ۲
أو «كُلُّهُم مِن بَني هاشِمٍ» . ۳
ويدلّ هذا المشهد على أنّ الجوّ السياسي لم يكن مناسبا للإعلان عن القادة المستقبليّين للعالم الإسلامي ، كما تشير إلى ذلك الآية : «وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» ۴ في وقعة الغدير ، وكذلك عندما كان رسول الإسلام صلى الله عليه و آله يريد خلال مرضه الّذي أدّى إلى وفاته أن يحلّ قضية القائد المقبل للعالم الإسلامي بشكل مكتوب إلّا أنه واجه ضجّة وغوغاء ، وبالتالي لم يتيسّر له التصريح بذلك . ۵

۴ . المراد من الخلفاء الاثني عشر

إنّ التأمّل في هذه الكلمات : «الخليفة» ۶ و«الإمام» ۷ و«الوصي» ۸ و«الأمير» ۹ ، والكلمات المشابهة لها في الروايات المختلفة لحديث جابر ، وكذلك المنزلة العائلية للأشخاص ـ الّذين قدّمهم النبيّ صلى الله عليه و آله باعتبارهم خلفاءه ـ وعددهم ، والأهمّ من كلّ

1. ، بحيث إنّ جابر بن سمرة صرّح بأنّه لم يسمع الكلام الختامي للنبيّ صلى الله عليه و آله . راجع : ص ۲۷۳ و ۲۷۴ ح ۳۶۵۴ و ۳۶۵۵ و ۳۶۵۷ و مسند ابن حنبل : ج ۷ ص ۴۲۹ ح ۲۰۹۹۱ .

2.راجع : ص ۲۷۳ و ۲۷۴ ح ۳۶۵۴ و ۳۶۵۵ و ۳۶۵۷ و مسند ابن حنبل : ج ۷ ص ۴۲۹ ح ۲۰۹۹۱ .

3.ينابيع المودّة : ج ۲ ص ۳۱۶ ح ۹۰۸ .

4.المائدة : ۶۷ .

5.صحيح البخاري : ج ۱ ص ۵۴ ح ۱۱۴ و ج ۴ ص ۱۶۱۲ ح ۴۱۶۸ و ج ۸ ص ۲۶۸۰ ح ۶۹۳۳ و مسند ابن حنبل : ج ۱ ص ۶۹۵ ح ۲۹۹۲ والطبقات الكبرى : ج ۲ ص ۲۴۴ .

6.راجع : ص ۲۷۳ (عدد الأئمّة من أهل البيت / ما روي بلفظ «اثنا عشر خليفة») .

7.راجع : ص ۲۷۷ (عدد الأئمّة من أهل البيت / ما روي بلفظ «اثنا عشر اماماً») .

8.راجع : ص ۲۷۹ (عدد الأئمّة من أهل البيت / ما روي بلفظ «اثنا عشر وصيّاً») .

9.راجع : ص ۲۷۷ (عدد الأئمّة من أهل البيت / ما روي بلفظ «اثنا عشر أميراً») .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
300

وكانت هذه الحادثة في المدينة ۱ ، ولذلك يمكن القول : إنّ مكان حديث النبيّ صلى الله عليه و آله كان مسجد المدينة . ولكن مسند ابن حنبل ذكر أنّ زمان صدور هذا الحديث هو يوم عرفة ومكانه عرفات ۲
ومن خلال التأمّل في نصوص الروايات المتعلّقة بهذه الواقعة ، يظهر لنا أنّ جابر بن سمرة يبيّن لنا واقعة واحدة ، واحتمال تعدّد هذه الواقعة بعيد ؛ نظرا إلى الميزات الخاصّة في النصّ .

۳ . الاختلاف في نصوص الأحاديث

لقد روي نصّ حديث جابر بن سمرة بأشكال مختلفة ، فقد جاءت عبارة : «اثنا عشر خليفة» في غالبيّة الروايات ، وجاءت في صحيح البخاري عبارة : «اثنا عشر أميرا» ، وفي الروايات الاُخرى : «اثنا عشر إماما» و«اثنا عشر ملكا» و«اثنا عشر قيّما» ، وروي نصّ الحديث حسب بعض النقول :
لا يَزالُ أَمرُ النَّاسِ ماضيا ما وَليَهُم اثنا عَشَرَ رَجُلاً . ۳
إنّ جميع هذه الروايات تدلّ على أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله كان بصدد التعريف بخلفائه والقادة المستقبليّين للعالم الإسلامي ، وأنّ الراوي أو الرواة للحديث نقلوا كلام النبيّ صلى الله عليه و آله بالمعنى .
والملاحظة الملفتة للنظر هي أنّه صلى الله عليه و آله وبعد أن قدّم الأشخاص الاثني عشر

1.اُسد الغابة : ج ۵ ص ۶ .

2. . فيما ذكر في موضع آخر أنّ مكان صدوره منى . . مسند ابن حنبل : ج ۷ ص ۴۲۹ ح ۲۰۹۹۱ .

3.صحيح مسلم : ج ۳ ص ۱۴۵۲ ح ۶ ؛ الخصال : ص ۴۷۳ ح ۲۷ ، بحار الأنوار : ج ۳۶ ص ۲۳۹ ح ۳۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين، رضا برنجكار، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1386
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2112
صفحه از 481
پرینت  ارسال به