293
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع

حَقّا ، بِهِم أدفَعُ كُلَّ فِتنَةٍ عَمياءَ حِندِسٍ ، وبِهِم أكشِفُ الزَّلازِلَ ، وأدفَعُ الآصارَ ۱ وَالأَغلالَ ، اُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبِّهِم ورَحمَةٌ ، واُولئِكَ هُمُ المُهتَدونَ .
قالَ عَبدُ الرَّحمنِ بنُ سالِمٍ : قالَ أبو بَصيرٍ : لَو لَم تَسمَع في دَهرِكَ إلّا هذَا الحَديثَ لَكَفاكَ ، فَصُنهُ إلّا عَن أهلِهِ . ۲

ز ـ حَديثُ الخِضرِ

۳۷۰۵.الإمام الجواد عليه السلام :أقبَلَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ومَعَهُ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام ، وهُوَ مُتَّكِئٌ عَلى يَدِ سَلمانَ ، فَدَخَلَ المَسجِدَ الحَرامَ فَجَلَسَ ، إذ أقبَلَ رَجُلٌ حَسَنُ الهَيئَةِ وَاللِّباسِ ، فَسَلَّمَ عَلى أميرِ المُؤمِنينَ فَرَدَّ عَلَيهِ السَّلامَ فَجَلَسَ ، ثُمَّ قالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أسأَلُكَ عَن ثَلاثِ مَسائِلَ ، إن أخبَرتَني بِهِنَّ عَلِمتُ أنَّ القَومَ رَكِبوا مِن أمرِكَ ما قَضى عَلَيهِم ، وأن لَيسوا بمَأمونينَ في دُنياهُم وآخِرَتِهِم ، وإن تَكُنِ الاُخرى عَلِمتُ أنَّكَ وهُم شَرَعٌ سَواءٌ .
فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : سَلني عَمّا بَدا لَكَ ، قالَ : أخبِرني عَنِ الرَّجُلِ إذا نامَ أينَ تَذهَبُ روحُهُ ؟ وعَنِ الرَّجُلِ كَيفَ يَذكُرُ ويَنسى ؟ وعَنِ الرَّجُلِ كَيفَ يُشبِهُ وَلَدُهُ الأَعمامَ وَالأَخوالَ ؟
فَالتَفَتَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام إلى الحَسَنِ عليه السلام فَقالَ : يا أبا مُحَمَّدٍ أجِبهُ .
قالَ : فأَجابَهُ الحَسَنُ عليه السلام .
فَقالَ الرَّجُلُ : أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ولَم أزَل أشهَدُ بِها ، وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسولُ

1.الإصر : الإثم والعقوبة لِلَغوهِ وتضييعهِ عَملَه ، وأصلُه من الضيق والحبس (النهاية : ج۱ ص۵۲ «أصر») .

2.الكافي : ج ۱ ص ۵۲۷ ح ۳ ، الغيبة للطوسي : ص ۱۴۳ ح ۱۰۸ ، الأمالي للطوسي : ص ۲۹۱ ح ۵۶۶ ، الاحتجاج : ج ۱ ص ۱۶۲ ح ۳۳ كلّها عن أبي بصير ، تأويل الآيات الظاهرة : ج ۱ ص ۲۰۴ ح ۱۳ عن عبد اللّه بن سنان الأسدي نحوه ، بحار الأنوار : ج ۳۶ ص ۲۰۲ ح ۶ .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
292

بِعِترَتِهِ اُثيبُ واُعاقِبُ ، أوَّلُهُم عَلِيٌّ سَيِّدُ العابِدينَ وزَينُ أولِيائِيَ الماضينَ ، وَابنُهُ شِبهُ جَدِّهِ المَحمودِ مُحَمَّدٌ الباقِرُ عِلمي ، وَالمَعدِنُ لِحِكمَتي . سَيَهلِكُ المُرتابونَ في جَعفَرٍ ، الرادُّ عَلَيهِ كَالرّادِّ عَلَيَّ ، حَقَّ القَولُ مِنّي لاُكرِمَنَّ مَثوى جَعفَرٍ ، ولاُسِرَّنَّهُ في أشياعِهِ وأنصارِهِ وأوليائِهِ . اُتيحَت بَعدَهُ [ لِ ] ۱ موسى فِتنَةٌ عَمياءُ حِندِسٌ ۲ ، لِأَنَّ خَيطَ فَرضي لا يَنقَطِعُ ، وحُجَّتي لا تَخفى ، وأَنَّ أولِيائِيَ يُسقَونَ بِالكَأسِ الأَوفى ، مَن جَحَدَ واحِدا مِنهُم فَقَد جَحَدَ نِعمَتي ، ومَن غَيَّرَ آيَةً مِن كِتابي فَقَدِ افتَرى عَلَيَّ .
وَيلٌ لِلمُفتَرِينَ الجَاحِدينَ عِندَ انقِضاءِ مُدَّةِ موسى عَبدي وحَبيبي وخِيَرَتَي ، في عَلِيٍّ وَلِيّي وناصِري ومَن أضَعُ عَلَيهِ أعباءَ النُّبُوَّةِ ، وأَمتَحِنُهُ بِالاِضطِلاعِ بِها ، يَقتُلُهُ عِفريتٌ ۳ مُستَكبِرٌ ، يُدفَنُ فِي المَدينَةِ الَّتي بَناها العَبدُ الصَالِحُ ، إلى جَنبِ شَرِّ خَلقي ، حَقَّ القَولُ مِنّي لاُسِرَّنَهُ بِمُحَمَّدٍ ابنِهِ وخَليفَتِهِ مِن بَعدِهِ ، ووارِثِ عِلمِهِ ، فَهُوَ مَعدِنُ عِلمي ، ومَوضِعُ سِرّي ، وحُجَّتي عَلى خَلقي ، لا يُؤمِنُ عَبدٌ بِهِ إلّا جَعَلتُ الجَنَّةَ مَثواهُ ، وشَفَّعتُهُ في سَبعينَ مِن أهلِ بَيتِهِ ، كُلُّهُم قَدِ استَوجَبُوا النّارَ ، وأختِمُ بِالسَّعادَةِ لاِبنِهِ عَلِيٍّ وَلِيّي وناصِري وَالشّاهِدِ في خَلقي ، وأميني عَلى وَحيي ، اُخرِجُ مِنهُ الدّاعِيَ إلى سَبيلِي ، وَالخازِنَ لِعِلمي ، الحَسَنِ ، واُكمِلُ ذلِكَ بِابنِهِ م ح م د رَحمَةً لِلعالَمينَ ، عَلَيهِ كَمالُ موسى وبَهاءُ عيسى وصَبرُ أيّوبَ ، فَيُذَلُّ أولِيائي في زَمانِهِ ، وتُتَهادى رُؤوسُهُم كَما تُتَهادَى رُؤوسُ التُّركِ وَالدَّيلَمِ ، فَيُقتَلونَ ويُحرَقونَ ، ويَكونونَ خائِفينَ مَرعوبينَ وجِلينَ ، تُصبَغُ الأَرضُ بِدِمائِهِم ويَفشُو الوَيلُ وَالرَّنَّةُ ۴ في نِسائِهِم ، اُولئِكَ أولِيائي

1.الظاهر أنّ ما بين المعقوفين سقط من المصدر ، وأضفناها ليستقيم السّياق .

2.حِنْدِس : أي شديد الظُلمة (النهاية : ج ۱ ص ۴۵۰ «حندس») .

3.العِفريتُ : العارِمُ الخبيث (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۵۷۳ «عفر») .

4.الرَنَّةُ : الصيحة الحزينة (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۱۸۷ «رنن») .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين، رضا برنجكار، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1386
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2164
صفحه از 481
پرینت  ارسال به