وتَفَقَّد اُمورَ مَن لا يَصِلُ إلَيكَ مِنهُم مِمَّن تَقتَحِمُهُ العُيونُ ، وتُحَقِّرُهُ الرِّجالُ ؛ فَفَرِّغ لِاُولئِكَ ثِقَتَكَ مِن أهلِ الخَشيَةِ وَالتَّواضُعِ ، فَليَرفَع إلَيكَ اُمورَهُم ، ثُمَّ اعمَل فيهِم بِالإِعذارِ إلَى اللّهِ يَومَ تَلقاهُ ، فَإِنَّ هؤُلاءِ مِن بَينِ الرَّعِيَّةِ أحوَجُ إلَى الإِنصافِ مِن غَيرِهِم ، وكُلٌّ فَأَعذِر إلَى اللّهِ في تَأدِيَةِ حَقِّهِ إلَيهِ .
وتَعَهَّد أهلَ اليُتمِ وذَوِي الرِّقَّةِ فِي السِّنِّ مِمَّن لا حيلَةَ لَهُ ، ولا يَنصِبُ لِلمَسأَلَةِ نَفسَهُ ، وذلِكَ عَلَى الوُلاةِ ثَقيلٌ ، وَالحَقُّ كُلُّهُ ثَقيلٌ ؛ وقَد يُخَفِّفُهُ اللّهُ عَلى أقوامٍ طَلَبُوا العاقِبَةَ فَصَبَّروا أنفُسَهُم ، وَوَثَقوا بِصِدقِ مَوعودِ اللّهِ لَهُم. ۱
۳۵۳۲.الكافي عن حبيب بن أبي ثابت :جاءَ إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام عَسَلٌ وتينٌ مِن هَمَدانَ وحُلوانَ ، فَأَمَرَ العُرَفاءَ ۲ أن يَأتوا بِاليَتامى ، فَأَمكَنَهُم مِن رُؤوسِ الأَزقاقِ ۳ يَلعَقونَها وهُوَ يُقَسِّمُها لِلنّاسِ قَدَحا قَدَحا ، فَقيلَ لَهُ : يا أَميرَ المُؤمِنينَ ما لَهُم يَلعَقونَها ؟
فَقالَ : إنَّ الإِمامَ أبُو اليَتامى ، وإنّما ألعَقتُهُم هذا بِرِعايَةِ الآباءِ. ۴
ه ـ تَخصيصُ وَقتٍ لِذَوِي الحاجاتِ
۳۵۳۳.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن وَلِيَ مِن أمرِ المُسلِمينَ شَيئا ، لَم يَنظُرِ اللّهُ لَهُ في حاجَةٍ ، حَتّى يَنظُرَ في حاجاتِهِم ويُؤَدِّيَ إلَيهِم حُقوقَهُم. ۵
۳۵۳۴.الإمام الحسين عليه السلام :سَأَلتُ أبي عَن دُخولِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ : كانَ دُخولُهُ لِنَفسِهِ مَأذونا
1.نهج البلاغة : الكتاب ۵۳ ، تحف العقول : ص ۱۴۱ ، بحار الأنوار : ج ۳۳ ص ۶۹۷ ح ۷۴۴ .
2.العُرَفاء : جمع عريف ، وهو القيّم باُمور القبيلة أو الجماعة من الناس (النهاية : ج ۳ ص ۲۱۸ «عرف») .
3.الزِّقُّ : السِّقاء ، أو جلد يُجَزَّ ولا ينتف ، للشراب وغيره ، والجمع : أزقاق وزقاق (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۲۴۱ «زقق») .
4.الكافي : ج ۱ ص ۴۰۶ ح ۵ ، بحار الأنوار : ج ۲۷ ص ۲۴۷ ح ۷ .
5.تاريخ بغداد : ج ۶ ص ۷۶ الرقم ۳۱۱۲ عن ابن عبّاس ، المعجم الكبير : ج ۱۲ ص ۳۳۶ ح ۱۳۶۰۳ عن ابن عمر وليس فيه «ويؤدّي إليهم حقوقهم» ،كنز العمّال : ج ۶ ص ۲۵ ح ۱۴۶۸۸ .