233
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع

وتَفَقَّد اُمورَ مَن لا يَصِلُ إلَيكَ مِنهُم مِمَّن تَقتَحِمُهُ العُيونُ ، وتُحَقِّرُهُ الرِّجالُ ؛ فَفَرِّغ لِاُولئِكَ ثِقَتَكَ مِن أهلِ الخَشيَةِ وَالتَّواضُعِ ، فَليَرفَع إلَيكَ اُمورَهُم ، ثُمَّ اعمَل فيهِم بِالإِعذارِ إلَى اللّهِ يَومَ تَلقاهُ ، فَإِنَّ هؤُلاءِ مِن بَينِ الرَّعِيَّةِ أحوَجُ إلَى الإِنصافِ مِن غَيرِهِم ، وكُلٌّ فَأَعذِر إلَى اللّهِ في تَأدِيَةِ حَقِّهِ إلَيهِ .
وتَعَهَّد أهلَ اليُتمِ وذَوِي الرِّقَّةِ فِي السِّنِّ مِمَّن لا حيلَةَ لَهُ ، ولا يَنصِبُ لِلمَسأَلَةِ نَفسَهُ ، وذلِكَ عَلَى الوُلاةِ ثَقيلٌ ، وَالحَقُّ كُلُّهُ ثَقيلٌ ؛ وقَد يُخَفِّفُهُ اللّهُ عَلى أقوامٍ طَلَبُوا العاقِبَةَ فَصَبَّروا أنفُسَهُم ، وَوَثَقوا بِصِدقِ مَوعودِ اللّهِ لَهُم. ۱

۳۵۳۲.الكافي عن حبيب بن أبي ثابت :جاءَ إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام عَسَلٌ وتينٌ مِن هَمَدانَ وحُلوانَ ، فَأَمَرَ العُرَفاءَ ۲ أن يَأتوا بِاليَتامى ، فَأَمكَنَهُم مِن رُؤوسِ الأَزقاقِ ۳ يَلعَقونَها وهُوَ يُقَسِّمُها لِلنّاسِ قَدَحا قَدَحا ، فَقيلَ لَهُ : يا أَميرَ المُؤمِنينَ ما لَهُم يَلعَقونَها ؟
فَقالَ : إنَّ الإِمامَ أبُو اليَتامى ، وإنّما ألعَقتُهُم هذا بِرِعايَةِ الآباءِ. ۴

ه ـ تَخصيصُ وَقتٍ لِذَوِي الحاجاتِ

۳۵۳۳.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن وَلِيَ مِن أمرِ المُسلِمينَ شَيئا ، لَم يَنظُرِ اللّهُ لَهُ في حاجَةٍ ، حَتّى يَنظُرَ في حاجاتِهِم ويُؤَدِّيَ إلَيهِم حُقوقَهُم. ۵

۳۵۳۴.الإمام الحسين عليه السلام :سَأَلتُ أبي عَن دُخولِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ : كانَ دُخولُهُ لِنَفسِهِ مَأذونا

1.نهج البلاغة : الكتاب ۵۳ ، تحف العقول : ص ۱۴۱ ، بحار الأنوار : ج ۳۳ ص ۶۹۷ ح ۷۴۴ .

2.العُرَفاء : جمع عريف ، وهو القيّم باُمور القبيلة أو الجماعة من الناس (النهاية : ج ۳ ص ۲۱۸ «عرف») .

3.الزِّقُّ : السِّقاء ، أو جلد يُجَزَّ ولا ينتف ، للشراب وغيره ، والجمع : أزقاق وزقاق (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۲۴۱ «زقق») .

4.الكافي : ج ۱ ص ۴۰۶ ح ۵ ، بحار الأنوار : ج ۲۷ ص ۲۴۷ ح ۷ .

5.تاريخ بغداد : ج ۶ ص ۷۶ الرقم ۳۱۱۲ عن ابن عبّاس ، المعجم الكبير : ج ۱۲ ص ۳۳۶ ح ۱۳۶۰۳ عن ابن عمر وليس فيه «ويؤدّي إليهم حقوقهم» ،كنز العمّال : ج ۶ ص ۲۵ ح ۱۴۶۸۸ .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
232

الحِجابَ ۱ ، وَانصُرِ المَظلومَ ، وَرُدَّ الظّالِمَ. ۲

راجع : موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام : (القسم الخامس / الفصل السادس : السياسة الإجتماعية
/ الاتّصال المباشر بالناس) .

د ـ تَقديمُ المُستَضعَفينَ

۳۵۳۰.رسول اللّه صلى الله عليه و آله ـ مِن كَلامٍ قالَهُ لِعَلِيٍّ عليه السلام لَمَّا استَعمَلَهُ عَلَى اليَمَنِ ـ :قَدِّمِ الوَضيعَ قَبلَ الشَّريفِ ، وقَدِّمِ الضَّعيفَ قَبلَ القَوِيِّ. ۳

۳۵۳۱.الإمام عليّ عليه السلام ـ مِن عَهدِهِ الَّذي كَتَبَهُ لِلأَشتَرِ النَّخَعِيِّ لَمّا وَلّاهُ عَلى مِصرَ ـ :ثُمَّ اللّهَ اللّهَ فِي الطَّبَقَةِ السُّفلى مِنَ الَّذينَ لا حيلَةَ لَهُم ؛ مِنَ المَساكينِ وَالمُحتاجينَ وأَهلِ البُؤسى ۴
وَالزَّمنى ۵ ، فَإِنَّ في هذِهِ الطَّبَقَةِ قانِعا ومُعتَرّا ۶ ، وَاحفَظ للّهِِ ما استَحفَظَكَ مِن حَقِّهِ فيهِم ، وَاجعَل لَهُم قِسما مِن بَيتِ مالِكَ ، وقِسما مِن غَلّاتِ ۷ صَوافِي ۸ الإِسلامِ في كُلِّ بَلَدٍ ، فَإِنَّ لِلأَقصى مِنهُم مِثلَ الَّذي لِلأَدنى ، وكُلٌّ قَدِ استُرعيتَ حَقَّهُ ، ولا يَشغَلَنَّكَ عَنهُم بَطَرٌ ، فَإِنَّكَ لا تُعذَرُ بِتَضييعِكَ التّافِهَ لِاءِحكامِكَ الكَثيرَ المُهِمَّ ؛ فَلا تُشخِص هَمَّكَ عَنهُم ، ولا تُصَعِّر ۹ خَدَّكَ لَهُم.

1.الحِجابُ : السِّتْرُ ، وحجبه : مَنَعَهُ من الدخول (الصحاح : ج ۱ ص ۱۰۷ «حجب») .

2.الخصال : ص ۱۰۵ ح ۶۴ عن هشام بن معاذ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۲۰۸ ، بحار الأنوار : ج ۷۵ ص ۳۴۴ ح ۳۶ .

3.السنن الكبرى : ج ۱۰ ص ۲۲۷ ح ۲۰۴۵۲ ، تهذيب الكمال : ج ۱۵ ص ۲۴۱ الرقم ۳۳۹۶ كلاهما عن عبد اللّه ابن عبد العزيز العمري .

4.البُؤْسُ : الخُضوعُ والفَقْرُ (النهاية : ج ۱ ص ۸۹ «بأس») .

5.الزمانة : العاهة ، زَمِنَ زَمْنا والجمع زَمْنى (تاج العروس : ج ۱۸ ص ۲۶۳ «زمن») .

6.القانع : الذي يسألُ ، والمُعترُّ : الذي يتعرّض ولا يَسأل (تاج العروس : ج ۱۱ ص ۴۰۷ «قنع») .

7.الغَلّةُ : الدخل الذي يحصل من الزرع والثمر (النهاية : ج ۳ ص ۳۸۱ «غلل») .

8.الصوافي : الأملاك والأراضي التي جلا عنها أهلها ، أو ماتوا ولا وارث لها (النهاية : ج ۳ ص ۴۰ «صفا») .

9.صعّر خَدَّهُ : أي أمالَهُ من الكِبْر (الصحاح : ج ۲ ص ۷۱۲ «صعّر») .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين، رضا برنجكار، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1386
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2143
صفحه از 481
پرینت  ارسال به