197
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع

فارَقَهُ فَهالِكٌ .
الإِمامُ السَّحابُ الماطِرُ ، وَالغَيثُ الهاطِلُ ۱ ، وَالشَّمسُ المُضيئَةُ ، وَالسَّماءُ الظَّليلَةُ ، وَالأَرضُ البَسيطَةُ ، وَالعَينُ الغَزيرَةُ ، وَ الغَديرُ وَالرَّوضَةُ .
الإِمامُ الأَنيسُ الرَّفيقُ ، وَ الوالِدُ الشَّفيقُ ، وَالأَخُ الشَّقيقُ ، وَالاُمُّ البَرَّةُ بِالوَلَدِ الصَّغيرِ ، وَمَفزَعُ العِبادِ فِي الدَّاهِيَةِ ۲ النَّآدِ ۳ .
الإِمامُ أمينُ اللّهِ في خَلقِهِ ، وحُجَّتُهُ عَلى عِبادِهِ ، وخَليفَتُهُ في بِلادِهِ ، وَالدّاعي إلَى اللّهِ ، وَالذّابُّ عَن حُرَمِ اللّهِ .
الإِمامُ المُطَهَّرُ مِنَ الذُّنوبِ ، وَالمُبَرَّأُ عَنِ العُيوبِ ، المَخصوصُ بِالعِلمِ ، المَوسومُ بِالحِلمِ ، نِظامُ الدّينِ ، وعِزُّ المُسلِمينَ ، وغَيظُ المُنافِقينَ ، وبَوارُ الكافِرينَ .
الإِمامُ واحِدُ دَهرِهِ ، لا يُدانيهِ أحَدٌ ، ولا يُعادِلُهُ عالِمٌ ، ولا يُوجَدُ مِنهُ بَدَلٌ ، ولا لَهُ مَثَلٌ ولا نَظيرٌ ، مَخصوصٌ بِالفَضلِ كُلِّهِ مِن غَيرِ طَلَبٍ مِنهُ لَهُ ولَا اكتِسابٍ ، بَلِ اختِصاصٌ مِنَ المُفضِلِ الوَهّابِ .
فَمَن ذَا الَّذي يَبلُغُ مَعرِفَةَ الإِمامِ ، أو يُمكِنُهُ اختِيارُهُ ! هَيهاتَ هَيهاتَ ، ضَلَّتِ العُقولُ ، وتاهَت الحُلومُ ۴ ، وحارَتِ الأَلبابُ ۵ ، وخَسَأَتِ ۶ العُيونُ ، وتَصاغَرَتِ

1.الهَطْلُ : تتابع المطر وانسيابه (الصحاح : ج ۵ ص ۱۸۵۰ «هطل»).

2.الداهية : النائبة والنازلة ، والجمع : الدواهي (المصباح المنير : ص ۲۰۲ «دهى») .

3.النّآدُ : الداهية ، وداهية نآد : نُعِتَ به الداهية (لسان العرب : ج ۳ ص ۴۱۳ «نأد») .

4.الحِلْمُ : الأناة والعقلُ . . . وليس الحِلمُ في الحقيقة العقل ، لكن فسّروه بذلك لكونه من مسبّبات العقل (تاج العروس : ج ۱۶ ص ۱۶۷ «حلم») .

5.من المجاز : لُبُّ الرجل : ما جُعل في قلبه من العقل ؛ سمّي به لأنّه خلاصة الإنسان ، أو أنّه لا يُسَمّى ذلك إلّا خلُص من الهوى وشوائب الأوهام ، فعلى هذا هو أخصّ من العقل (تاج العروس : ج ۲ ص ۳۹۳ «لبب») .

6.خَسَأَ بَصَرُهُ : إذا كَلَّ وأعيا (لسان العرب : ج ۱ ص ۶۵ «خسأ») .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
196

وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَاللَّهُ وَلِىُّ الْمُؤْمِنِينَ» ۱ ، فَكانَت لَهُ خاصَّةً ، فَقَلَّدَها صلى الله عليه و آله عَلِيّا عليه السلام بِأَمرِ اللّهِ تَعالى عَلى رَسمِ ما فَرَضَ اللّهُ ، فَصارَت في ذُرِّيَّتِهِ الأَصفِياءِ الَّذينَ آتاهُمُ اللّهُ العِلمَ وَالإيمانَ ، بِقَولِهِ تَعالى : «وَ قَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ وَ الْاءِيمَـنَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِى كِتَـبِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ» ۲ ، فَهِيَ في وُلدِ عَلِيٍّ عليه السلام خاصَّةً إلى يَومِ القِيامَةِ ؛ إذ لا نَبِيَّ بَعدَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله .
فَمِن أينَ يَختارُ هؤُلاءِ الجُهّالُ ؟! إنَّ الإِمامَةَ هِيَ مَنزِلَةُ الأَنبِياءِ ، وإرثُ الأَوصِياءِ ، إنَّ الإِمامَةَ خِلافَةُ اللّهِ وخِلافَةُ الرَّسولِ صلى الله عليه و آله ، ومَقامُ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، وميراثُ الحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهماالسلام ، إنَّ الإِمامَةَ زِمامُ الدّينِ ، ونِظامُ المُسلِمينَ ، وصَلاحُ الدُّنيا وعِزُّ المُؤمِنينَ ، إنَّ الإِمامَةَ اُسُّ الإِسلامِ النّامي ، وفَرعُهُ السّامي ، بِالإِمامِ تَمامُ الصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَالصِّيامِ وَالحَجِّ وَالجِهادِ ، وتَوفيرِ الفَيءِ وَالصَّدَقاتِ ، وإمضاءِ الحُدودِ وَالأَحكامِ ، ومَنعِ الثُّغورِ وَالأَطرافِ .
الإِمامُ يُحِلُّ حَلالَ اللّهِ ، ويُحَرِّمُ حَرامَ اللّهِ ، ويُقيمُ حُدودَ اللّهِ ، ويَذُبُّ عَن دينِ اللّهِ ، ويَدعو إلى سَبيلِ رَبِّهِ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَالحُجَّةِ البالِغَةِ .
الإِمامُ كَالشَّمسِ الطَّالِعَةِ المُجَلِّلَةِ بِنورِها لِلعالَمِ ، وهِيَ فِي الاُفُقِ بِحَيثُ لا تَنالُهَا الأَيدي وَالأَبصارُ .
الإِمامُ البَدرُ المُنيرُ ، وَالسِّراجُ الزّاهِرُ ، وَالنّورُ السّاطِعُ ، وَالنَّجمُ الهادي في غَياهِبِ ۳ الدُّجى ۴ ، وأجوازِ البُلدانِ وَالقِفارِ ، ولُجَجِ البِحارِ .
الإِمامُ الماءُ العَذبُ عَلَى الظِّماءِ ، وَالدالُّ عَلَى الهُدى ، وَالمُنجي مِنَ الرَّدى .
الإِمامُ النّارُ عَلَى اليَفاعِ ۵ ، الحارُّ لِمَنِ اصطَلَى بِهِ ، وَالدّليلُ فِي المَهالِكِ ، مَن

1.آل عمران : ۶۸ .

2.الروم : ۵۶ .

3.الغَيْهَبُ : الظُّلمة (الصحاح : ج ۱ ص ۱۹۶ «غهب») .

4.دجا اللّيل : إذا تمّت ظُلمته (النهاية : ج ۲ ص ۱۰۲ «دجا») .

5.اليفاعُ : ما ارتفع من الأرض (الصحاح : ج ۳ ص ۱۳۱۰ «يفع») .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين، رضا برنجكار، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1386
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2603
صفحه از 481
پرینت  ارسال به