191
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع

جَمِيلاً * وَ ذَرْنِى وَ الْمُكَذِّبِينَ أُوْلِى النَّعْمَةِ» ۱ ، وقالَ تَبارَكَ وتَعالى : «ادْفَعْ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ» السَّيِّئَةَ «فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَدَ وَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ * وَ مَا يُلَقَّاهَا إِلَا الَّذِينَ صَبَرُواْ وَ مَايُلَقَّاهَا إِلَا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ» ۲ .
فَصَبَرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله حَتّى نالوهُ بِالعَظائِمِ ورَمَوهُ بِها ، فَضاقَ صَدرُهُ فَأَنزَلَ اللّهُ عز و جل : «وَ لَقَدْنَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ كُن مِّنَ السَّـجِدِينَ» ۳ ، ثُمَّ كَذَّبوهُ ورَمَوهُ ، فَحَزِنَ لِذلِكَ ، فَأَنزَلَ اللّهُ عز و جل : «قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِى يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَـكِنَّ الظَّــلِمِينَ بِـئايَـتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ * وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا» . ۴
فَأَلزَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله نَفسَهُ الصَّبرَ ، فَتَعَدَّوا فَذَكَرُوا اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى وكَذَّبوهُ ، فَقالَ : قَد صَبَرتُ في نَفسي وأهلي وعِرضي ولا صَبرَ لي عَلى ذِكرِ إلهي ، فَأَنزَلَ اللّهُ عز و جل «وَ لَقَدْخَلَقْنَا السَّمَـوَ تِ وَالْأَرْضَ وَ مَا بَيْنَهُمَا فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ وَ مَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ * فَاصْبِرْ عَلَى مَايَقُولُونَ» ۵ ، فَصَبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله في جَميعِ أحوالِهِ ، ثُمَّ بُشِّرَ في عِترَتِهِ بِالأَئِمَّةِ ووُصِفوا بِالصَّبرِ ، فَقالَ جَلَّ ثَناؤُهُ : «وَ جَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ وَ كَانُواْ بِـئايَـتِنَا يُوقِنُونَ» ۶ ، فَعِندَ ذلِكَ قالَ صلى الله عليه و آله : «الصَّبرُ مِنَ الإيمانِ كَالرَّأسِ مِنَ الجَسَدِ». ۷

۳۴۴۰.الإمام الصادق عليه السلام ـ في خُطبَةٍ لَهُ يَذكُرُ فيها حالَ الأَئِمَّةِ عليهم السلام وصِفاتِهِم ـ :إنَّ اللّهَ عز و جل

1.المزّمّل : ۱۰ و ۱۱ .

2.فصّلت : ۳۴ و ۳۵ .

3.الحِجر : ۹۷ و ۹۸ .

4.الأنعام : ۳۳ و ۳۴ .

5.ق : ۳۸ و ۳۹ .

6.السجدة : ۲۴ .

7.الكافي : ج ۲ ص ۸۸ ح ۳ ، تفسير القمّي : ج ۱ ص ۱۹۶ نحوه ، مشكاة الأنوار : ص ۵۷ ح ۶۲ و فيه صدره إلى «ورموه بها» ، بحار الأنوار : ج ۹ ص ۲۰۲ح ۶۶ .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
190

أشَدَّ النّاسِ تَواضُعاً للّهِِ جَلَّ ذِكرُهُ ، ويَكونُ آخَذَ النّاسِ بِما يُؤمَرُ بِهِ ، وأكَفَّ النّاسِ عَمّا يُنهى عَنهُ ، ويَكونُ دُعاؤُهُ مُستَجاباً ؛ حَتّى إِنَّهُ لَو دَعا عَلى صَخرَةٍ لَانشَقَّت بِنِصفَينِ .
ويَكونُ عِندَهُ سِلاحُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وسَيفُهُ ذُو الفَقارِ ، ويَكونُ عِندَهُ صَحيفَةٌ يَكونُ فيها أسماءُ شيعَتِهِ إلى يَومِ القِيامَةِ ، وصَحيفَةٌ فيها أسماءُ أعدائِهِ إلى يَومِ القِيامَةِ ، وتَكونُ عِندَهُ الجامِعَة ۱ ، وهِيَ صَحيفَةٌ طولُها سَبعونَ ذِراعاً ، فيها جَميعُ ما يَحتاجُ إلَيهِ وُلدُ آدَمَ ، ويَكونُ عِندَهُ الجَفرُ الأَكبَرُ وَالأَصغَرُ : إهابُ ۲ ماعِزٍ وإهابُ كَبشٍ ، فيهِما جَميعُ العُلومِ حَتّى أرشُ ۳ الخَدشِ ، وحَتّى الجَلدَةُ ونِصفُ الجَلدَةِ وثُلُثُ الجَلدَةِ ، ويَكونُ عِندَهُ مُصحَفُ فاطِمَةَ عليهاالسلام. ۴

۳۴۳۸.الإمام الصادق عليه السلام :عَشرُ خِصالٍ مِن صِفاتِ الإِمامِ : العِصمَةُ ، وَالنُّصوصُ ، وأن يَكونَ أعلَمَ النّاسِ ، وأتقاهُم للّهِِ ، وأعلَمَهُم بِكِتابِ اللّهِ ، وأن يَكونَ صاحِبَ الوَصِيَّةِ الظَّاهِرَةِ ، ويَكونَ لَهُ المُعجِزُ وَالدَّليلُ ، وتَنامُ عَينُهُ ولا يَنامُ قَلبُهُ ، ولا يَكونُ لَهُ فَيءٌ ، ويَرى مِن خَلفِهِ كَما يَرى مِن بَينِ يَدَيهِ. ۵

۳۴۳۹.الكافي عن حفص بن غياث :قالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : يا حَفصُ ، إنَّ مَن صَبَرَ صَبَرَ قَليلاً ، وإنَّ مَن جَزَعَ جَزَعَ قَليلاً . ثُمَّ قالَ : عَلَيكَ بِالصَّبرِ في جَميعِ اُمورِكَ ، فَإِنَّ اللّهَ عز و جلبَعَثَ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله فَأَمَرَهُ بِالصَّبرِ وَالرِّفقِ ، فَقالَ : «وَ اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَ اهْجُرْهُمْ هَجْرًا

1.الجفر والجامعة : كتابان لعليّ عليه السلام ، وقد ذكر فيهما . . . الحوادث التي تحدث إلى انقراض العالم ، وكان الأئمّة المعروفون من أولاده يعرفونهما ويحكمون بهما (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۲۹۸ «جفر»).

2.الإهابُ : الجِلْدُ قبل أن يدبغ ، وبعضهم يقول : الإهاب : الجلد (المصباح المنير : ص ۲۸ «أهب») .

3.أرش الجراحة : دِيَتُها (المصباح المنير : ص ۱۲ «أرش») .

4.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۴ ص ۴۱۸ ح ۵۹۱۴ ، الخصال : ص ۵۲۷ ح ۱ ، معاني الأخبار : ص ۱۰۲ ح ۴ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۲۱۳ ح ۱ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۴۴۸ ح ۳۱۱ كلّها عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، بحار الأنوار : ج ۲۵ ص ۱۱۶ ح ۱ .

5.الخصال : ص ۴۲۸ ح ۵ عن سليمان بن مهران ، بحار الأنوار : ج ۲۵ ص ۱۴۰ ح ۱۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين، رضا برنجكار، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1386
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2618
صفحه از 481
پرینت  ارسال به