179
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع

۳۴۰۲.الخصال عن محمّد بن أبي عمير :ما سَمِعتُ و لا استَفَدتُ مِن هِشامِ بنِ الحَكَمِ في طولِ صُحبَتي لَهُ شَيئا أحسَنَ مِن هذَا الكَلامِ في عِصمَةِ الإِمامِ ، فَإِنّي سَأَلتُهُ يَوما عَنِ الإِمامِ أهُوَ مَعصومٌ ؟ فَقالَ : نَعَم ، فَقُلتُ : فَما صِفَةُ العِصمَةِ فيهِ ؟ وبِأَيِّ شَيءٍ يُعرَفُ ؟
قالَ : إنَّ جَميعَ الذُّنوبِ لَها أربَعَةُ أوجُهٍ لا خامِسَ لَها : الحِرصُ ۱ وَالحَسَدُ وَالغَضَبُ وَالشَّهوَةُ ، فَهذِهِ مَنفِيَّةٌ عَنهُ .
لا يَجوزُ أن يَكونَ حَريصا عَلى هذِهِ الدُّنيا وهِيَ تَحتَ خاتَمِهِ ، لِأَنَّهُ خازِنُ المُسلِمينَ ، فَعَلى ماذا يَحرِصُ ؟!
ولا يَجوزُ أن يَكونَ حَسودا ، لِأَنَّ الإِنسانَ إنَّما يَحسِدُ مَن فَوقَهُ ولَيسَ فَوقَهُ أحَدٌ ، فَكَيفَ يَحسِدُ مَن هُوَ دونَهُ ؟!
و لا يَجوزُ أن يَغضَبَ لِشَيءٍ مِن اُمورِ الدُّنيا إلّا أن يَكونَ غَضَبُهُ للّهِِ عز و جل ، فَإِنَّ اللّهَ عز و جلقَد فَرَضَ عَلَيهِ إقامَةَ الحُدودِ ، وأَلّا تَأخُذَهُ فِي اللّهِ لَومَةُ لائِمٍ ، وَلا رَأفَةٌ في دينِهِ ، حَتّى يُقيمَ حُدودَ اللّهِ عز و جل .
ولا يَجوزُ لَهُ أن يَتَّبِعَ الشَّهواتِ ، ويُؤثِرَ الدُّنيا عَلَى الآخِرَةِ ؛ لِأَنَّ اللّهَ عز و جل حَبَّبَ إلَيهِ الآخِرَةَ كَما حَبَّبَ إلَينَا الدُّنيا ، فَهُوَ يَنظُرُ إلَى الآخِرَةِ كَما نَنظُرُ إلَى الدُّنيا ، فَهَل رَأَيتَ أحَدا تَرَكَ وَجها حَسَنا لِوَجهٍ قَبيحٍ ، وطَعاما طَيِّبا لِطَعامٍ مُرٍّ ، وثَوبا لَيِّنا لِثَوبٍ خَشِنٍ ، ونِعمَةً دائِمَةً باقِيَةً لِدُنيا زائِلَةٍ فانِيَةٍ ؟! ۲

1.الحِرْصُ : الجَشَعُ (الصحاح : ج ۳ ص ۱۰۳۲ «حرص») .

2.الخصال : ص ۲۱۵ ح ۳۶ ، معاني الأخبار :ص ۱۳۳ ح ۳ ، علل الشرايع : ص ۲۰۴ ح ۲ ، بحار الأنوار : ج ۲۵ ص ۱۹۲ ح ۱ .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
178

بِاللّهِ مِن جَميعِ مَحارِمِ اللّهِ ، وقالَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى : «وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِىَ إِلَى صِرَ طٍ مُّسْتَقِيمٍ» ۱ . ۲

۳۳۹۹.الإمام الصادق عليه السلام :لا يَفرِضُ اللّهُ عز و جل عَلى عِبادِهِ طاعَةَ مَن يَعلَمُ أنَّهُ يُغويهِم ويُضِلُّهُم ، ولا يَختارُ لِرِسالَتِهِ ولا يَصطَفي مِن عِبادِهِ مَن يَعلَمُ أنَّهُ يَكفُرُ بِهِ ويَعبُدُ الشَّيطانَ دونَهُ ، ولا يَتَّخِذُ عَلى خَلقِهِ حُجَّةً إلّا مَعصوما. ۳

۳۴۰۰.عنه عليه السلام ـ في خُطبَةٍ لَهُ يَذكُرُ فيها صِفاتِ الإِمامِ ـ:لَم يَزَل مَرعِيّا بِعَينِ اللّهِ ، يَحفَظُهُ ويَكلَؤُهُ بِسِترِهِ ، مَطرودا عَنهُ حَبائِلُ ۴ إبليسَ وجُنودِهِ ، مَدفوعاعَنهُ وُقوبُ الغَواسِقِ ۵ ونُفوثُ ۶ كُلِّ فاسِقٍ ، مَصروفا عَنهُ قَوارِفُ ۷ السّوءِ ، مُبَرَّأً مِنَ العاهاتِ ، مَحجوبا عَنِ الآفاتِ ، مَعصوما مِنَ الزَّلّاتِ ، مَصونا عَنِ الفَواحِشِ كُلِّها ، مَعروفا بِالحِلمِ وَالبِرِّ في يَفاعِهِ ۸ ، مَنسوبا إلَى العَفافِ وَالعِلمِ وَالفَضلِ عِندَ انتِهائِهِ. ۹

۳۴۰۱.الإمام الرضا عليه السلام :الإِمامُ : المُطَهَّرُ مِنَ الذُّنوبِ ، وَالمُبَرَّأُ عَنِ العُيوبِ ، المَخصوصُ بِالعِلمِ ، المَوسومُ بِالحِلمِ ، نِظامُ الدّينِ ، وعِزُّ المُسلِمينَ ، وغَيظُ المُنافِقينَ ، وبَوارُ الكافِرينَ. ۱۰

1.آل عمران : ۱۰۱ .

2.معاني الأخبار : ص ۱۳۲ ح ۲ ، بحار الأنوار : ج ۲۵ ص ۱۹۴ ح ۶ .

3.التوحيد : ص ۴۰۷ ح ۵ ، الخصال : ص ۶۰۸ ح ۹ كلاهما عن الأعمش ، بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۲۲۷ ح ۱ .

4.حبائل الشيطان : مصائده (النهاية : ج ۱ ص ۳۳۳ «حبل») .

5.الغاسقُ إذا وقب : أي الليل إذا دخل وأقبل بظلامه (النهاية : ج ۵ ص ۲۱۲ «وقب») .

6.النَّفْثُ : وهو شبيه بالنفخ وهو أقلّ من التفل (النهاية : ج ۵ ص ۸۸ «نفث») .

7.قَرَفَ الذَّنْبَ واقترفه : إذا عمله (النهاية : ج ۴ ص ۴۵ «قرف») .

8.أيفَعَ الغلامُ فهو يافع : إذا شارفَ الاحتلام ولمّا يحتلم . واليَفاع : اليافِع (اُنظر النهاية : ج ۵ ص ۲۹۹ «يفع») .

9.الكافي : ج ۱ ص ۲۰۴ ح ۲ ، الغيبة للنعماني : ص ۲۲۶ ح ۷ وليس فيه صدره إلى «وجنوده» وكلاهما عن إسحاق بن غالب ، بحار الأنوار : ج ۲۵ ص۱۵۲ ح ۲۵ .

10.الكافي : ج ۱ ص ۲۰۰ ح ۱ ، معاني الأخبار : ص ۹۸ ح ۲ ، الأمالي للصدوق : ص ۷۷۶ ح ۱۰۴۹ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۴۴۳ ح ۳۱۰ كلّها عن عبد العزيزبن مسلم ، بحار الأنوار : ج ۲۵ ص ۱۲۴ ح ۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين، رضا برنجكار، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1386
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2551
صفحه از 481
پرینت  ارسال به