171
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع

به .
وأمّا الروايات الدالّة على عدم معرفة زرارة بإمامة الإمام الكاظم عليه السلام عند موته ۱ . فتوجد في هذا المجال بعض الملاحظات نعرضها فيما يلي :
۱ . إنّ أكثر هذه الروايات لا تتمتع بأسانيد صحيحة ۲ ، نعم هناك روايتان منها تتمتعان بسند صحيح ، إلّا أنهما تدلّان على إرسال زرارة شخصا إلى المدينة للفحص عن خليفة الإمام الصادق عليه السلام ، وقد رحل عن هذه الدنيا مع إيمانه الإجمالي بإمامة الإمام الكاظم عليه السلام . ۳
۲ . مع أخذ الخناق السياسي الحاكم في تلك الفترة بنظر الاعتبار ۴ ، فإنّ المصالح السياسية توجب عدم إعلان زرارة وإفصاحه عن إمامة الإمام الكاظم عليه السلام ، ولهذا فإنّ هدف زرارة من بعث ولده إلى المدينة هو معرفة وظيفته العملية ، وهل يجوز له أن يعمل شيئا يخالف المصالح السياسية ، أم لا ؟ وهذا ما صرح به الإمام الرضا عليه السلام في جواب سؤال إبراهيم بن محمّد الهمداني عندما سأله قائلاً :
يَابنَ رَسولِ اللّهِ أخبِرني عَن زُرارَةَ هَل كانَ يَعرِفُ حَقَّ أبيكَ عليه السلام ؟ فَقالَ : نَعَم . فَقُلتُ لَهُ : فَلِمَ بَعَثَ ابنَهُ عُبَيدا لِيَتَعَرَّفَ الخَبَرَ إلى مَن أوصَى الصّادِقُ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ عليه السلام ؟ فَقالَ : إنَّ زُرارَةَ كانَ يَعرِفُ أمرَ أبي عليه السلام ونَصَّ أبيهِ عَلَيهِ ، وإنَّما بَعَثَ ابنَهُ لِيَتَعَرَّفَ مِن أبي عليه السلام هَل يَجوزُ لَهُ أن يَرفَعَ التَّقِيَّةَ في إظهارِ أمرِهِ ونَصَّ أبيهِ عَلَيهِ ، وأنَّهُ لَمّا أبطَأَ عَنهُ ابنُهُ طولِبَ بِإِظهارِ قَولِهِ في أبي عليه السلام ، فَلَم يُحِبَّ أن يَقدَمَ عَلى ذلِكَ دونَ أمرِهِ ،

1.راجع : ص ۱۶۸ ح ۳۳۸۴ و رجال الكشّي : ج ۱ ص ۳۷۱ ـ ۳۷۳ الأرقام ۲۱ ـ ۲۶ و كمال الدين : ص ۷۵ .

2.معجم رجال الحديث : ج ۸ ص ۲۳۷ ـ ۲۳۹ .

3.رجال الكشّي : ص ۳۷۲ الرقم ۲۵۴ و الرقم ۲۵۵ وقد مرّت الاُولى منهما في ص ۱۶۸ ح ۳۳۸۴ .

4.لصيانة الإمام السابع (الكاظم عليه السلام ) عن الأخطار الاحتماليّة فقد اتّبع الإمام الصادق عليه السلام اُسلوب التغطية وذلك بأن ذكر خمسة أشخاص بعنوان أنّهم أوصياؤه ، أحدهم المنصور الدوانيقي ، وبذلك اُفشل خطّة المنصور لقتل الإمام السابع عليه السلام (الكافي : ج۱ ص ۳۱۰ ح ۱۳ و ۱۴ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۳ ص ۴۳۴) .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
170

عيسى بن عبد اللّه :
تَقولُ : اللّهمّ إنّي أتَوَلّى مَن بَقِيَ مِن حُجَجِكَ مِن وُلدِ الإِمامِ الماضي . ۱

۳ . العمل بالكتاب والسنّة

الواجب على كلّ مسلم لا يتمكن من لقاء الإمام هو العمل بالكتاب وسنّة النبيّ صلى الله عليه و آله ۲ ، كما ورد الحثّ على ذلك في أغلب الأحاديث الواردة في هذا الباب :
يَتَمَسَّكونَ بِالأَمرِ الَّذي هُم عَلَيهِ حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُم . ۳
بناءً على هذا ، فإنّ من الواجب على كلّ مسلم في عصر غيبة الإمام ـ صاحب الأمر عجّل اللّه فرجه الشريف ـ يتعذّر عليه الوصول إليه وامتثال أوامره أن يسعى ـ طبقا لماورد من الروايات في وجوب معرفة الإمام ـ لتحصيل المعرفة به والاعتقاد بإمامته أوّلاً ، والعمل بواجباته الفرديّة والاجتماعيّة وفق ما ورد في الكتاب والسنّة ووصايا الأئمّة الماضين ۴ إما اجتهادا أو تقليدا أو احتياطا ، كما نصّت عليه أحاديث هذا الباب ثانيا .
على هذا الأساس فإنّ المقصود بالروايات الدالّة على أنّ الحجّة لا تقومُ للّه عز و جل على خلقه إلّا بإمامٍ حتّى يُعرَف ۵ ، هو أنّ شرط الحجّية التنجيزيّة لأوامر الإمام ووجوب طاعته منوط بمعرفته ، فلو لم يقصّر الإنسان في معرفة الإمام واستنفد قدراته لمعرفته ، كان معذورا . وهذا لا يعني بالطبع نفي الحجّية عن أوامر الأئمّة السابقين ، أو عدم السعي لمعرفة الإمام اللاحق ، ولزوم تحصيل الاعتقاد الإجمالي

1.راجع : ص ۱۶۷ ح ۳۳۸۳ .

2.من الواضح إنّ تعاليم أهل البيت عليهم السلام ليست هي إلّا تفسيرا وتبيانا لكتاب اللّه وسنّة رسوله صلى الله عليه و آله .

3.راجع : ص ۱۶۶ ح ۳۳۷۷ .

4.راجع : ص ۱۶۶ ح ۳۳۷۸ .

5.راجع : الكافي : ج ۱ ص ۱۷۷ ح ۱ وبحار الأنوار : ج ۴۹ ص ۲۶۷ ح ۸ وراجع أيضا : الاختصاص : ص ۲۶۸ وبحار الأنوار : ج ۲۳ ص ۲ ح ۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين، رضا برنجكار، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1386
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2394
صفحه از 481
پرینت  ارسال به