دِراسَةٌ حَولَ حُكمِ مَن تَعَسَّرَ أو تَعَذَّرَ عَلَيهِ مَعرِفَتُه الإِمامِ
موضوع المسألة التي تناولتها الأحاديث السابقة هو بيان تكليف من يؤمن بإمامة أهل البيت عليهم السلام وولايتهم ، ولكن بعد وفاة الإمام يتعسَّر أو يتعذّر عليه معرفة الإمام اللاحق والامتثال لأوامره .
في ضوء الأحاديث الواردة في هذا الباب فإنّ الواجب يتعيّن على أتباع أهل البيت عليهم السلام في مثل هذا الظرف اُمور ثلاثة :
۱ . السعي للتعرّف على الإمام اللاحق
هذا الواجب إنّما هو فيما لو كان الإمام اللاحق حاضرا ، ولكنّه مجهول بسبب ظروف سياسيّة أو غيرها . فيجب هنا بذل الجهد لمعرفة الإمام اللاحق ، كما فعل ذلك زرارة عندما بعث ابنه للتعرّف على الإمام بعد الإمام الصادق عليه السلام ۱ .
۲ . الاعتقاد الإجمالي بإمامة الإمام
إنّ المعرفة الإجمالية بالإمام اللاحق تكفي في حال تعذّر المعرفة التفصيليّة به لأيّ سبب كان ، سواء كان الإمام حاضرا وتطلّبت معرفته وقتا من أجل تحصيلها ، أو كان غائبا ولم يمكن الوصول إليه ، وقد وردت الإشارة إلى هذا المعنى في رواية