151
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع

الفصل الخامس : معرفةُ الإمام

۵ / ۱

وُجوبُ مَعرِفَةِ أَئِمَّةِ الهُدى

الكتاب

«يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاس بِإِمَـمِهِمْ فَمَنْ أُوتِىَ كِتَـبَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَـبَهُمْ وَ لَا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً» . ۱

الحديث

۳۳۳۶.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ العَبدَ لا تَزولُ قَدَماهُ يَومَ القِيامَةِ حَتّى يُسأَلَ عَن عُمُرِهِ فيما أفناهُ ، وعَن شَبابِهِ فيما أبلاهُ ، وعَن مالِهِ مِمَّا اكتَسَبَهُ وفيما أنفَقَهُ ، وعَن إمامِهِ مَن هُوَ ؟ قالَ اللّهُ عز و جل : «يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاس بِإِمَـمِهِمْ» إلى آخِرِ الآيَةِ. ۲

۳۳۳۷.عنه صلى الله عليه و آله ـ في قَولِهِ عز و جل : «يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاس بِإِمَـمِهِمْ» ـ : يُدعى كُلُّ قَومٍ بِإِمامِ زَمانِهِم ، وكِتابِ رَبِّهِم ، وسُنَّةِ نَبِيِّهِم. ۳

1.الإسراء : ۷۱ .

2.تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۹۰ .

3.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۳۳ ح ۶۱ ، صحيفة الإمام الرضا عليه السلام : ص ۹۸ ح ۳۵ ، العمدة : ص ۳۵۲ ح ۶۷۷ كلّها عن أحمد بن عامر الطائي عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۲۴ ص ۲۶۴ ح ۲۴ ؛ الفردوس : ج ۵ ص ۵۲۸ ح ۸۹۸۲ عن الإمام علي عليه السلام عنه صلى الله عليه و آله .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
150

۳ ـ الحكمة التكوينيّة

يضطلع الإمام المعصوم ـ باعتباره الفرد الأكمل بشريّا على مرّ التأريخ ـ إضافة إلى زعامته السياسيّة والفكريّة ، بدورين أساسيّين في باطن عالم التكوين، وهو ما نعبّر عنه بالفلسفة أو الحكمة التكوينيّة للإمامة:

الأَوَّلُ : الهِدايَةُ الباطِنِيَّةُ لِلنُّفوسِ المُستَعِدَّة

إنّ الهداية الباطنية لا تتأتّى إلّا من قِبَل من تكون له الولاية التكوينيّة، والولاية التكوينيّة قدرة معنويّة يحصل عليها الإنسان عن طريق العمل بالأحكام الإلهيّة ، وينال الإنسان في أعلى مراتب الولاية التكوينيّة أعلى مراتب الإمامة التي تمثّل منزلة الإنسان الكامل.
إنّ الإمام وهو في موقع الولاية التكوينيّة شمس أكثر إشراقا وسطوعا من الشمس المحسوسة على باطن العالم غير المرئي وعلى ملكوت السماوات والأرضين ، وضمائر النفوس الصالحة، فيصل المؤمنون حقّا بإذن اللّه تعالى وببركة نور الإمام ، إلى المقصد الأعلى والغاية القصوى للإنسانيّة. ۱

الثّاني : قِوامُ عالَمِ الوُجودِ مَعنَوِيّا

تمثّل الولاية التكوينيّة للإمام الركن المعنويّ لعالم الوجود، فنظام الطبيعة منوط في استمراره وبقائه بالوجود المادّي للإنسان الكامل، فلولاه لساخت الأرض وانهدّت السماء.
إنّ المجتمع البشريّ بحسب روايات أهل البيت عليهم السلام ، وإن بدا في عصر الغيبة محروما من نعمة الزعامة السياسيّة والفكريّة للإمام المعصوم ، ولكنّه ينتفع بهدايته الباطنيّة وولايته التكوينيّة. ۲

1.راجع: القيادة في الإسلام : ص ۷۳ (القيادة الباطنيّة) .

2.راجع : ص ۱۳۹ (الحكمة التكوينيّة) .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين، رضا برنجكار، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1386
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2209
صفحه از 481
پرینت  ارسال به