123
موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع

ولَم يَكُن فِي الأَرضِ نَبِيٌّ ولا رَسولٌ ولا عالِمٌ ، فَبَعَثَ اللّهُ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله بَشيرا ونَذيرا وداعِيا إلَيهِ (إلَى اللّهِ خ . ل) . ۱
وردّ العلّامة المجلسي على المدلول الظاهري لهذه الرواية ، وقال :
لعلّ المراد عدم الحجّة والعالم الظاهرين ، لتظافر الأخبار بعدم خلو الأرض من حجّة قطّ . ۲
ولنفترض أنّنا لم نقبل بهذا التبرير للرواية ، فإنّ انتسابها إلى الامام عليه السلام غير ثابت ، ـ وهو كتاب الاُصول الستّة عشر ـ ليس هناك دليل على رجوعه إلى مؤلفيه . إضافة لذلك ، فإنّ راويها وهو «زيد النرسي» ، لم يوثّق في الكتب الرجاليّة . بل حتّى لو افترضنا قبول سند الرواية ، يبقى نصّها معارضا للأحاديث الصحيحة المشهورة المقبولة .
۲ . الرواية التي تنيط بقاء الأرض بوجود إمام ظاهر .
لقد جاء بصراحة في كثير من الروايات التي ذكرت ۳ أو ستذكر ۴ ، أن بقاء كيان الأرض منوط بوجود إمام ظاهر أو باطن ، وفي أحاديث معدودة لم ترد عبارة «أو باطن» . نصّ الحديث كما يلي : حدّثنا محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب والحجّال عن العلا عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام ، قال :
لا تَبقَى الأَرضُ بِغَيرِ إمامٍ ظاهرٍ . ۵
هل يتعارض مدلول هذه الرواية مع ملاحظة صحّة سندها ، يتعارض مع باقي

1.الاُصول الستّة عشر : ص ۱۹۷ ح ۱۶۹ ، بحار الأنوار : ج۴ ص۱۲۲ ح۶۸ .

2.بحار الانوار : ج ۴ ص ۱۲۲ .

3.راجع : ص ۱۱۲ ح ۳۲۵۱ و ۳۲۵۲ .

4.راجع : ص ۱۳۹ (الحكمة التكوينية) .

5.بصائر الدرجات : ص ۴۸۶ ح ۱۴ .


موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
122

الرسل» ۱ ، وآخرهم قبل بعثة الرسول صلى الله عليه و آله كان خالد بن سنان العبسي ۲ ، الذي التقى الرسول صلى الله عليه و آله بابنته . وقد ورد في رواية عن الإمام الصادق أنّه قال :
... إنَّهُ كانَ بَينَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وعيسى عليه السلام ولَم يَكُن بَينَهُما فَترَةٌ . ۳
إذا لا يتنافي زمن «فترة الرسل» واستمرار الإمامة والهداية الباطنية الإلهية بواسطة الإمام الغائب أو الظاهر الذي لا يستطيع الناس الوصول إليه . كما أنّ بعض الروايات سمّت الفترة بين وفاة إمام وتثبيت إمامة الآخر بعهد الفترة . ۴ وقد سمّى الإمام الصادق عليه السلام زمن غيبة إمام العصر (عجّل اللّه فرجه) بزمن «فترة الأئمّة» :
... الَّذي يَملَؤُها عَدلاً كَما مُلِئَت ظُلماً وجَورا ، لَعَلى فَترَةٍ مِنَ الأَئِمَّةِ يَأتي كَما أنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله بَعَثَ عَلى فَترَةٍ مِنَ الرُّسُلِ . ۵
تنويه : قد وردت رواية عن الإمام الصادق عليه السلام ، ظاهرها ينفي وجود أيّ حجّة في زمن الفترة ، ونصّ هذه الرواية هو كما يلي :
زيد عن محمّد بن عليّ الحلبي عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال : قُلتُ لَهُ : كانَتِ الدُّنيا قَطُّ مُنذُ كانَت ولَيسَ فِي الأَرضِ حُجَّةٌ؟ قالَ : قَد كانَتِ الأَرضُ ولَيسَ فيها رَسولٌ ولا نَبِيٌّ ولا حُجَّةٌ وذلِكَ بَينَ آدَمَ ونوحٍ فِي الفَترَةِ ، ولَو سَأَلتَ هؤُلاءِ عَن هذا لَقالوا : لَن تَخلُوَ الأَرضُ مِن الحُجَّةِ وكذبوا . إنَّما ذلِكَ شَيءٌ بَدا للّهِِ عَزَّ وجَلَّ فيهِ « فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ » وقَد كانَ بَينَ عيسى ومُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله فَترَةٌ مِنَ الزَّمانِ

1.راجع كمال الدين : ص ۱۶۱ ح ۱۹ و ۲۰ وبحار الأنوار : ج ۱۴ ص ۳۴۷ ح ۵۰۶ .

2.وقد ورد في بعض الروايات أنّه لم يكن نبيّا، لكن المجلسي قدس سره يقول: «الأخبار الدالّة على نبوّته أقوى و أكثر (بحار الأنوار : ج ۱۴ ص ۴۵۱)» .

3.قصص الأنبياء للراوندي: ص ۲۷۷ ح ۳۳۴ ، بحار الأنوار : ج ۱۴ ص ۴۵۰ ح ۲ .

4.الغيبة للنعماني : ص ۱۵۸ ح ۲ ، بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۱۳۲ ح ۳۷ .

5.الغيبة للنعماني : ص ۱۸۶ ح ۳۸ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۹ ح ۱۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة ميزان الحکمة - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين، رضا برنجكار، سيد محمّد كاظم الطّباطبائي
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1386
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2439
صفحه از 481
پرینت  ارسال به