ولَم يَكُن فِي الأَرضِ نَبِيٌّ ولا رَسولٌ ولا عالِمٌ ، فَبَعَثَ اللّهُ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله بَشيرا ونَذيرا وداعِيا إلَيهِ (إلَى اللّهِ خ . ل) . ۱
وردّ العلّامة المجلسي على المدلول الظاهري لهذه الرواية ، وقال :
لعلّ المراد عدم الحجّة والعالم الظاهرين ، لتظافر الأخبار بعدم خلو الأرض من حجّة قطّ . ۲
ولنفترض أنّنا لم نقبل بهذا التبرير للرواية ، فإنّ انتسابها إلى الامام عليه السلام غير ثابت ، ـ وهو كتاب الاُصول الستّة عشر ـ ليس هناك دليل على رجوعه إلى مؤلفيه . إضافة لذلك ، فإنّ راويها وهو «زيد النرسي» ، لم يوثّق في الكتب الرجاليّة . بل حتّى لو افترضنا قبول سند الرواية ، يبقى نصّها معارضا للأحاديث الصحيحة المشهورة المقبولة .
۲ . الرواية التي تنيط بقاء الأرض بوجود إمام ظاهر .
لقد جاء بصراحة في كثير من الروايات التي ذكرت ۳ أو ستذكر ۴ ، أن بقاء كيان الأرض منوط بوجود إمام ظاهر أو باطن ، وفي أحاديث معدودة لم ترد عبارة «أو باطن» . نصّ الحديث كما يلي : حدّثنا محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب والحجّال عن العلا عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام ، قال :
لا تَبقَى الأَرضُ بِغَيرِ إمامٍ ظاهرٍ . ۵
هل يتعارض مدلول هذه الرواية مع ملاحظة صحّة سندها ، يتعارض مع باقي
1.الاُصول الستّة عشر : ص ۱۹۷ ح ۱۶۹ ، بحار الأنوار : ج۴ ص۱۲۲ ح۶۸ .
2.بحار الانوار : ج ۴ ص ۱۲۲ .
3.راجع : ص ۱۱۲ ح ۳۲۵۱ و ۳۲۵۲ .
4.راجع : ص ۱۳۹ (الحكمة التكوينية) .
5.بصائر الدرجات : ص ۴۸۶ ح ۱۴ .