الإلهية في كافّة الأزمان ، والأحاديث التي سننقلها في الفصل الرابع حول دور الإمام الغائب في نظام الخلق ، وحديث الثقلين ۱ يوصلنا إلى النقاط التالية :
۱ . المقصود من «الإمام» أو «الحجّة» أو «العالم» في كافة الروايات المذكورة آنفا هو «الهادي» المذكور في الآية السابعة من سورة الرعد ، وفي الحقيقة إنّ هذه الروايات تفسّر الآية المذكورة والآيات المشابهة لها ، وكلّ من هذه الأسماء يشير إلى صفة من صفات الهادي والمرشد الإلهي في كلّ زمان .
۲ . يشمل لفظ الهداة من قبل اللّه ، الذين وجب وجودهم واحدا تلو الآخر في كافة الأزمان ، الأنبياء وخلفاءهم .
۳ . الهداة بعد خاتم الأنبياء صلى الله عليه و آله إلى يوم القيامة هم أهل بيته . ويدلّ على هذا المعنى ، إضافة إلى أحاديث هذا الفصل ، أحاديث الفصل الثاني والثالث والرابع أيضا .
۴ . من الممكن أن يغيب الهادي في مقاطع من التاريخ لأسباب ما ، وفي هذه الحالة يتمتّع الناس من بركاته التكوينية حتّى ظهوره ، وإن حرموا من بعض منافع وجوده .
نقد الأدلّة التي تنفي استمرار الإمامة
بناء على النقاط المذكورة والتي استقيناها من الأحاديث الصحيحة المؤيَّدة بالقرآن الكريم ، فقد امتدّت الإمامة والهداية الإلهية لتشمل كافّة الأزمان ، ولم تخل الأرض قط من الحجّة الإلهية . لكن هناك نصوص اُخرى قبال الآيات والأحاديث التي تدلّ على هذا المعنى ، والتي تشير حسب الظاهر إلى عدم استمرار الإمامة والهداية في كافّة الأزمنة ، ومن الضروري طرحها هنا ومناقشتها .
۱ . ما يدلّ على فترة الانقطاع والفتور