79
الشريف المرتضى و المعتزلة

المناعي: تعرّضت المؤلّفة في هذا الكتاب - وهو رسالتها للدكتوراه من جامعة الأزهر- لدراسة تأثّر الشيعة الإمامية بالمعتزلة بصورة عامّة، لكنّها اهتمّت بالبحث عن المرتضى في ضمن الكثير من أبحاثها، وقد توصّلت في خاتمة دراستها المفصّلة إلى نتائج، منها تأثّر المرتضى بمعتزلة البصرة وعلى رأسهم القاضي عبد الجبّار. وأكّدت على أنّ الالتقاء بين المرتضى وبين المعتزلة في مجال النظر العقلي كان التقاءً قويّاً. وأشارت إلى أنّ المرتضى كان شديد التمسّك بآراء البصريين من المعتزلة، لدرجة أنّه كان يردّ كثيراً مما ذهب إليه شيخه المفيد من أقوال معتزلة بغداد. لكنّها نوّهت في النهاية إلى أنّ هذا التقارب لم يمسّ الصفة الرئيسية عند المرتضى وهي اتّجاهه الإمامي؛ وذلك بالنظر إلى ما تميّزت به المدرسة الإمامية من خطّ فاصل وحاسم بينها وبين المعتزلة وهو أصل الإمامة، وهذا الأصل قد أدّى به إلى إنكار أصل المنزلة بين المنزلتين، ووجوب الوعيد عند المعتزلة۱.

۴. تأثير المعتزلة في الخوارج والشيعة، أسبابه ومظاهره، لعبد اللّطيف عبد القادر الحفظي: وهو رسالة ماجستير قدّمت لجامعة محمّد بن سعود الإسلامية، سنة ۱۴۱۹ه‍ . وقد حاول الكاتب أن يثبت تأثّر الإمامية - الذين خصّص لهم البحث الأخير من كتابه - بالمعتزلة في مجال التوحيد والعدل. وقد اعتمد في إثبات هذا التأثّر على دليلين: الأوّل: أقوال مؤلّفي كتب الفرق والمقالات. والثاني: ظهور عقائد عند الإمامية لم تكن معروفة لديهم في عصر الأئمّة علیهم السّلام، كنفي التشبيه ونفي القول بالقدر۲. وبما أنّه اعتبر تأثّر الإمامية بالمعتزلة أمراً مسلّماً وأصلاً موضوعياً، لذلك حاول البحث عن أسباب ذلك وعوامله. وقد اعتمد أسلوباً فيه نوع من العدائية والغلظة والتحيّز، كأيّ كاتب سلفي آخر، فقد عوّدَنا الكتّاب السلفيون على هذا النوع من الأدبيات الجافّة والفجّة.

۵. الصلة الفكرية بين التشيّع والاعتزال، للدكتور عرفان عبد الحميد: أشارت

1.. المناعي، أصول العقيدة بين المعتزلة والشيعة الإمامية، ص۴۴۹.

2.. الحفظي، تأثير المعتزلة في الخوارج والشيعة، ص۴۶۲.


الشريف المرتضى و المعتزلة
78

الكتاب من الأبحاث الرائدة في مجالها، فهو من أوّل الكتابات التي حاولت التعرّض إلى موضوع تأثّر الإمامية بالمعتزلة، وسعت إلى نفي هذا التأثّر بقدر المستطاع. وقد خصّص المؤلّف الفصل الخامس من كتابه لدراسة مقارنة لأكثر المسائل الكلامية التي اختلفت فيها آراء الإمامية والمعتزلة، وحاول الوصول إلى هذه النتيجة، وهي أنّ الإمامية أبعدُ الفِرق عن الاعتزال۱. والملاحَظ أنّ هذا الكتاب قد طبع منذ فترة بعيدة، أي قبل طباعة كتب «الذخيرة»، و«الملخّص» للمرتضى، والتي لو كان المؤلّف قد اطّلع عليها لتغيّرت بعض آرائه.

۲. دراسة تحت عنوان: «كلام معتزله و اماميه» في ضمن كتاب: «مكتبها و فرقه هاى اسلامى در سده هاى ميانه» (الترجمة الفارسية)، للبروفسور ولفرد ماديلونغ: تعتبر هذه الدراسة (المقال) رغم اختصارها من المصادر الأمّ في مجال دراسة علاقة الشيعة بالمعتزلة.

وقد تطرّقت هذه الدراسة ضمناً إلى الشريف المرتضى، حيث تمّ اعتباره من المتأثّرين بالاعتزال البصري، خلافاً لأستاذه الشيخ المفيد الذي كان متأثّراً - حسب الدراسة - بالاعتزال البغدادي. وأشارت الدراسة إلى أنّ المرتضى قد أكّد على قيمة العقل واستقلاله، وضرورة أخذ حقائق الدين الأصيلة من العقل، وأنّه قام بالحَدّ من شدّة النقاشات التي كانت دائرة بين الإمامية والمعتزلة، إذا ما قارنّاه ببني نوبخت والشيخ المفيد.

وأكّدت الدراسة على أنّه رغم وجود اختلافات بين الشيخ المفيد والمرتضى، إلّا أنّه لا ينبغي الغفلة عن وجود اشتراكات أساسيّة عديدة فيما بينهما، مثل موضوع الإمامة، وتكفير أعداء الأئمّة علیهم السّلام، وردّ عقاب مرتكب الكبيرة من دون قيد أو شرط، والإيمان بشفاعة الأئمّة علیهم السّلام۲.

۳. أصول العقيدة بين المعتزلة والشيعة الإمامية، للدكتورة عائشة يوسف

1.. الحسني، الشيعة بين الأشاعرة والمعتزلة، ص۲۹۴.

2.. ماديلونغ، مكتب‌ها و فرقه‌هاى اسلامى در سده‌هاى ميانه (الترجمة الفارسية)، ص۱۶۶-۱۶۹.

  • نام منبع :
    الشريف المرتضى و المعتزلة
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1399
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3959
صفحه از 275
پرینت  ارسال به