الكتاب من الأبحاث الرائدة في مجالها، فهو من أوّل الكتابات التي حاولت التعرّض إلى موضوع تأثّر الإمامية بالمعتزلة، وسعت إلى نفي هذا التأثّر بقدر المستطاع. وقد خصّص المؤلّف الفصل الخامس من كتابه لدراسة مقارنة لأكثر المسائل الكلامية التي اختلفت فيها آراء الإمامية والمعتزلة، وحاول الوصول إلى هذه النتيجة، وهي أنّ الإمامية أبعدُ الفِرق عن الاعتزال۱. والملاحَظ أنّ هذا الكتاب قد طبع منذ فترة بعيدة، أي قبل طباعة كتب «الذخيرة»، و«الملخّص» للمرتضى، والتي لو كان المؤلّف قد اطّلع عليها لتغيّرت بعض آرائه.
۲. دراسة تحت عنوان: «كلام معتزله و اماميه» في ضمن كتاب: «مكتبها و فرقه هاى اسلامى در سده هاى ميانه» (الترجمة الفارسية)، للبروفسور ولفرد ماديلونغ: تعتبر هذه الدراسة (المقال) رغم اختصارها من المصادر الأمّ في مجال دراسة علاقة الشيعة بالمعتزلة.
وقد تطرّقت هذه الدراسة ضمناً إلى الشريف المرتضى، حيث تمّ اعتباره من المتأثّرين بالاعتزال البصري، خلافاً لأستاذه الشيخ المفيد الذي كان متأثّراً - حسب الدراسة - بالاعتزال البغدادي. وأشارت الدراسة إلى أنّ المرتضى قد أكّد على قيمة العقل واستقلاله، وضرورة أخذ حقائق الدين الأصيلة من العقل، وأنّه قام بالحَدّ من شدّة النقاشات التي كانت دائرة بين الإمامية والمعتزلة، إذا ما قارنّاه ببني نوبخت والشيخ المفيد.
وأكّدت الدراسة على أنّه رغم وجود اختلافات بين الشيخ المفيد والمرتضى، إلّا أنّه لا ينبغي الغفلة عن وجود اشتراكات أساسيّة عديدة فيما بينهما، مثل موضوع الإمامة، وتكفير أعداء الأئمّة علیهم السّلام، وردّ عقاب مرتكب الكبيرة من دون قيد أو شرط، والإيمان بشفاعة الأئمّة علیهم السّلام۲.
۳. أصول العقيدة بين المعتزلة والشيعة الإمامية، للدكتورة عائشة يوسف