الإمامة، بل سرى إلى أبحاث كلامية مختلفة.
وكان من أبرز أعلام الاعتزال البغدادي جعفر بن حرب، وجعفر بن مبشر، والإسكافي، وأبو القاسم البلخي، والرمّاني، وغيرهم. وصارت أفكار البلخي في القرن الرابع وما تلاه أبرز أفكار معتزلة بغداد، فلو قيل: قال معتزلة بغداد كذا، فالمقصود بذلك أبو القاسم البلخي.
وكتب أبو رشيد النيسابوري كتاباً بيَّن فيه موارد الخلاف بين البصريين والبغداديين، سمّاه: المسائل في الخلاف بين البصريين والبغداديين۱.
ولا نرغب في الإسهاب في تفصيل تاريخ المعتزلة، فهناك بحوث ومصادر عديدة كُتبت حول هذه الفرقة الكلامية المهمّة۲، وتمكّنت من إعطاء صورة جيّدة عن هذه الفرقة التي كانت في يوم من الأيام تملأ الدنيا صخباً، لكنّها انقرضت وبادت، وذهب مجدُها أدراجَ الرياح بسبب عوامل سياسية، وأخطاء ارتكبها المعتزلة أنفسهم عندما وصلوا إلى السلطة، حيث أدّت هذه الأخطاء إلى الانتقام منهم والقضاء عليهم في فترات لاحقة.