51
الشريف المرتضى و المعتزلة

الفصل الثاني:

المعتزلة

۱. عقلية الاعتزال

اقترن اسم المعتزلة في التاريخ الإسلامي باسم العقل، فقد ظهر تيّار الاعتزال كتيّار يحمل بين طيّاته الشيء الكثير من الحيوية والإبداع، واستطاع هذا التيّار بكاريزمية وجاذبية خاصّة من استقطاب العديد من الشباب الطامح والمتفتّح، والذي تعب من المساجلات الفكرية الفارغة بين أهل الحديث والخوارج والمرجئة، فجاء ليسدّ فراغاً هامّاً في العقلية الإسلامية من خلال اعتماد العقل كمنهج أساسي في معرفة الحقائق والعقائد الدينية. وقد مهّد بذلك لدخول العقل الإسلامي إلى مرحلة الفلسفة التي وصلت بالعقل إلى مَدَيات بعيدة.

هذا هو الانطباع العامّ عن المعتزلة لدى معظم المفكّرين، وهو صحيح إلى حدًّ بعيد، لكنّه لا يحاكي الحقيقة بالدقّة، فإنّ ما هو مشهور من اعتماد المعتزلة على العقل فقط وفقط ليس دقيقاً جدّاً، بل كانت لهم إلى جانب ذلك مصادرهم الأخرى التي اعتمدوها، فهم آمنوا بمفاد الأخبار المتواترة ونتائج الإجماع - إجماع المسلمين، أو المؤمنين - ونظّروا لذلك وشرحوه۱. إضافة إلى تفاخرهم الدائم بأنّ ما اشتهروا به من التوحيد والعدل إنّما أخذوه من كلام أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السّلام۲، وهذا يعني أنّهم أخذوا هذه العقائد المهمّة والخطيرة من مصدر غير العقل، إلّا أنّهم قاموا بدعم تلك

1.. القاضي عبد الجبّار، المغني (الشرعيّات)، ج۱۷، ص۱۵۳.

2.. ابن المرتضى، طبقات المعتزلة، ص۷.


الشريف المرتضى و المعتزلة
50

المرتضى من كتب في تراثه الكبير الذي وصل إلينا. وبعد مراجعتنا لتراثه استطعنا أن نستخرج قائمة لتلك الكتب، وهي تعكس مدى الثقافة التي كان يتمتّع بها المرتضى، فقد كان يمتلك مختلف كتب الفقه والتفسير واللّغة والتاريخ وخاصّة علم الكلام. كما احتوت هذه القائمة على كتب مختلف الفرق الكلامية كالمعتزلة والإمامية وحتّى الخوارج وغيرهم، وهو يدلّ على اطّلاعه التامّ على التراث الكلامي للمعتزلة والإمامية على حدّ سواء.

ويمكن للقارئ أن يراجع الملحق الأوّل في نهاية هذا الكتاب للاطّلاع على قائمة الكتب التي حوتها مكتبة الشريف المرتضى.

  • نام منبع :
    الشريف المرتضى و المعتزلة
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1399
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3809
صفحه از 275
پرینت  ارسال به