القاضي - التي تمثّل مدرسة معتزلة البصرة - على فكر المرتضى، سواء كان هذا التأثير من خلال حضور الأخير في درس القاضي، أو من خلال مطالعة كتبه الكلامية، حيث تقدّم اتّهام المرتضى بالانحياز إلى معتزلة البصرة الذين يمثّلهم القاضي. وفي الحقيقة هذه أحد الأهداف المهمّة في هذه الدراسة.
۱۵. الحسين بن عليّ بن الحسين بن محمّد بن يوسف الوزير، أبو القاسم المغربي، المعروف بالوزير المغربي (ت۴۱۸ه )۱: لقد استظهر الأفندي أنّ المرتضى تتلمذ على يد الوزير المغربي، حيث قال في ترجمة الأخير: «يظهر من كلام الشيخ في الفهرس في ترجمة السيّد المرتضى أنّ السيّد المرتضى يروي عنه»۲.
لكن إذا راجعنا ترجمة المرتضى في فهرست الشيخ، لا نجد هناك إشارة إلى الوزير المغربي، حتّى نستظهر رواية المرتضى عنه أو عدمها، ويبدو أنّه مجرّد وهم من الأفندي لا أكثر.
أضف إلى ذلك، أنّه إذا لاحظنا تعابير المرتضى عن الوزير المغربي لا نلاحظ أيّ إشارة تدلّ على تتلمذه عليه، على الرغم من احترامه له، فقد قال المرتضى في مقدّمة بعض رسائله: «جرى في مجلس الوزير السيّد الأجلّ أبي القاسم الحسين بن عليّ المغربي (أدام الله سلطانه)...الخ»۳. نلاحظ في هذه العبارة عدم وجود ما يدلّ على تتلمذ المرتضى على يده مثل كلمة (شيخنا) وغيرها.
إذن لا يوجد دليل واضح يدلّ على تتلمذ المرتضى على يد الوزير المغربي.
۱۶. الشيخ الصدوق محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه (ت۳۸۱ه ): ونحن نشكّ في تتلمذ المرتضى على يد الصدوق، فإنّ الأخير جاء إلى بغداد سنة ۳۵۵ه ۴، وهي سنة ولادة المرتضى، ولا دليل على أنّه بقي في بغداد لفترة طويلة. ولا توجد معلومات حول عودته إلى بغداد عندما صار المرتضى في سنّ يستطيع فيها