المبحث الخامس:
المعاد
۱. الإيمان والكفر (الأسماء والأحكام)
عرّف الشريف المرتضى الإيمانَ بأنّه «التصديق بالقلب»، وصرّح بأنّه لا اعتبار باللّسان۱، أي أنّ نظرة المرتضى إلى حقيقة الإيمان عبارة عن «معرفة وتصديق»، وأمّا الكفر فهو برأيه: «الجحود بالقلب»، ولا اعتبار باللّسان أيضاً۲. ولكن معرفة ماذا؟ أو جحود ماذا؟ يجيب المرتضى بأنّ المقصود هو معرفة الله تعالى، وكلّ ما أوجب معرفته، وجحود الله تعالى، وجحود ما أوجب معرفته۳. إذن لقد حصر المرتضى حقيقة الإيمان والكفر بالتصديق والمعرفة، ونفى كلّ دور للكلام والإقرار باللّسان، ودليله على ذلك إجماع الإمامية۴. وتساعده بعض الآيات القرآنية، مثل الآية التي تحدّثت عن قصّة إظهار عمّار بن ياسر رضی الله عنه للكفر بلسانه، وأشارت إلى أنّ هذا الكفر اللّساني غير مضرّ بإيمانه الذي اطمئنّ قلبه به، قال تعالى: (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ)۵، وهذا يعني أنّ الكفر باللّسان ليس كفراً، ما دام القلب مؤمناً.