171
میراث تفسیری حسین بن سعید اهوازی

(وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتيمَيْنِ فِي الْمَدينَةِ وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما وَكانَ أَبُوهُما صالِحاً فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما وَيَسْتَخْرِجا كَنزَهُما رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْري ذلِكَ تَأْويلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً۸۲)

۱۷۵.طریق ۱، مُعَنعَناً عَن زَيدِ بنِ عَلِيٍّ علیهما السلام في قَولِهِ (تَعالیٰ): (وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتيمَيْنِ فِي الْمَدينَةِ وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما وَكانَ أَبُوهُما صالِحاً‏)، قالَ: فَحُفِظَ الغُلامانِ بِصَلاحِ أبيهِما، فَمَن أحقُّ أن يَرجُوَ الحِفظَ مِنَ اللّٰهِ بِصَلاحِ مَن مَضىٰ مِن آبائِهِ مِنّا؟! رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله جَدُّنا، وَ ابنُ عَمِّهِ المُؤمِنُ بِهِ المُهاجِرُ مَعَهُ أبونا، وَ ابنَتُهُ أُمُّنا، و زَوجَتُهُ أفضَلُ أزواجِهِ جَدَّتُنا، فَأيُّ النّاسِ أعظَمُ عَلَيكُم حَقّاً في كِتابِهِ؟ ثُمَّ نَحنُ مِن اُمَّتِهِ و عَلىٰ مِلَّتِهِ، نَدعوكُم إلىٰ سُنَّتِهِ و الكِتابِ الَّذي جاءَ بِهِ مِن رَبِّهِ أن تُحِلّوا حَلالَهُ و تُحَرِّموا حَرامَهُ، و تَعمَلوا بِحُكمِهِ عِندَ تَفَرُّقِ النّاسِ وَ اختِلافِهِم.۱

سورةُ مَريَم‏

(فَكُلي‏ وَاشْرَبي‏ وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولي‏ إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا۲۶)

۱۷۶.طریق ۵، عَنِ النَّضَرِ بنِ سُوَيدٍ، عَنِ القاسِمِ بنِ سُلَيمانَ، عَن جَرّاحٍ المَدائِنِيِّ، عَن أبي عَبدِ اللّٰهِ علیه السلام، قالَ: إنَّ الصِّيامَ لَيسَ مِنَ الطَّعامِ و الشَّرابِ وَحدَهُ. ثُمَّ قالَ: قالَت مَريَمُ: (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً) أي صَوماً صَمتاً - و في نُسخَةٍ أُخرى: أي صَمتاً - فَإذا صُمتُم فَاحفَظوا ألسِنَتِكُم و غُضّوا أبصارَكُم، و لا تَنازَعوا و لا تَحاسَدوا.
قالَ: و سَمِعَ رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله امرَأةً تَسُبُّ جارِيَةً لَها و هِيَ صائِمَةٌ، فَدَعا رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله بِطَعامٍ، فَقالَ لَها: كُلي، فَقالَت: إنّي صائِمَةٌ، فَقالَ: كَيفَ تَكونينَ صائِمَةً و قَد سَبَبتِ جارِيَتَكِ؟! إنَّ الصَّومَ لَيسَ مِنَ الطَّعامِ وَ الشَّرابِ.
قالَ: قالَ أبو عَبدِ اللّٰهِ علیه السلام: إذا صُمتَ فَليَصُم سَمعُكَ و بَصَرُكَ مِنَ الحَرامِ وَ القَبيحِ، و دَعِ المِراء و أذىٰ الخادِمِ، وَ ليَكُن عَلَيكَ وَقارُ الصِّيامِ، و لا تَجعَل يَومَ صَومِكَ كَيَومِ فِطرِكَ.۲

1.. تفسیر فرات الکوفی: ص ۲۴۶ ح ۳۳۱.

2.. الکافی: ج ۴ ص ۸۷ ح ۳، تهذیب الأحکام: ج ۴ ص ۱۹۵ ح ۵۵۳ و ۵۵۵.


میراث تفسیری حسین بن سعید اهوازی
170

قالَ: فَلَبِثَ رَسولُ صلی الله علیه و اله سَبعَةَ أيّامٍ، و لَيالیهِنَّ عِندَ زَينَبَ بِنتِ جَحشٍ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إلىٰ بَيتِ أُمِّ سَلَمَةَ ابنَةِ أبي أُمَيَّةَ، و كانَ لَيلَتُها و صَبيحَةُ يَومِها مِن رَسولِ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله. قالَ: فَلَمّا تَعالىٰ النَّهارُ انتَهىٰ عَلِيٌّ علیه السلام إلىٰ البابِ فَدَقَّهُ دَقّاً خَفيفاً لَهُ، عَرَفَ رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله دَقَّهُ و أنكَرتَهُ أُمُّ سَلَمَةَ، فَقالَ يا أُمَّ سَلَمَةَ: قومي فَافتَحي لَهُ البابَ، فَقالَت: يا رَسولَ اللّٰهِ، مَن هٰذا الَّذي يَبلُغُ مِن خَطَرِهِ أن أقومَ لَهُ فَافتَحَ لَهُ البابَ و قَد نَزَلَ فينا بِالأمسِ ما قَد نَزَلَ مِن قَولِ اللّٰهِ عز و جل: (وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ)۱، فَمَن هٰذا الَّذي بَلَغَ مِن خَطَرِهِ أن أستَقبِلَهُ بِمَحاسِني و مَعاصِمي؟! قالَ: فَقالَ لَها رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله كَهَيئَةِ المُغضَب: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّٰه)۲، قومي فَافتَحي لَهُ البابَ: فَإنَّ بِالبابِ رَجُلاً لَيسَ بِالخَرِقِ و لا بِالنَّزِقِ و لا بِالعَجولِ في أمرِهِ، يُحِبُّ اللّٰهَ و رَسولُهُ و يُحِبُّهُ اللّٰهُ و رَسولُهُ، و لَيسَ بِفاتِحِ البابِ حَتّىٰ يَتَوارىٰ عَنهُ الوَطءُ.
فَقامَت أُمُّ سَلَمَةَ و هِيَ لا تَدري مَن بِالبابِ غَيرَ أنَّها قَد حَفِظَتِ النَّعتَ وَ المَدحَ، فَمَشَت نَحوَ البابِ و هِيَ تَقولُ: بَخٍ بَخٍ لِرَجُلٍ يُحِبُّ اللّٰهَ و رَسولَهُ و يُحِبُّهُ اللّٰهُ و رَسولُهُ. فَفَتَحَت لَهُ البابَ. قالَ: فَأمسَكَ بِعِضادَتَيِ البابِ و لَم يَزَل قائِماً حَتّىٰ خَفِيَ عَنهُ الوَطءُ، و دَخَلَت اُمُّ سَلَمَةَ خِدرَها، فَفَتَحَ البابَ و دَخَلَ فَسَلَّمَ عَلىٰ رَسولِ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله، فَقالَ رَسولُ اللّٰهِ: يا أُمَّ سَلَمَةَ، تَعرِفينَهُ؟ قالَت: نَعَم و هَنيئاً لَهُ، هٰذا عَلِيٌّ بنُ أبي طالِبٍ، فَقالَ: صَدَقتِ يا أُمَّ سَلَمَةَ، هٰذا عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ، لَحمُهُ مِن لَحمي، و دَمُهُ مِن دَمي، و هُوَ مِنّى بِمَنزِلَةِ هارونَ مِن موسىٰ إلّا أنَّهُ لا نَبِيَّ بَعدي. يا أُمَّ سَلَمَةَ، اسمَعي وَ اشهَدي:
هٰذا عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ أميرُ المُؤمِنينَ، و سَيِّدُ المُسلِمينَ، و هُوَ عَيبَةُ عِلمي، و بابي الَّذي أُوتىٰ مِنهُ، و هُوَ الوَصِيُّ بَعدي عَلىٰ الأمواتِ مِن أهلِ بَيتي، وَالخَليفَةُ عَلىٰ الأحياءِ مِن أُمَّتي، و أخي فِي الدُّنيا وَ الآخِرَةِ، و هُوَ مَعي فِي السَّنامِ الأعلىٰ، اشهَدي يا أُمَّ سَلَمَةَ وَ احفظي إنَّهُ يُقاتِلُ النّاكِثينَ وَ القاسِطينَ وَ المارِقينَ.
فَقالَ الشّامِيُّ: فَرَّجتَ عَنّى يا عَبدَ اللّٰهِ، أشهَدُ أنَّ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ مَولايَ و مَولىٰ كُلِّ مُسلِمٍ.۳

1.. احزاب: آیۀ ۵۳.

2.. نساء: آیۀ ۸۰.

3.. علل الشرایع: ج ۱ ص ۶۴ ح ۳.

  • نام منبع :
    میراث تفسیری حسین بن سعید اهوازی
    سایر پدیدآورندگان :
    صدیقه سادات میردامادی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1399
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4390
صفحه از 336
پرینت  ارسال به