الفصل الثّالث : علامات الجهل

۳ / ۱

آثارُ الجَهلِ

أ ـ الكُفر

الكتاب

« وَ إذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُواْ مَا أنزَلَ اللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا ألْفَيْنَا عَلَيْهِ ءَابَاءَنَا أوَ لَوْ كَانَ ءَابَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْـئا وَلَا يَهْتَدُونَ » . ^۱

« وَ مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِى يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إلَا دُعَاءً وَ نِدَاءً صُمّ بُكْمٌ عُمْىٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ». ^۲

« وَإذَا نَادَيْتُمْ إلَى الصَّلَوةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوا وَلَعِبا ذَ لِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ » . ^۳

الحديث

۹۰۱.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّما يُدرَكُ الخَيرُ كُلُّهُ بِالعَقلِ ، ولا دينَ لِمَن لا عَقلَ لَهُ. ^۴

«فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَ لَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ» . ^۱ فالفكر عندما يموت لا يعود المرء يدرك شيئا من الدنيا إلّا ظاهرها ، ويتوهّم أنّ ما يفهمه منها هو الصحيح لا غير :
«يَعْلَمُونَ ظَـهِرا مِّنَ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَ هُمْ عَنِ الْاخِرَةِ هُمْ غَـفِلُونَ» . ^۲ وهنا لا جدوى لتعليم الميّت ، ومن يصاب بموت الفكر يستحيل إلى أخطر كائن حيّ ، أو كما وصفه القرآن الكريم : «إنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ» . ليس هذا فحسب بل سيكون الاقتراب منه أيضا مؤدّيا إلى حالة تنطوي على خطورة ؛ وذلك لأنّ مرض الفكر سريع العدوى ويحتمل أن يسري إلى الآخرين ، ومعنى هذا أنّ الناس يصبحون ملزمين باجتناب مثل هؤلاء الأشخاص والإعراض عنهم ، كما قال سبحانه وتعالى : «فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَ لَمْ يُرِدْ إلَا الْحَيَوةَ الدُّنْيَا» . ^۳