387
موسوعة العقائد الإسلاميّة - المجلّد الثّالث

قالَ: بَل هِيَ فِعلٌ .
قالَ: فَهِيَ مُحدَثَةٌ ؛ لِأَنَّ الفِعلَ كُلَّهُ مُحدَثٌ .
قالَ: لَيسَت بِفِعلٍ .
قالَ: فَمَعَهُ غَيرُهُ لَم يَزَل .
قالَ سُلَيمانُ: الإِرادَةُ هِيَ الإِنشاءُ .
قالَ: يا سُلَيمانُ هذَا الَّذِي ادَّعَيتُموهُ ۱ عَلى ضِرارٍ وأَصحابِهِ مِن قَولِهِم: إِنَّ كُلَّ ما خَلَقَ اللّهُ عز و جل في سَماءٍ أَو أَرضٍ أَو بَحرٍ أَو بَرٍّ مِن كَلبٍ أَو خِنزيرٍ أَو قِردٍ أَو إِنسانٍ أَو دابَّةٍ إِرادَةُ اللّهِ عز و جل ، وإِنَّ إِرادَةَ اللّهِ عز و جل تَحيا وتَموتُ ، وتَذهَبُ ، وتَأكُلُ وتَشرَبُ ، وتَنكَحُ وتَلِدُ ، وتَظلِمُ ، وتَفعَلُ الفَواحِشَ ، وتَكفُرُ ، وتُشرِكُ ، فَتُبَرِّئُ مِنها وتُعاديها ، وهذا حَدُّها.
قالَ سُلَيمانُ: إِنَّها كَالسَّمعِ وَالبَصَرِ وَالعِلمِ .
قالَ الرِّضا عليه السلام : قَد رَجَعتَ إِلى هذا ثانِيَةً ، فَأَخبِرني عَنِ السَّمعِ وَالبَصَرِ وَالعِلمِ أَمَصنوعٌ؟
قالَ سُلَيمانُ: لا .
قالَ الرِّضا عليه السلام : فَكَيفَ نَفَيتُموهُ فَمَرَّةً قُلتُم لَم يُرِد ومَرَّةً قُلتُم أَرادَ ، ولَيسَت بِمَفعولٍ لَهُ!
قالَ سُلَيمانُ: إِنَّما ذلِكَ كَقَولِنا مَرَّةً عَلِمَ ومَرَّةً لَم يَعلَم .

1.في عيون أخبار الرضا والاحتجاج «عبتموه» .


موسوعة العقائد الإسلاميّة - المجلّد الثّالث
386

يَزيدُهُم ثُمَّ لا يَقطَعُهُ عَنهُم ، وكَذلِكَ قالَ اللّهُ عز و جل في كِتابِهِ: «كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَـهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ» ۱ وقالَ عز و جل لِأَهلِ الجَنَّةِ: «عَطَـاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ» ۲ وقالَ عز و جل: «وَ فَـكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَا مَقْطُوعَةٍ وَ لَا مَمْنُوعَةٍ» ۳ فَهُوَ ـ جَلَّ وعَزَّ ـ يَعلَمُ ذلِكَ ولا يَقطَعُ عَنهُم الزِّيادَةَ . أَرَأَيتَ ما أَكَلَ أَهلُ الجَنَّةِ وما شَرِبوا أَلَيسَ يُخلِفُ مَكانَهُ؟!
قالَ: بَلى .
قالَ: أَفَيَكونُ يَقطَعُ ذلِكَ عَنهُم وقَد أَخلَفَ مَكانَهُ؟!
قالَ سُلَيمانُ: لا .
قالَ: فَكَذلِكَ كُلُّ ما يَكونُ فيها إِذا أَخلَفَ مَكانَهُ فَلَيسَ بِمَقطوعٍ عَنهُم .
قالَ سُلَيمانُ: بَل يَقطَعُهُ عَنهُم فَلا يَزيدُهُم .
قالَ الرِّضا عليه السلام : إِذا يَبيدُ ما فيهِما ، وهذا يا سُلَيمانُ إِبطالُ الخُلودِ وخِلافُ الكِتابِ ؛ لِأَنَّ اللّهَ عز و جل يَقولُ: «لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَ لَدَيْنَا مَزِيدٌ» ۴ ويَقولُ عز و جل : «عَطَـاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ» ويَقولُ عز و جل: «وَ مَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ» ۵ ويَقولُ عز و جل: «خَــلِدِينَ فِيهَا أَبَدًا» ۶ ويَقولُ عز و جل: «وَ فَـكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَا مَقْطُوعَةٍ وَ لَا مَمْنُوعَةٍ» ! فَلَم يُحِر جَوابا.
ثُمَّ قالَ الرِّضا عليه السلام : يا سُلَيمانُ ، أَلا تُخبِرُني عَنِ الإِرادَةِ فِعلٌ هِيَ أَم غَيرُ فِعلٍ؟

1.النساء: ۵۶ .

2.هود: ۱۰۸ .

3.الواقعة: ۳۲ و ۳۳ .

4.ق: ۳۵ .

5.الحِجر: ۴۸ .

6.البيّنة: ۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    رضا برنجكار
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3929
صفحه از 488
پرینت  ارسال به