241
موسوعة العقائد الإسلاميّة - المجلّد الثّالث

تأمّلات حول آيات معرفة اللّه في خلق السماء

إِنّ كلمة «السَّماء» مشتقة في اللغة من الجذر «سمو» بمعنى كلّ عالٍ مطلّ ، من هنا يطلق لفظ السَّماء على سقف البيت ۱ ، وقد وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم «۳۱۳» مرّة بصورة مفرد أو جمع ، وعبّرت عن معانٍ مختلفة ، كما يلي :
۱ . الجهة العليا المجاورة للأَرض ، كما في قوله تعالى : «أَلَمْ تَرَكَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَ فَرْعُهَا فِى السَّمَاءِ» ۲ .
۲ . المنطقة البعيدة عن سطح الأَرض «محلّ السحاب» ، كما في قوله تعالى : «وَ نَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَـرَكًا» ۳ .
۳ . الطبقة الجوية المتراكمة في أَطراف الأَرض ، كما في قوله تعالى : «وَ جَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا» ۴ .
۴ . الأَجرام السَّماوية ، كما في قوله تعالى : «رَفَعَ السَّمَـوَ تِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا» .

1.مقاييس اللغة : ج۳ ص ۹۸ .

2.إبراهيم : ۲۴ .

3.ق : ۹ .

4.الأنبياء : ۳۲ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة - المجلّد الثّالث
240

ولا مَصعَدا لِلكَلِمِ الطَّيِّبِ وَالعَمَلِ الصَّالِحِ مِن خَلقِهِ. جَعَلَ نُجومَها أَعلاما يَستَدِلُّ بِهَا الحَيرانُ في مُختَلَفِ فِجاجِ الأَقطارِ. لَم يَمنَع ضَوءَ نورِها ادلِهمامُ سُجُفِ ۱ اللَّيلِ المُظلِمِ، ولَا استَطاعَت جَلابيبُ سَوادِ الحَنادِسِ أن تَرُدَّ ما شاعَ فِي السَّماواتِ مِن تَلَألُوَ نورِ القَمَرِ . ۲

۳۶۴۰.عنه عليه السلام :ونَظَمَ بِلا تَعليقٍ رَهَواتِ فُرَجِها ، ولاحَمَ صُدوعَ انفِراجِها ، ووَشَّجَ بَينَها وبَينَ أَزواجِها، وذَلَّلَ لِلهابِطينَ بِأَمرِهِ وَالصّاعِدينَ بِأَعمالِ خَلقِهِ حُزونَةَ مِعراجِها ، وناداها بَعدَ إِذ هِيَ دُخانٌ ، فَالتَحَمَت عُرى أَشراجِها ، وفَتَقَ بَعدَ الاِرتِتاقِ صَوامِتَ أَبوابِها ، وأَقامَ رَصَدا مِنَ الشُّهُبِ الثَّواقِبِ عَلى نِقابِها ، وأَمسَكَها مِن أن تَمورَ في خَرقِ الهَواءِ بِأَيدِهِ ، وأَمَرَها أن تَقِفَ مُستَسلِمَةً لِأَمرِهِ ، وجَعَلَ شَمسَها آيَةً مُبصِرَةً لِنَهارِها ، وقَمَرِها آيَةً مَمحُوَّةً مِن لَيلِها ، وأَجراهُما في مَناقِلِ مَجراهُما ، وقَدَّر سَيرَهُما في مَدارِجِ دَرَجِهِما ، لِيُمَيِّزَ بَينَ اللَّيلِ وَالنَّهارِ بِهِما، ولِيُعلَمَ عَدَدُ السِّنينَ وَالحِسابُ بِمَقاديرِهِما، ثُمَّ عَلَّقَ في جَوِّها فَلَكَها، وناطَ بِها زينَتَها، مِن خَفِيّات دَرارِيِّها، ومَصابيحِ كَواكِبِها، ورَمى مُستَرِقِي السَّمعِ بِثَواقِبِ شُهُبِها ، وأَجراها عَلى إِذلالِ تَسخيرِها ، مِن ثَباتِ ثابِتِها ، ومَسيرِ سائِرِها ، وهُبوطِها وصُعودِها ، ونُحوسِها وسُعودِها . ۳

1.سُجُف : جمع سَجف ، وهو الستر (النهاية : ج ۲ ص ۳۴۳) .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۸۲ عن نوف البكالي ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۳۱۴ ح ۴۰ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۹۱ عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۵۷ ص ۱۰۸ ح ۹۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    رضا برنجكار
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3643
صفحه از 488
پرینت  ارسال به