231
موسوعة العقائد الإسلاميّة - المجلّد الثّالث

الباب الثاني عشر: خلق الشمس والقمر

الكتاب

«وَ مِنْ ءَايَـتِهِ الَّيْلُ وَ النَّهَارُ وَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُواْ لِلشَّمْسِ وَ لَا لِلْقَمَرِ وَ اسْجُدُواْ لِلَّهِ الَّذِى خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ » . ۱

«وَ الشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا ذَ لِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَ الْقَمَرَ قَدَّرْنَـهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنـبَغِى لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَ لَا الَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَ كُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ » . ۲

«الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ » . ۳

«فَالِقُ الْاءِصْبَاحِ وَجَعَلَ الَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَ لِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ» . ۴

«هُوَ الَّذِى جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَ الْقَمَرَ نُورًا وَ قَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَ الْحِسَابَ مَا

1.فصّلت : ۳۷ .

2.يس : ۳۸ ـ ۴۰ .

3.الرحمن : ۵ .

4.الأنعام : ۹۶ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة - المجلّد الثّالث
230

وفي الواقع أنّ الشرط الأَساسي للاستفادة من آيات معرفة اللّه سبحانه ودلائلها ، هو التخلص من موانع المعرفة وحُجبها ۱ ، لو حجبت الرّؤية العقليّة عن النَّاس لسُلب منهم إِمكان إِدراك الحقائق العقلية ، ومن هنا فإنَّ القرآن الكريم يعدّ الأَشخاص من أُولي الأَبصار وأُولي الأَلباب وأَهل التقوى والإيمان ، إِذا كانوا يستفيدون من رؤية عقولهم ؛ لأَجل إِدراك الحقائق التي توصلهم إِلى سلوك طريق الحياة الصحيح .
بناءً على ذلكِ فإنّ أَقلّ درجات التقوى ، هي التقوى العقلية الضرورية إِلى حدّ الوصول إِلى أَدنى درجات معرفة اللّه الّتي تسهم في إِزالة موانع المعرفة شرط الاستفادة من التأَمل في آيات معرفة اللّه ، فإذا ارتقت التقوى العقلية بواسطة الإيمان إِلى التقوى الشرعية ، فإنّها تزيد من مراتب معرفة الإنسان إِلى أَعلى درجات التقوى حتّى يصل إِلى قمة هرم المعرفة فلا يرى في عالم الوجود شيئا إِلّا اللّه سبحانه ۲ .
على ضوء ما تقدّم من التحليل نصل إِلى نتيجة مفادها أنّ الآيات التي تعتبر جماعات خاصة ـ مثل : «أُولي الأَلباب» و «أُولي الأَبصار» ... ـ لفهم أَدلة معرفة اللّه ، تشير إِلى شرطية رفع موانع المعرفة وحجبها للوصول إِلى معرفة اللّه ودرجات تلك المعرفة ، وأنّ كلّاً من تلك الآيات في الحقيقة مكملة للأُخرى .

1.راجع : ص ۳۴۷ «الفصل العاشر : موانع معرفة اللّه » .

2.راجع : ص ۱۱۶ «القسم الرابع» .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    رضا برنجكار
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3364
صفحه از 488
پرینت  ارسال به