197
موسوعة العقائد الإسلاميّة - المجلّد الثّالث

الكريم والحديث الشريف مكررا هذا الدرس البليغ باعتباره أَحد الأدلة على معرفة اللّه سبحانه ، ودعا النَّاس إِلى التأَمّل فيه ، قال تعالى : «اللَّهُ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا» ۱ . وقال : «أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَـدًا» ۲ .

رابعا : توفير المعادن والفلزات

لقد أَودع الخالق الحكيم أَنواعا متعددة من المعادن والفلزات في باطن الأَرض ، كي يستفيد منها الإنسان ويوفّر حاجاته المختلفة ، وفي ذلك دليلٌ آخر على معرفة اللّه سبحانه من خلال التأَمل في آفاق الأرض ، ولا ريب في أنّ وجود هذه المعادن والفلزات يعتبر من العوامل الأَصيلة التي تسهم في تقدم الفنّ والعلم والحضارة البشريّة ۳ .
فضلاً عن جميع ما أَشرنا إِليه سابقا ، فإنّ كلّ التدابير المتّخذة في نظام الخلق لجعل الأَرض صالحةً لحياة الإنسان ـ وقد بحثنا بعضها في أَبواب أُخرى من هذه المجموعة ـ تعتبر من آيات معرفة اللّه سبحانه في خلق الأَرض .

راجع : موسوعة ميزان الحكمة : ج ۲ (القسم الحادي عشر : الأرض) .

1.غافر : ۶۴ .

2.النبأ : ۶ .

3.راجع: ص ۱۸۹ ح ۳۶۰۳ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة - المجلّد الثّالث
196

دعائم غير مرئية ، تسمّى علميا اليوم قوة الجاذبية ، من هنا فإنّ أَحد أَصحاب الإمام الرضا عليه السلام واسمه حسين بن خالد حينما سأَله عليه السلام عن قوله تعالى : «وَ السَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ» ۱ ، أَجاب الإمام عليه السلام :
«هِيَ مَحبوكَةٌ إِلَى الأرضِ»
وشبّك بين أَصابعة ، ثُمّ تابع حسين ابن خالد السؤال مجددا : كيف هي محبوكة إِلى الأَرض ، واللّه يقول : «رَفَعَ السَّمَـوَ تِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا» ؟
فقال الإمام عليه السلام : «سُبحانَ اللّهِ! ألَيسَ اللّهُ يَقولُ : «بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا» ؟!»
قال حسين بن خالد : بلى .
فقال الإمام عليه السلام : «ثَمَّ عَمَدٌ ولكِن لا تَرَونَها» ۲ .

ثالثا : استقرار الأَرض بأَربع عشرة حركة

الدرس الآخر في خلق الأَرض هو كونها مستقرّةً بشكل تام بواسطة أَربعة عشر نوعا من أَنواع الحركة ۳ ، بيد أنّها تبدو لساكنيها كأَنّها ثابتة وليس ثمة أيّ حركة ، وعندما نحاول إِدراك الأَهمية الفائقة لهذا الموضوع لابد أن نتصوّر بأنّ هذه السفينة الفضائية العظيمة التي اسمها الأَرض ، تحمل اليوم نحو ستّة مليارات مسافر ، وتطير في الفضاء في حركتها الوضعية بسرعة تعادل «۱۴۴۰» كيلومتر في الساعة ، وفي حركتها التبعية بسرعة «۰۰۰/۷۰» كيلومتر ، وفي حركتها الانتقالية بسرعة «۲۸۰/۱۰۷» كيلومتر ، وهي مع هذا الوصف مستقرة استقرارا تاما ، وقد أكد القرآن

1.الذاريات : ۷ .

2.راجع : تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي : ج ۲ ص ۳۲۸ .

3.الإسلام والهيئة : ص ۲۱۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    رضا برنجكار
    تعداد جلد :
    6
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3471
صفحه از 488
پرینت  ارسال به