هذه السنة على جميع الناس :
«أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءَامَنَّا وَ هُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ » . ۱
وبالطبع فإنّ الاختبار الشامل للكلّ ، ليس على مستوى واحد وليس متماثلاً ، بل إنّ اختبار كلّ شخص يكون بحسب إمكانياته وقدراته ، ولذلك فإن ابتلاء الأنبياء والشخصيات البارزة في المجتمع البشري ، يكون أصعب وأشد من الابتلاء الذي يحيق بالآخرين ، كما جاء في رواية عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :
إنَّ أشَدَّ النّاسِ بَلاءً الأَنبِياءُ ، ثُمَّ الَّذينَ يَلونَهُم ، ثُمَّ الَّذينَ يَلونَهُم ، ثُمَّ الَّذينَ يَلونَهُم . ۲
الاختبار بواسطة الخير والشرّ
من بين الملاحظات التي تحظى بالاهتمام والتأمل إلى حد كبير في معرفة سنة الابتلاء ، أن هذه السنة تجري على أساس الحكمة الإلهية البالغة عبر طريقين ، وهذان الطريقان يبدو أحدهما للوهلة الأولى خيراً وجميلاً والآخر شراً وقبيحاً ، لاحظوا الآيات التالية :
«وَ نَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَ الْخَيْرِ فِتْنَةً وَ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ » . ۳ «وَ بَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّـئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ » . ۴