321
موسوعة معارف الکتاب و السنّة المجلّد العاشر

۱۱۳۳۸.الكافي عن الخيرانيّ عن أبيه ، أنّه قالَ :كانَ يَلزَمُ بابَ أبي جَعفَرٍ [الإِمامِ الجَوادِ] عليه السلام لِلخِدمَةِ الَّتي كانَ وُكِّلَ بِها ، وكانَ أحمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عيسى يَجيءُ فِي السَّحَرِ في كُلِّ لَيلَةٍ لِيَعرِفَ خَبَرَ عِلَّةِ أبي جَعفَرٍ عليه السلام ، وكانَ الرَّسولُ الَّذي يَختَلِفُ بَينَ أبي جَعفَرٍ عليه السلام وبَينَ أبي إذا حَضَرَ قامَ أحمَدُ وخَلا بِهِ أبي ، فَخَرَجتُ ذاتَ لَيلَةٍ وقامَ أحمَدُ عَنِ المَجلِسِ وخَلا أبي بِالرَّسولِ ، وَاستَدارَ أحمَدُ فَوَقَفَ حَيثُ يَسمَعُ الكَلامَ .
فَقالَ الرَّسولُ لِأَبي : إنَّ مَولاكَ يَقرَأُ عَلَيكَ السَّلامَ ويَقولُ لَكَ : إنّي ماضٍ وَالأَمرُ صائِرٌ إلَى ابني عَلِيٍّ ، ولَهُ عَلَيكُم بَعدي ما كانَ لي عَلَيكُم بَعدَ أبي . ثُمَّ مَضَى الرَّسولُ ورَجَعَ أحمَدُ إلى مَوضِعِهِ ، وقالَ لِأَبي : مَا الَّذي قَد قالَ لَكَ ؟ قالَ : خَيرا ، قالَ : قَد سَمِعتُ ما قالَ ، فَلِمَ تَكتُمُهُ ؟ وأعادَ ما سَمِعَ ، فَقالَ لَهُ أبي : قَد حَرَّمَ اللّهُ عَلَيكَ ما فَعَلتَ ؛ لِأَنَّ اللّهَ تَعالى يَقولُ : «وَ لَا تَجَسَّسُواْ» ۱ ، فَاحفَظِ الشَّهادَةَ لَعَلَّنا نَحتاجُ إلَيها يَوما ما ، وإيّاكَ أن تُظهِرَها إلى وَقتِها .
فَلَمّا أصبَحَ أبي كَتَبَ نُسخَةَ الرِّسالَةِ في عَشرِ رِقاعٍ ، وخَتَمَها ودَفَعَها إلى عَشَرَةٍ مِن وُجوهِ العِصابَةِ ، وقالَ : إن حَدَثَ بي حَدَثُ المَوتِ قَبلَ أن اُطالِبَكُم بِها فَافتَحوها وَاعمَلوا بِما فيها .
فَلَمّا مَضى أبو جَعفَرٍ عليه السلام ذَكَرَ أبي أنَّهُ لَم يَخرُجُ مِن مَنزِلِهِ حَتّى قَطَعَ عَلى يَدَيهِ نَحوٌ مِن أربَعِمِئَةِ إنسانٍ ، وَاجتَمَعَ رُؤَساءُ العِصابَةِ عِندَ مُحَمَّدِ بنِ الفَرَجِ يَتَفاوَضونَ هذَا الأَمرَ ، فَكَتَبَ مُحَمَّدُ بنُ الفَرَجِ إلى أبي يُعلِمُهُ بِاجتِماعِهِم عِندَهُ ، وأَنَّهُ لَولا مَخافَةُ الشُّهرَةِ لَصارَ مَعَهُم إلَيهِ ، ويَسأَلُهُ أن يَأتِيَهُ ، فَرَكِبَ أبي وصارَ إلَيهِ ، فَوَجَدَ القَومَ مُجتَمِعينَ عِندَهُ ، فَقالوا لِأَبي : ما تَقولُ في هذَا الأَمرِ ؟
فَقالَ أبي لِمَن عِندَهُ الرِّقاعُ : أحضِرُوا الرِّقاعَ ، فَأَحضَروها ، فَقالَ لَهُم : هذا

1.الحجرات : ۱۲ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة المجلّد العاشر
320

۱ / ۵

جَوازُ مُباهَلَةِ كُلِّ مَن جَحَدَ حَقّا

۱۱۳۳۷.الكافي عن أبي مسروق عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :قُلتُ : إنّا نُكَلِّمُ النّاسَ فَنَحتَجُّ عَلَيهِم بِقَولِ اللّهِ عز و جل : «أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنكُمْ» ۱ ، فَيَقولونَ : نَزَلَت في اُمَراءِ السَّرايا ! فَنَحتَجُّ عَلَيهِم بِقَولِهِ عز و جل : «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ» ۲ إلى آخِرِ الآيَةِ ، فَيَقولونَ : نَزَلَت فِي المُؤمِنينَ ! ونَحتَجُّ عَلَيهِم بِقَولِ اللّهِ عز و جل : «قُل لَا أَسْـ?لُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى» ۳ ، فَيَقولونَ : نَزَلَت في قُربَى المُسلِمينَ ! قالَ : فَلَم أدَع شَيئاً مِمّا حَضَرَني ذِكرُهُ مِن هذِهِ وشِبهِهِ إلّا ذَكَرتُهُ .
فَقالَ لي : إذا كانَ ذلِكَ فَادعُهُم إلَى المُباهَلَةِ .
قُلتُ : وكَيفَ أصنَعُ ؟
قالَ : أصلِح نَفسَكَ ثَلاثاً . وأَظُنُّهُ قالَ : وصُم وَاغتَسِل وَابرُز أنتَ وهُوَ إلَى الجَبّانِ ۴ ، فَشَبِّك أصابِعَكَ مِن يَدِكَ اليُمنى في أصابِعِهِ ، ثُمَّ أنصِفهُ وَابدَأ بِنَفسِكَ وقُل : «اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ ورَبَّ الأَرَضينَ السَّبعِ ، عالِمَ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ الرَّحمنَ الرَّحيمَ ، إن كانَ أبُو مَسروقٍ جَحَدَ حَقّاً وَادَّعى باطِلاً فَأَنزِل عَلَيهِ حُسباناً ۵ مِنَ السَّماءِ أو عَذاباً أليماً» ، ثُمَّ رُدَّ الدَّعوَةَ عَلَيهِ فَقُل : «وإن كانَ فُلانٌ جَحَدَ حَقّاً وَادَّعى باطِلاً فَأَنزِل عَلَيهِ حُسباناً مِنَ السَّماءِ أو عَذاباً أليماً» .
ثُمَّ قالَ لي : فَإِنَّكَ لا تَلبَثُ أن تَرى ذلِكَ فيهِ . فَوَاللّهِ ما وَجَدتُ خَلقاً يُجيبُني إلَيهِ ! ۶

1.النساء : ۵۹ .

2.المائدة : ۵۵ .

3.الشورى : ۲۳ .

4.الجبّان والجبّانة ـ بالتشديد ـ : الصحراء (الصحاح : ج ۵ ص ۲۰۹۰ «جبن») .

5.حُسبانا : أي عذابا (النهاية : ج ۱ ص ۳۸۳ «حسب») .

6.الكافي : ج ۲ ص ۵۱۳ ح ۱ ، عدة الداعي : ص ۲۰۰ ، بحار الأنوار : ج ۹۵ ص ۳۴۹ ح ۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة المجلّد العاشر
    سایر پدیدآورندگان :
    رسول الموسوي، السید رضا الحسيني، عبدالهادي مسعودي، أحمد الديلمي، محمّد رضا محسني نيا، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3974
صفحه از 531
پرینت  ارسال به