121
موسوعة معارف الکتاب و السنّة المجلّد العاشر

[قَولُهُ] ۱ : «فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا » أي يَحتالوا عَلَيكَ . فَقالَ يَعقوبُ لِيوسُفَ : « وَ كَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَ يُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَ عَلَى ءَالِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَ إِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ » ۲ .
وكانَ يوسُفُ مِن أحسَنِ النَّاسِ وَجهاً ، وكانَ يَعقوبُ يُحِبُّهُ ويُؤثِرُهُ عَلى أولادِهِ ، فَحَسَدوهُ إخوَتُهُ عَلى ذلِكَ ، وقالوا فيما بَينَهُم ما حَكَى اللّهُ عز و جل : «إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَ أَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَ نَحْنُ عُصْبَةٌ» أي جَماعَةٌ «إِنَّ أَبَانَا لَفِى ضَلَالٍ مُّبِينٍ» ۳ ، فَعَمَدوا عَلى قَتلِ يوسُفَ ، فَقالوا : نَقتُلُهُ حَتّى يَخلُوَ لَنا وَجهُ أبينا ! فَقالَ لاوي : لا يَجوزُ قَتلُهُ ، ولكِن نُغَيِّبُهُ عَن أبينا ونَحنُ نَخلو بِهِ ، فَقالوا كَما حَكَى اللّهُ عز و جل : «قَالُواْ يَاأَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَ إِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ * أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَ يَلْعَبْ» أي يَرعَى الغَنَمَ ويَلعَبُ «وَ إِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ» فَأَجرَى اللّهُ عَلى لِسانِ يَعقوبَ : «إِنِّى لَيَحْزُنُنِى أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَ أَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَ أَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ» فَقالوا كَما حَكَى اللّهُ : «لَـئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَ نَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّـا إِذًا لَّخَاسِرُونَ» ۴ ؛ وَالعُصبَةُ عَشَرَةٌ إلى ثَلاثَةَ عَشَرَ . «فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَ أَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِى غَيَابَتِ الْجُبِّ وَ أَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَ هُمْ لَا يَشْعُرُونَ» أي لَأَخبَرَنَّهُم ۵ بِما هَمُّوا بِهِ . ۶

۱۱۱۳۸.تفسير القمّي عن حنان بن سدير عن أبيه عن الإمام الباقر عليه السلام ، قال :قُلتُ لَهُ : أخبِرني عَن يَعقوبَ حينَ قالَ لِوُلدِهِ : « يَابَنِىَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَ أَخِيهِ » ۷ ، أكانَ عَلِمَ

1.ما بين المعقوفين ليس في المصدر ، وأثبتناه من بحار الأنوار .

2.يوسف: ۶.

3.يوسف : ۸ .

4.يوسف: ۱۴.

5.في بحار الأنوار : « تُخبِرُهُم » بدل « لأخبرنّهم » .

6.تفسير القمّي : ج ۱ ص ۳۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۱۲ ص ۲۱۷ .

7.يوسف : ۸۷ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة المجلّد العاشر
120

قالَ : فَلَم يَكتُمهُ يوسُفُ وأَذاعَهُ فِي المَدينَةِ ، حَتّى قُلنَ نِسوَةٌ مِنهُنَّ : « امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَيهَا عَن نَّفْسِهِ » ۱ ، فَبَلَغَها ذلِكَ ، فَأَرسَلَت إلَيهِنَّ وهَيَّأَت لَهُنَّ طَعاماً ومَجلِساً ، ثُمَّ أتَتهُنَّ بِاُترُجٍّ ۲ «وَ ءَاتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا » ، ثُمَّ قالَت لِيوسُفَ : « اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَ قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ » ۳ وقُلنَ ما قُلنَ . فَقالَت لَهُنَّ : هذَا الَّذي لُمتُنَّني فيهِ ؛ يَعني في حُبِّهِ . وخَرَجنَ النِّسوَةُ مِن عِندِها ، فَأَرسَلَت كُلُّ واحِدَةٍ مِنهُنَّ إلى يوسُفَ سِرّاً مِن صاحِبَتِها تَسأَ لُهُ الزِّيارَةَ ، فَأَبى عَلَيهِنَّ وقالَ : « إِلَا تَصْرِفْ عَنِّى كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَ أَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ » ۴ ، فَصَرَفَ اللّهُ عَنهُ كَيدَهُنَّ .
فَلَمّا شاعَ أمرُ يوسُفَ وأَمرُ امرَأَةِ العَزيزِ وَالنِّسوَةِ في مِصرَ ، بَدا لِلمَلِكِ بَعدَما سَمِعَ قَولَ الصَّبِيِّ لَيَسجُنَنَّ يوسُفَ ، فَسَجَنَهُ فِي السِّجنِ ، ودَخَلَ السِّجنَ مَعَ يوسُفَ فَتَيانِ ، وكانَ مِن قِصَّتِهِما وقِصَّةِ يوسُفَ ما قَصَّهُ اللّهُ فِي الكِتابِ .
قالَ أبو حَمزَةَ : ثُمَّ انقَطَعَ حَديثُ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام . ۵

۱۱۱۳۷.تفسير القمّي عن جابر عن الإمام الباقر عليه السلام :أنَّهُ كانَ مِن خَبَرِ يوسُفَ عليه السلام أنَّهُ كانَ لَهُ أحَدَ عَشَرَ أخاً ، فَكانَ لَهُ مِن اُمِّهِ أخٌ واحِدٌ يُسَمّى بِنيامينَ ، وكانَ يَعقوبُ إسرائيلَ اللّهِ ومَعنى إسرائيلِ اللّهِ : خالِصُ اللّهِ ـ ابنَ إسحاقَ نَبِيِّ اللّهِ ابنِ إبراهيمَ خَليلِ اللّهِ . فَرَأى يوسُفُ هذِهِ الرُّؤيا ولَهُ تِسعُ سِنينَ ، فَقَصَّها عَلى أبيهِ ، فَقالَ يَعقوبُ : «يَابُنَىَّ لَا تَقْصُصْ رُءْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْاءِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ » .

1.يوسف : ۳۰ .

2.الاُترُجّ ـ بضمّ الهمزة وتشديد الجيم ـ : فاكهة معروفة (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۲۲۱ «ترج») .

3.يوسف : ۳۱ .

4.يوسف : ۳۳ .

5.علل الشرائع : ص ۴۵ ، بحار الأنوار : ج ۱۲ ص ۲۷۱ ح ۴۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة المجلّد العاشر
    سایر پدیدآورندگان :
    رسول الموسوي، السید رضا الحسيني، عبدالهادي مسعودي، أحمد الديلمي، محمّد رضا محسني نيا، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4048
صفحه از 531
پرینت  ارسال به